عاجل

مياه الشرب تهدد الأميركيين بـ"أمراض خطيرة"    هل زودت تركيا إسرائيل بالمعلومات لصد الهجوم الإيراني ؟    الميادين: نيران من لبنان باتجاه هدف عسكري في محيط عرب عرامشة    

استكمال تطهير الجرود وبعض الدعم المسموم للجيش ... بقلم العميد د أمين حطيط

2017-08-03

استكمال تطهير الجرود وبعض الدعم المسموم للجيش ... بقلم العميد د أمين حطيط

انتجت عملية تحرير جرود عرسال و تطهيرها من جبهة النصرة حالة من الوحدة الوطنية لم يعرفها  لبنان منذ زمن ، و لم يخرج عليها الا صوتان لكل منهما حساباته و ارتباطاته الخاصة التي تمنعه عن قول الحق و النطق بالموضوعية مهما كان الامر واضحا ، و لكن رئيس الجمهورية لم يتوقف عند ما قاله هؤلاء و اطلق القول الفصل معتبرا ان الإنجاز الذي حققته المقاومة في تلك لجرود الوعرة ، انتصار للبنان ، يجب ان يستكمل من قبل القوات المسلحة حتى تعود الجرود بكاملها الى سيادة الدولة و يبعد الخطر العسكري الذي يتهدد لبنان من حدوده الشرقية و في هذا الارتقاب و التكليف للقوات المسلحة يكمن سؤال و استفسار لا بد من مواجهته بدقة .

من البديهي ان يقال بان الجيش اللبناني هو المعني بالتكليف الوطني ، و من البديهي القول بان الجيش اللبناني هو من يبادر او سيبادر الى استكمال ما تبقى من مهمة التطهير وهنا قد يبدو موقف من اشتهر بالعداء للجيش ، و فجأة استفاق على أهمية الجيش و ابدى دعمه له من اجل القيام منفردا بعملية التطهير دون مساعدة من احد يبدو الموقف في ظهره صوابا و لكن اذا تمحصنا في الامر فاننا نجد  فيه الخبث و الخطر خبث يبديه أصحابه ضد المقاومة و الجيش العربي السوري وعداء لهما و خطر يتهدد الجيش في القاء أعباء مهمة ليست بالبسيطة دون ان يكون له في الميدان عضدا .

لذلك نقول  و رغم البديهيات أعلاه ، ان من البديهي أيضا  التصرف و السلوك على أساس ان الجيش اللبناني هو الأدرى بما عليه ان يعمل و باي طريقيه و كيفية و بالتالي لا يكون مقبولا تنطح من لا عهد له بالعمل العسكري ، او من كان تاريخه حافلا بالعداء للجيش و مقارعته ميدانيا و قتل افراده و استباحة مراكزه و أسلحته ، ( القوات اللبنانية ) او من اشتهر بالتضييق على الجيش في كل صغيرة او كبيرة تعنيه من ميزانية الدولة و حاول انشاء الجيش البديل او شعبة المخابرات البديلة ( تيار المستقبل) لا يكون مقبولا تنطح هؤلاء لوضع خطط و رسم سياسات عمل الجيش و تحديد من على الجيش ان يعمل معه و او من عليه الابتعاد عن التنسيق معه او تحديد كيف عليه ان يعمل و متى و اين .

لقد تسبب التدخل السياسي في عمل الجيش خلال الفترة القريبة التي سبقت انتخاب العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية ، تسبب بمآسي لا زال الجيش يتجرع مراراتها بوجود عناصر منه مخطوفين بيد التنظيمات الإرهابية التي على راسها داعش التي تخفي اثر تسعة من الجنود و تتحصن اليوم في بقعة من الجرود اللبنانية في القاع و راس بعلبك  تتجاوز مساحتها ال 120 كلم مربع ينتشر فيها اكثر من 450 مسلحا ، و هي البقعة التي على لبنان استمال تطهيرها بعد ان طهرت منظومة المقاومة و الجيش اللبناني و الجيش العربي السوري جرود عرسال بمساحة تقارب ما ذكر .

