عاجل

القبض على سارقي الكابلات الكهربائية بين محطتي دير علي وعدرا    تراجع أسعار الذهب عالمياً الأربعاء مع ارتفاع الدولار والتركيز على بيانات التضخم الأمريكية    انخفاض أسعار النفط الأربعاء لليوم الثاني مع زيادة مخزونات الخام الأمريكية    

حوار مع اليف شافاق الروائية التركية أليف شفق: للأدب الفلسطيني مكانة خاصة في قلبي..

2016-06-02

  أجرى مراسل الأناضول، لقاءً مع الروائية التركية، )أليف شفق(، التي توصف بأنها أكثر الروائيات التركيات شهرة في العالم العربي، والتي ترجمت سبعة من كتبها إلى اللغة العربية، اشتهر منها كتاب (قواعد العشق الأربعون)، الذي تناول مواضيع العشق والحب بين الشرق والغرب، والماضي والحاضر، والروحي والدنيوي، من خلال رواية قصة كل من المتصوفيين :(جلال الدين الرومي) و(شمس التبريزي)".

  لم يشكل كتاب ‘قواعد العشق الأربعون’ الذي خطه قلم ‘شفق’، محور النقاشات التي دارت في الأوساط الثقافية المشاركة في معرض الكتاب في العاصمة اللبنانيةبيروت’ فحسب، بل شكل أيضاً محور الأحاديث والنقاشات بين الزعماء الدينيين وآيات الله في لبنان. هنا نص الحوار:

 

*تتحدثون في روايتكم الأخيرة التي تحمل اسم ‘معلمي وأنا’، عن حقبة من تاريخ الدولة العثمانية، كما شاهدتها عينا أحد تلاميذ المعماري الشهير ‘سنان باشا’، وأنا شخصياً أعتقد أن تلقى تلك الرواية اهتماماً كبيراً من قبل القرّاء العرب، في حال ترجمت إلى اللغة العربية، خاصة وأن القراء في جميع بلدان العالم العربي، باتوا متلهفين في السنوات الأخيرة لمعرفة أسرار كل ما يتعلق بالتاريخ والثقافة التركية، كما أن ‘أليف شفق’، باتت مشهورة ومحبوبة في العالم العربي، فكيف تنظرون أنتم إلى مسألة التواصل مع العالم العربي؟.

**أنا شخصياً، مهتمة بالعالم العربي، كما أن العديد من الرسائل المثيرة للاهتمام والمشجعة تصلني من القراء في العالم العربي، وخاصة النساء، وهنا أود أن أشير إلى أن العديد من النسوة القادمين من البلاد العربية، يشاركن في النشاطات التي أقيمها خارج البلاد، ويأتين للتحدّث معي، حتى أن ذكريات جميلة ودافئة باتت تربطني بهن، وكم أود الذهاب إلى البلاد العربية والتقاء أكبر عدد من القراء. وعندما أتناول العالم العربي، لا أتناوله على أنه عبارة وحدة متجانسة ساكنة لها لونوصوتواحد.
*هل كان لديك اتصال مع المحيط الأدبي العربي؟ هل قرأت عن الأدب العربي؟، وهل يثير ذلك الأدب اهتمامكم؟.

**جميع اتصالاتي المباشرة كانت مع القراء، كما أنني أحب محمود درويش، وأقرأ أعماله المترجمة إلى اللغة الإنكليزية، وللأدب القادم من فلسطين مكانة خاصة في قلبي، وأحب أعمال خليل جبران، فهو مشهور في تركيا كما تعلمون، وقرأت أعماله المترجمة إلى اللغتين التركية والإنكليزية.

 

*بدأ عهد الثورات والصحوة في العالم العربي، فكيف تقرؤون تلك التطورات من موقعكم كروائية عالمية؟

** أعتقد بأن الجميع بحاجة إلى الديمقراطية، لقد ساد مفهوم ‘الديمقراطية حاجة للدول المتقدمة والغربية فقط’، لسنوات طويلة في أنحاء العالم، كما أن العديد من المنظرين اعتقد أن نماذج الإدراة الأقل تطوراً هي مناسبة أكثر لدول منطقة الشرق الأوسط، فباسم الحفاظ على الاستقرار، تم التخلي من وقت لآخر عن الديمقراطية، وهذا أمر خطأ، إذ يجب عدم المساس بالديمقراطية، فالعالم العربي اليوم بحاجة ماسة للتعددية، وحقوق الإنسان، وحقوق المرأة، وسائل الإعلام الحرة، وأعتقد أن المطلب الرئيسي للشباب العربي هو تحقيق الحرية الفردية، فما الفرق بين فرد يعيش في فرنسا وآخر يعيش في العالم العربي؟ لا يوجد أي فرق، فجميعنا بشر، نفرح ونحزن لأسباب متشابهة، لذا فأنا مهتمة جداً بالتركيز على النقاط المشتركة بين البشر، ولعل أكثر تلك النقاط وضوحاً هي حاجة البشر إلى الحرية والبحث عنها، لكنني قلقة بشأن الغضب العارم والرغبة بالحصول على الانتقام الذي رافق البحث عن الحرية والحصول على الحقوق المهضومة، فالعنف ليس وسيلة للوصول إلى الديمقراطية، وعلى العالم العربي تحقيق التحول الديمقراطي بسلاسة وهدوء بعيداً عن العنف والعنف المضاد.

