آراء و مقالات

بلا مجاملات.. طعم المازوت.. بقلم سميرعبد الرحمن

2017-09-28

«الله لا يوقع حدا بلسان مواطن يحلم بالتدفئة» اعتماداً على المازوت، خصوصاً إذا كان هذا المواطن ممن تذوقوا طعم التدفئة على المازوت أيام الرخاء والليتر بـ/7/ ليرات والصفيحة بـ/140/ ليرة، والمدفأة مولعة 24/24 أحياناً، يومها كان بائعو المازوت و«الطنبرجية» على انخفاض سعره يجوبون الشوارع والحارات والأزقة بحثاً عن مشترٍ، فصديقنا الحالم بالتدفئة استشعر التسويف بوعود البطاقة الذكية وشبهها بقسائم التدفئة وبشيكات الدعم و.. و.. و، معتبراً أن المسألة أصبحت أشبه بأحجية أو بمتاهة، قائلاً ستة أشهر ابتعدنا فيها عن فصل البرد الماضي انشغلنا خلالها بلهيب الصيف الطبيعي، لكن ما الذي كانت تفعله الجهة صاحبة قرار المازوت خلال تلك الفترة؟ وما الذي يجعلها تقرر استخدام بطاقاتها الذكية في هذا الوقت؟ هل تريدنا أن نقضي الشتاء القادم بسرعة كما يبدو من خلال نشرات الطقس العالمية وصور العاصفة «إيرما»، بالركض خلف البطاقات الذكية لتقول لنا في الآخر في هذه السنة حصلتم على البطاقات ونعدكم بحصتكم من المازوت في الشتاء الثاني؟ أم إن قصة الركض هي الأساس لأنها ستشعرنا بالدفء وسنستغني عن المازوت؟! لاشك في أنها تفعلها أحياناً!.
في الشتاء الماضي سجلنا على دور المازوت وجاء الشتاء الجديد ولم يصل الدور لحارتنا، وعندما سألنا عن دور السنة الماضية، قالوا لنا: «يلي فات مات» نحنا أولاد اليوم وعليكم التسجيل من جديد، وبما أننا أصبحنا ممن يفضلون التعلم من الدروس انتظرنا بضعة أيام قبل التسجيل على دور المازوت الجديد، ولم تخذلنا توقعاتنا، إذ سرعان ما توقف التسجيل وأعلنت راعية المازوت: عليكم الحصول على البطاقة الذكية أولاً، وها نحن ننتظر الحصول على البطاقة الذكية، وننتظر أن تعلن راعية المازوت عن مرحلة ما بعد استلام البطاقة!.
هل سنحتاج إلى دور جديد؟ أم إن أصحاب «الطنابر» سيزودون بجهاز ذكي للتعامل مع بطاقاتنا وسيبيعون المازوت لكل من يرغب؟.
هي أسئلة مشروعة يطرحها صاحبنا الذي علقنا في لسانه؟.

صحيفة تشرين