عاجل

قضاة العدل الدولية تصدر بالإجماع أمرا جديدا لإسرائيل    استشهاد وإصابة عدد من المدنيين والعسكريين جراء عدوان إسرائيلي على ريف حلب    القبض على سارقي الكابلات الكهربائية بين محطتي دير علي وعدرا    

الاحتقار المناسب في المكان المناسب .. الخاشقجي ليس غيفارا.. بقلم نارام سرجون

2018-10-23

الاحتقار المناسب في المكان المناسب .. الخاشقجي ليس غيفارا.. بقلم نارام سرجون

رغم احترامي لهيبة الموت واحجامي عن اهانة اي ميت حتى وان كان عدوي الذي أسال دمي فانني لم اكن قادرا على ان احترم المبالغة في تبجيل الراحلين والباسهم ثياب الجنة وثياب الصالحين وارغام الكلام على ان يعلق كالايقونات والمجوهرات وهم لايستحقونها كما يعلق اللصوص والقراصنة الذهب الذي يستولون عليه في أعناقهم كأنهم ورثوه .. فكلما زاد التبجيل وزاد عن حده صار ايذاء وأثقالا على الضمير .. وكلما بالغ الناعون والمؤبنون في سجايا المفقود والبسوا جثمانه الصالحات وغسلوه بدموع المسيح التي مزجوها بدموع التماسيح جعلوا الحزن عليه أقل ولوثوا جسده .. وبل يدخل الى المشاعر عنصر النفور من الراحل الذي ألبس ثياب الجنة قبل ان يحاسبه الله..

للأسف لم يفعل مقتل الخاشقجي شيئا الا انه زاد احتقاري للضمير الغربي الذي احتقره الى حد لايمكن ان يتصوره أحد .. الذي أشبهه بضمير التماسيح امام الغزلان .. حتى الشيطان عنده ضمير أفضل من الضمير الغربي .. لأن هذا الكم الكبير من النفاق وذكر محاسن القتيل كما لو كان غيفارا والسخط والغضب والعقوبات والعنتريات ورفع السبابات في قضية الخاشقجي ليس من أجل اهانة السعودية ولاتصويبها وليس لأن موت الخاشقجي وخز ضمير العالم الحر .. فضمير العالم الحر فولاذي ويرتدي دروعا من فولاذ لاتخترقه الابر الصغيرة لأرواح الاطفال والابرياء والمستضعفين .. هذا الاهتمام والرعاية والضمير الذي علا صوته لم يظهر الا بعد موت رجل تافه .. حديثه تافه .. وتاريخه تافه .. ولاشيء فيه ولاقيمة الا انه يكتب في الواشنطن بوست الصهيونية .. وأنا صرت على يقين بعدما استمعت اليه والى ضحالة أفكاره ومنطقه ان ماينشره في الواشنظن بوست هو من نتاج كاتب آخر موظف عنده .. ومن الواضح ان المتصارعين يتراشقون بجثته وأعضائه ويصنعون من عظامه سكاكين لنحر البقرة الحلوب .. كل يرمي خصمه بقطعة من الخاشقجي .. ليصيب منه مقتلا .. اردوغان يرمي جثة الخاشقجي على بن سلمان وابيه .. فيما يلتقطها منافسو ترامب ويرشقونه به على أساس انه هو من يتعاون مع آل سلمان في السعودية .. ويهرول الغربيون كل بدوره ليلتقط قطعة خاشقجية ويرميها على احد الخصوم او يعلقها في كعبة حقوق الانسان كقميص عثمان .. ويطالبون بمحاسبة العهد الجديد لانه انتهك المحظورات .. وكأن البدائل كانت افضل او ان من سبق كان اكثر عقلانية .. وكلنا لاننسى ان زمن عبدالله (الراحل ابو متعب) هو زمن المذابح في العراق وسورية وليبيبا واليمن .. وزمن فهد هو زمن عواصف الصحراء ومقتلة العراقيين الكبرى التي انطلفت من اراضيه وبماله..

العالم ينام بين الجثث .. المنتشرة على طول الارض العربية .. وباب المندب صار أحمر من لون الدم اليمني في الحديدة وغيرها .. وصار البحر الاحمر لأول مرة بحرا يليق به اسمه منذ ان تشكل منذ ملايين السنين .. بحرا احمر صبغه دم اليمنيين .. و ناقلات النفط الغربية تمر من باب المندب وعبر البحر الاحمر وكانت تصل الى البحر المتوسط وموانئ النفط ولون جسدها أحمر قان لأنه كانت تتخضب بدماء اليمن النازف في البحر والسكين السعودية تنحره كل يوم الف مرة .. حتى السفن ضج فيها الضمير .. ولكن لاشيء حرك الضمير العالمي الا دم الخاشقجي .. رجل تافه بوزن 35 مليون انسان يمني .. وبوزن ملايين السوريين وملايين العراقيين والفلسطينيين والليبيين .. وكل هؤلاء لم يخزوا ضمير العالم المتحجر ودرعه الفولاذي..

 

لذلك اشكركم أيها السادة القابعون في ابراج الحضارة الغربية الذين لم تخيبوا ظني في ان ضمائركم لاتصلح ان تكون حتى حظائر لأقذر الكلاب .. وشكرا لكم لأنكم منحتم احتقاري مكانا يليق به ولايحس انه يضيع سدى .. واذا كان الشعور بالعدالة ياتي من انصاف الحقيقة فان ماهو اعظم هو ان تضع احتقارك المناسب في المكان المناسب .. فكل مافي هذه القصة حقير حتى الثمالة .. القاتل والمقتول والمحقق والمفتش والباكي والنادب والجلاد والشرطي والقاضي والادعاء والمحكمة والقفص .. والحكم .. والناطق بالحكم .. وهذا العالم المنافق الأفاق..


التعليقات

إدارة الموقع ليست مسؤولة عن محتوى التعليقات الواردة و لا تعبر عن وجهة نظرها

لا يوجد تعليقات حالياً

شاركنا رأيك

Create Account



Log In Your Account