عاجل

القبض على سارقي الكابلات الكهربائية بين محطتي دير علي وعدرا    تراجع أسعار الذهب عالمياً الأربعاء مع ارتفاع الدولار والتركيز على بيانات التضخم الأمريكية    انخفاض أسعار النفط الأربعاء لليوم الثاني مع زيادة مخزونات الخام الأمريكية    

لماذا هى .. ولماذا هو !! بقلم الدكتور محمد سيد أحمد

2018-05-30

لماذا هى .. ولماذا هو !!  بقلم الدكتور محمد سيد أحمد

قد يبدو لأول وهلة أن هناك غموض فى العنوان لكن سرعان ما سيتبدد ذلك عندما نؤكد أن ( هي ) المقصود بها المقاومة, و( هو ) بالطبع سيدها وقائدها فى عالمنا اليوم سماحة السيد حسن نصر الله, وللمقاومة في عالمنا العربي تاريخ طويل يسبق بالطبع المقاومة اللبنانية التى يقودها الآن حزب الله, لكننا سنركز هنا على المقاومة التى صنعها حزب الله فى مواجهة العدو الصهيونى فى لحظة الانكسارات العربية أمام هذا العدو, ففي الوقت الذى خرجت فيه مصر الدولة العربية الأكبر من المواجهة العسكرية المباشرة مع العدو الصهيونى حين أعلن الرئيس السادات أن حرب أكتوبر 1973 هى آخر الحروب مع العدو الصهيوني, لذلك كانت زيارته للقدس فى 19 نوفمبر 1977 هى الخطوة الأولى نحو توقيع اتفاقية كامب ديفيد في 17 سبتمبر 1978 والتى بموجبها اطمئن العدو لخروج القوة العربية الأكبر من دائرة الصراع.

 وفى لحظة الانكسار العربي أمام العدو الصهيونى تكونت البذور الجنينية للمقاومة الجديدة التى ستعرف لاحقا بحزب الله فى واحدة من البلدان العربية الصغيرة ضمن ما يعرف بدول الطوق ( وهى الدول التي لها حدود مباشرة مع فلسطين المحتلة ) فبعد الاجتياح الصهيوني للبنان فى العام 1982 ومنذ اللحظة الأولى قررت قيادته التى لم تكن قد تبلورت بعد أنها تسعى لتوحيد الجهود لتشكيل إطار قادر على مواجهة الاجتياح الصهيوني للبنان ومقاومته, ومنذ ذلك التاريخ تم تنفيذ عشرات العمليات ضد العدو الصهيونى وهو ما أجبره على الانسحاب من قسم كبير من الأراضي اللبنانية في العام 1985, وفى هذه الأثناء تم الإعلان الرسمي عن تنظيم " حزب الله " كحركة مقاومة معلنة على الساحة اللبنانية, في مؤتمر صحفي أعلن فيه وثيقة الحزب السياسية باسم " الرسالة المفتوحة " والتي جاء بها أن الحد الأدنى الذى يمكن أن تقبل به هو إنقاذ لبنان من التبعية للغرب أو الشرق وطرد الاحتلال الصهيونى من أراضيه نهائيا.

وفى الوقت الذى كانت تنمو فيه المقاومة اللبنانية متمثلة فى حزب الله ويشتد عودها وتقوى شوكتها فى مواجهة العدو الصهيونى كانت الانتكاسات العربية فى مواجهة العدو الصهيوني مستمرة, فبعد خروج مصر من المواجهة على أثر اتفاقية كامب ديفيد 1978, وجدنا اتفاقية استسلام جديدة يوقعها العدو الصهيونى مع منظمة التحرير الفلسطينية بقيادة ياسر عرفات في أوسلو 1993, أعقبها مباشرة اتفاقية وادى عربة مع الأردن على يد الملك الحسين بن طلال 1994, واعتقد العدو الصهيوني أنه قد قام بتضييق دائرة الصراع العربي معه وبذلك يستطيع أن يحسم أي معركة قادمة لصالحه, لكن المقاومة اللبنانية كانت لها كلمة أخرى, خاصة بعد تولى السيد حسن نصر الله قيادة الحزب فى العام 1992 كثالث أمين عام له بعد استشهاد أمينه العام الثانى السيد عباس الموسوي بصواريخ العدو الصهيوني, حيث طور كثيرا من أدائه التنظيمي والعسكري والسياسي, مما أكسبه شعبية كبيرة, فأصبح له كلمة مسموعة داخل لبنان وخارجها, وهو ما أصاب العدو الصهيونى بالفزع والرعب.

