عاجل

قضاة العدل الدولية تصدر بالإجماع أمرا جديدا لإسرائيل    استشهاد وإصابة عدد من المدنيين والعسكريين جراء عدوان إسرائيلي على ريف حلب    القبض على سارقي الكابلات الكهربائية بين محطتي دير علي وعدرا    

طموحات اردوغان إلى أين ستأخذ تركيا والمنطقة؟ .. بقلم فيروز بغدادي

2019-12-11

طموحات اردوغان إلى أين ستأخذ تركيا والمنطقة؟ .. بقلم فيروز بغدادي

خاص شفقنا-قبل يومين أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، في تصريح نقله التلفزيون الرسمي التركي، عن استعداد بلاده لإرسال قوات عسكرية إلى ليبيا في حال طلبت منه حكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج، من اجل التصدي لقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر الزاجفة نحو طرابلس والمدعوم من السعودية والامارات ومصر.

تصريحات اردوغان اللافتة تأتي بعد أيام من اتفاقه المثير للجدل مع السراج للتنقيب عن النفط والغاز في السواحل البحرية لليبيا، الأمر الذي أثار حفيظة اليونان التي أعلن المتحدث باسم حكومتها إن أثينا قدمت اعتراضاً إلى الأمم المتحدة بشأن الاتفاق باعتباره انتهاكاً للقانون الدولي، كما طردت أثينا السفير الليبي رداً على الاتفاق الذي أثار غضبها باعتباره يطوّق جزيرة «كريت» اليونانية وينتهك جرفها القاري.

يبدو أنه ليس من المستغرب أن تتحول ليبيا إلى ساحة لتجسيد طموحات الرئيس التركي التي لا يبدو أنها ستتوقف عند حدود، بعد أن رأى سكوت العالم المطبق إزاء تصرفاته في سوريا، التي دخلتها جيوشه وميلشيياته أمام أنظار العالم اجمع.

في البداية كان هناك من يعتقد أن سياسة اردوغان إزاء الأزمة السورية منذ عام 2011 كانت محاولة انخراطا في المجهود الدولي التي كانت تقوده أمريكا لإسقاط النظام في سوريا، وهو دور شاركته فيه السعودية والإمارات وقطر ومصر قبل السيسي وإسرائيل ومعظم الدول الغربية، ولكن مع مرور الأيام، أثبتت الوقائع على الأرض أن سوريا ليست إلا بداية لطموحات اردوغان.

في عام 2015 دخل الجيش اتركي شمال العراق وأقام في منطقة بعشيقة في الموصل قاعدة عسكرية، رغم رفض الحكومات العراقية للوجود التركي هناك، واستغل اردوغان وجود “داعش” لتعزيز تواجده في العراق، ورفض كل الدعوات العراقية والدولية للخروج من العراق، وفي عام 2016 أعلن، تحت الضغط الدولي، انه سينسحب من العراق في حال هزيمة “داعش”، وانهزم داعش في عام 2017 إلا أن الجيش التركي ما زال يرفض الانسحاب من شمال العراق.

وفي سياق الطموح التركي المتزايد أعلن اردوغان في ديسمبر/كانون الأول من العام 2017، أن السودان سلمت جزيرة سواكن الواقعة في البحر الأحمر شرقي السودان لتركيا كي تتولى إعادة تأهيلها وإدارتها لفترة زمنية لم يحددها، وقيل حينها إن الغرض هو إقامة قاعدة عسكرية تركية.

وفي ذات السياق أيضا أقامت تركيا في عام 2017 قاعدة الريان العسكرية في قطر، وتستوعب القاعدة 3000 جندي تابعين لفرقة طارق بن زياد التركية برفقة مدرعاتهم، ستكون متعدّدة الأغراض، وجاء الإعلان في ذروة الخلاف بين قطر من جانب والسعودية والإمارات والبحرين ومصر من جانب آخر.

حتى الآن لا يبدو أن هناك أي مانع جدي أمام طموحات اردوغان، الأمر الذي جعل الرئيس التركي يتمادى في تنفيذ كل مخطط يخطر بباله دون أي يشعر بالخطر، ويبدو ذلك واضحا بعد إعلانه أنه بدأ العمل لإسكان مليون لاجيء سوري في مدينتي تل أبيض ورأس العين شمالي سوريا، بينما العالم كله يعرف أن هذه العملية ليست سوى تطهير عرقي وتغيير ديموغرافي للخارطة السورية، فهذه المنطقة التي حددها اردوغان ليست خالية من السكان، بل كانت تعج بالسكان وغالبيتهم من الكرد السوريين الذين قام الجيش التركي وميلشياته بتهجيرهم منها، وفرض مخططه الذي لم يجد من يؤيده فيها في العالم اجمع غير قطر!.

صحيح أن اردوغان نجح لحد الآن في تنفيذ مخططاته في سوريا والمنطقة، إلا أن الخطر يكمن في أن يتحول هذا النجاح إلى كارثة تحل بتركيا والمنطقة، بعد أن زاد من شهية اردوغان في الاندفاع اكثر، كما ظهر ذلك من إعلانه إرسال جنود أتراك إلى ليبيا لدعم السراج، الأمر قد يُغرق تركيا وأحلام اردوغان في المستنقع الليبي.

فيروز بغدادي


التعليقات

إدارة الموقع ليست مسؤولة عن محتوى التعليقات الواردة و لا تعبر عن وجهة نظرها

لا يوجد تعليقات حالياً

شاركنا رأيك

Create Account



Log In Your Account