عاجل

مياه الشرب تهدد الأميركيين بـ"أمراض خطيرة"    هل زودت تركيا إسرائيل بالمعلومات لصد الهجوم الإيراني ؟    الميادين: نيران من لبنان باتجاه هدف عسكري في محيط عرب عرامشة    

«شحطة» قلم.. بقلم سمير عبد الرحمن

2019-06-25

«شحطة» قلم.. بقلم سمير عبد الرحمن

بعد أن ركبنا الباصات عشر سنين على الأبواب الخارجية في ثمانينيات القرن الماضي اكتشفنا أن مشكلتنا كان يمكن حلها بشحطة قلم وقانون للاستثمار.
بعد أن وقفنا أمام الفرن والمؤسسات الاستهلاكية سنين أكثر من تلك، اكتشفنا أن مشكلتنا انتهت بـ«شحطة» قلم والترخيص لأفران الخبز السياحي غير المدعوم.
سنوات أخرى أمضيناها من القرن الماضي بالفرجة على تلفزيون 20 و14 بوصة متحلقين حوله وكأنه الساحر بيننا، ثم اكتشفنا أن زمن الشاشات دخل بلادنا بمقاسات تصل حجم حائط المنزل بشحطة قلم.
عشرات المشكلات واجهتنا سنين طويلة وانتهت بـ«شحطة» قلم.. كل مشكلاتنا كانت مرهونة بالقلم ولم يكن ينقص القلم إلا الحبر لتسييله؟
ها هي الحكومة تمسك القلم اليوم وتعدنا بحل مشكلة النقل، حتى إن الأشقاء في الصين سمعوا بقصتنا وأهدونا أول 100 باص لحل مشكلتنا، وربما يستكملون إهداءنا الألفي باص التي وعدنا بها من زمن يعود لما قبل الحرب قبل أن يسيل قلم الحكومة وتوافق على استيرادها.
وما علينا إلا الاستبشار خيراً بعد أن عجزت محافظة دمشق عن تسيير سيارات التاكسي «سيرفيس» التي رفض أصحاب السيارات الانخراط فيها طوعاً.
وما علينا إلا التصديق والتفاؤل، فمن يسمح باستيراد العطورات وإكسسوارات الموبايلات والموبايلات نفسها لابدّ من أن يسمح أخيراً للقطاع الخاص باستيراد الباصات.
وأساس تفاؤلنا هو الاستراتيجيات الكبيرة، فمنذ بداية الأزمة وما قبلها وضعت النقل في استراتيجيتها استيراد ألفي باص، ومازلنا نصدقها، وهي في المقابل تخرج الإضبارة من الدرج وتعيد قراءتها ومن ثم تعيدها إلى جانب إضبارة ميترو دمشق في الدرج نفسه.
وقف مجمع «يلبغا» ثلاثين عاماً عارياً وسط دمشق ومازال، لكن الأمل بكسائه تجدد مؤخراً مع أحدث «شحطة» قلم. إذاً المسألة إعادة ترتيب الأولويات وليس إعادتها إلى درج الأضابير المحفوظة والمؤجلة للزمن القادم..
«
شحطة» القلم تفصلنا عن جلّ مشكلاتنا، لكن «الشحطة» تبدو ثقيلة أو تحتاج تغيير طريقة التفكير.. ما حصل في الأمس في تسعير البنزين لاشك في أنه لم يعجب الكثيرين، لكنه في الحقيقة هو أهم قرار صائب تتخذه الحكومة منذ سنوات طويلة، فمن يملك السيارة لا يحتاج للدعم، ومن لم يعجبه القرار فليبع سيارته، وبدقة أكبر كيف ندعم من يمتلك سيارة ونتفرج على من لا يمتلك أي شيء ونردد صوت الصدى كيف سنوصل الدعم لكل مستحقيه? مع إن السؤال يجب أن يكون: من أفتى بدعم البنزين? وكيف استطاع أن يقنع دولة بأكملها بأن أصحاب السيارات يستحقون الدعم؟.

صحيفة تشرين


التعليقات

إدارة الموقع ليست مسؤولة عن محتوى التعليقات الواردة و لا تعبر عن وجهة نظرها

لا يوجد تعليقات حالياً

شاركنا رأيك

Create Account



Log In Your Account