ففى العام التالي مباشرة لتولى السيد حسن نصر الله قيادة الحزب 1993 قامت حرب " الأيام السبعة " حيث تصاعدت عمليات المقاومة مما دفع قوات العدو الصهيونى لشن حربا قاسية على حزب الله عبر الغارات الجوية في محاولة لتقدم القوات البرية المحتلة في بعض المناطق, لكن حزب الله تمكن من الصمود ومواجهة العدو الصهيونى وانتهت الحرب بتفاهم غير مكتوب سمي " تفاهم تموز " أدى الى وقف مؤقت لإطلاق صواريخ " الكاتيوشا " مقابل وقف الاعتداءات الصهيونية, لكن ظلت عمليات المقاومة فى منطقة الشريط المحتل مستمرة مما كبد العدو الصهيونى خسائر فادحة.

وفى العام 1996 حدث عدوان صهيونى جديد على لبنان تحت مسمى " عناقيد الغضب " كان الهدف منه توجيه ضربة قوية لحزب الله, حيث تم استهداف مقار قيادته في الضاحية الجنوبية, كما شملت العملية مناطق أخرى في الجنوب والبقاع, مما أدى الى استشهاد 200 مدنى وسقوط مئات الجرحى, وارتكب العدو الصهيوني مجزرة " قانا " مما أدى الى تحرك سياسي دولى لوقف الحرب بعد أن فشل العدو الصهيوني في تحقيق أهدافه, وتصاعدت بعد ذلك عمليات المقاومة وحققت نجاحات هامة على المستوى الميدانى مما أجبر العدو الصهيونى على الانسحاب من لبنان فى 25 مايو 2000 وهو اليوم الذى أصبح عيدا للتحرير وعيدا للمقاومة احتفلت به لبنان والمقاومة العربية فى كل مكان منذ أيام.

ومن هنا تبرز الإجابة لماذا هي ؟ إنها المقاومة التي أربكت كل حسابات العدو الصهيونى ففى الوقت الذى كان قد وصل الى مرحلة عقد اتفاقيات الاستسلام العربية الواحدة تلو الأخرى, وبالتالي تصفية الصراع العربي – الصهيوني وجد نفسه فى مواجهة وتحدى كبير مع " حزب الله " ونتيجة صلابة المقاومة اضطر صاغرا على الانسحاب بدون شروط وبدون اتفاقيات, وهى إعلان هزيمة لم يعتدها العدو الصهيونى.

 أما لماذا هو ؟ فذلك لأنه القائد الذى وقف متحديا العدو الصهيونى طوال الوقت والذى مازال يعلن أنه لن يتوقف عن مقاومته حتى يتم تحرير كامل التراب العربي المحتل, وهو القائد الذى رد ومازال يرد على أى عدوان الصهيونى. لذلك لا عجب أن تكون المقاومة وسيدها مستهدفة طوال الوقت ليس فقط من العدو الصهيوني, لكن من أتباعه حول العالم سواء فى أمريكا وأوروبا أو في عالمنا العربي, وتجرى على قدم وساق محاولات تشويه المقاومة ووصمها بالإرهاب, لكن هيهات أن ينالوا من المقاومة وسيدها, لقد قدمت المقاومة نموذجا يجب أن يحتذى فى مواجهة العدو الصهيونى والانتصار عليه.

 لذلك مازال هناك أمل مادامت هناك مقاومة, فانتصارات حزب الله على العدو الصهيونى خير شاهد وخير دليل, وانتصار سورية في حربها الكونية يؤكد ذلك ويدعمه, وصمود اليمن الجريح يصب في خندق المقاومة, ومسيرات العودة الفلسطينية تقول أن المقاومة هي الحل, لذلك لابد من التأمل العميق فى كلمات الرئيس بشار الأسد " إن ثمن المقاومة أقل بكثير من ثمن الاستسلام ", وكلمات الزعيم جمال عبد الناصر " إن المقاومة ولدت لتعيش وتنتصر ", وعلى كل من يرى فى العدو الصهيونى عدوه الأول أن يتمسك بخيار المقاومة, اللهم بلغت اللهم فاشهد.           

    

 


التعليقات

إدارة الموقع ليست مسؤولة عن محتوى التعليقات الواردة و لا تعبر عن وجهة نظرها

لا يوجد تعليقات حالياً

شاركنا رأيك

Create Account



Log In Your Account