ان التدخل بشان الجيش و بشان عملياته المرتقبة في تلك الجرود لتطهيرها يعتبر امرا بالغ الخطورة ، و يخشى منه على الجيش في سلامته و في سلامة المهام التي يقوم بها  وبالتالي  لن يكون  مسموحا من احد ان يتدخل في خطط الجيش و قراراته الميدانية العسكرية ، فالجيش يعرف ماذا يريد و كيف ينفذ مهامها المطلوبة منه و خاصة ان في قيادته اليوم جل ميداني محترف مشهود له بالالتزام الوطني وشجاعة القرار بالمواجهة ، اما اظهار الدعم للجيش مع رسم خطوط حمر له اقيده ، فانه امر غير مقبول و سيكون مسيئا حتى الخطورة القصوى اذا تطور هذا الدعم المشروط الى حدود تصل الى تعيين كيف يعمل و مع من يعمل و متى يعمل كما حصل في العام 2014 .

ان مهمة تطهير جرود راس بعلبك والقاع من ارهابيي داعش، ورغم انها في ظروفها اليوم قد تبدو أسهل من مهمة تطهير جرود عرسال التي أنجزت، لكن الميدان لا يؤمن له، ويرتقب دائما منه المفاجآت ولهذا كانت القاعدة العملانية الذهبية التي تقول ان "على القائد العسكري ان يتصرف على أساس الفرض الأسوأ " وان يحشد كل ما امكنه من قدرات ويزجها في الميدان مع الاحتفاظ بالاحتياط اللازم ليخفف من إثر المفاجآت إذا حصلت ويخفض من حجم التضحيات والخسائر التي قد تفرض عليه.

و اذا عطفنا ذلك على واقع الجيش اللبناني و مهماته الجسام الملقاة على عاتقه في كامل الأرض اللبنانية من الشمال الى الجنوب ، فضلا عن المهمات الخاصة المطلوبة منه ان لجهة تطويق بؤر التوتر و الملاذات الامنة للخلايا الإرهابية او لجهة العمليات الاستباقية الواجب القيام بها ، ثم حللنا الموضوع لجهة انعكاس انشغال الجيش في جرود راس بعلبك لفترة قد تطول و انعكاس ذلك على الوضع الأمني في الداخل ، فاننا نصل الى استنتاج قاطع بان الحريص على الجيش يكون حريصا عليه في كل الوجوه ، في وجوده و بنيته ، و في نجاحه في كل مهماته ، و في عدم المس بقدراته وتوريطه بمهمات تستلزم منه تضحياته اكبر و تفرض عليه تحمل خسائر اكبر، و ليفهم من يعنيه شان الامن في لبنان انه ممنوع ممنوع ان يجر الجيش الى استنزاف في أي مكان من شانه ان يؤثر على مهماته الوطنية الواسعة .

ان ثقتنا بجيشنا الوطني الذي اعيد تنظيمه على أساس عقيدة عسكرية وطنية حمته من كل الضغوط والتحديات، هي ثقة لا تحد، ومع ذلك فان هذه الثقة الكبيرة ليس من شانها ان تدفعنا للمغامرة بالجيش بشكل يثقل الأعباء عليه في وقت يستطيع فيه ان يصل الى مبتغاه بكلفة اقل وبوقت أقصر، وان الذين يرفضون ذلك ليسوا في أي حال من محبي الجيش والحريصين عليه، بل انهم كما يثبت تاريخهم القريب والبعيد من أعداء الجيش الذين يجب ان لا يصغى إليهم في موقف ولا يسمع لهم في اعتراض.

و على هذا الأساس فاننا و حرصا على الجيش ، و حرصا على الامن و الاستقرار في كل لبنان ، و حرصا على نجاح الجيش في مهمته المرتقبة و التي باتت امرا حتميا ملحا لا مناص من تنفيذها ، فاننا ندعو الى عمل ميداني تكاملي بين الجيش اللبناني و الجيش العربي السوري و المقاومة للأطباق على ما تبقى من إرهابيين في جرود القاع و  راس بعلبك ، في مرحلة أولى ، ثم الانتقال و بسرعة و في اطار منظومة لبنانية سورية منسقة الى معالجة امر مخيمات النازحين السوريين في تلك المنطقة بما يؤمن كرامة النازح السوري و سلامته و امن لبنان و استقراره ، و كفانا تلاعب بالمصالح الوطنية من قبل اطراف مرتهنين للخارج ، مكلفين بممارسة شتى ضروب العداء للمقاومة و العداء لسورية حتى و لو كان لبنان بكله يدفع ثمن هذا العداء المدفوع الثمن   .

 

البناء

 


التعليقات

إدارة الموقع ليست مسؤولة عن محتوى التعليقات الواردة و لا تعبر عن وجهة نظرها

لا يوجد تعليقات حالياً

شاركنا رأيك

Create Account



Log In Your Account