 

*أين ترون المرأة العربية في خضم التغيرات التي أفرزتها عوامل الصحوة ؟

** أنا أقف بكل احترام للمرأة العربية التي تلقيت منها الكثير من الرسائل، التي وردتني من قطر ودبي والقاهرة والمغرب والعديد من المدن العربية، وأود في هذا السياق أن أذكر المرأة المغربية التي تتابع التطورات الحاصلة في تركيا، فالعديد من النساء المغربيات يكتبن لي عن الموروث الديمقراطي التركي، وانعكاسات ذلك الموروث على الأدب، لذا فاعتقد أن لا ديمقراطية دون المرأة، لكن ما يدفعني الى القلق، هو أنه بالرغم من أن التغييرات الاجتماعية الحاصلة في المنطقة تبنى بسواعد النساء والرجال الملتحمة في ميادين المطالبات الديمقراطية، إلا أن الأنظمة التي تعقب الثورات تعيد النساء إلى بيوتهن وإلى حياتهن التقليدية، ما أن تنتهي الثورات ويستقر الوضع، على النساء أن يشاركن في المؤسسات الحكومة ليكسرن حالة السيطرة الذكورية على تلك المجالات الحيوية، ويدفعن دماءً جديدة في روح العمل الديمقراطي.

 

* أود في هذا الصدد أن أطرح عليكم سؤالاً حول تركيا، والعلاقات التركية العربية. كيف تبدو لكم تركيا؟

**أنا قلقة على تركيا جراء حالة الاستقطاب العامة التي تشهدها البلاد، وإن استمرار هذا الاستقطاب بهذا الشكل، سيترتب عليه عواقب اجتماعية وخيمة، قد نكون قادمين من خلفيات مختلفة، كما قد نعطي أصواتنا إلى أحزاب مختلفة، ومن الممكن أن نفكر بطرق مختلفة، لكن كل ما سبق لا يشكل عقبة أمام حقيقة امتلاكنا لقيم مشتركة، نستطيع من خلال إعلائها أن نطور نمط حياة أفضل يحتضن الجميع، فالديمقراطية قبل كل شيء هي من أهم القيم المشتركة، وكذلك حقوق الإنسان والمجتمع المدني، والتعددية وعدم نبذ الآخر، إن تحقيق ما سبق لا يعد مسألة مستحيلة، خاصة بالنسبة لبلد يمتلك ثقافة وتاريخاً بهذا الثراء ومجتمعاً فتياً وديناميكياً مثل تركيا، التي يجب عليها أن تتخلص من سياسة السيطرة الذكورية على الواقع السياسي، المفرزة للمزيد من الغضب وردود الأفعال العنيفة التي لا تبعث على السعادة. أنا أؤمن بالتعددية الثقافية، ولا أؤمن بضرورة التشابه، فنحن أحفاد دولة متعددة الأعراق والملل والأديان، قد نكون اعتقدنا أننا متشابهون، إلا أن ذلك مجرد ظن ووهم، إذ لم نكن في يوم من الأيام متطابقين، ولا داعي أساساً لأن نكون متطابقين في كل شيء، لأننا قادرون معاً على خلق قيمنا المشتركة.

 

*كيف تقيمون العلاقات التركية – العربية، مع أخذ الخلفيات التاريخية للعلاقات بعين الاعتبار؟

**قبل كل شيء، ما نحتاج إليه هو رؤية تغيير في الخطاب السياسي التركي، إذ أن جيلي والجيل الذي يسبقه تربوا على أن تركيا محاطة بالأعداء الذين يسعون للانقضاض عليها من كل جانب، وأن لا أحد يريد أن يساهم من أجل مصلحة تركيا سوانا، ولا صديق للتركي غير أخيه التركي، لذا فإن أجيالاً نمت وترعرعت في فلك الأحكام المسبقة التي ألقيت جزافاً على الشعوب المجاورة وبمن فيهم العرب، كما هو الحال عند العرب تماماً، إذ أن الشعوب العربية أيضاً تمتلك مجموعة من الأحكام المسبقة ضد الأتراك، وقد شاهدت أثر تلك الأحكام في الأدبيات والانتاجات الفكرية لبعض النخب المثقفة العربية، لذا لا بد للنخب المثقفة التخلص من جميع تلك الأحكام المسبقة الموجهة ضد الآخرين، بغية المساهمة بشكل فعلي ورائد، في عملية بناء مستقبل متزن للشعوب.

 

***ملحوظة :

    يذكر أن الروائية التركية ‘أليف شفق’، المولودة عام 1971 في مدينةستراسبورغ’ الفرنسية، حازت على جوائز أدبية عديدة، وتعد من أكثر الروائيات التركيات شهرة بين القراء، وقد وصفها أحد النقاد بأنها ‘واحدة من أكثر الأصوات تميزاً في الأدب التركي والعالمي المعاصر’، فضلاً عن أنها تكتب باللغتين التركية والإنجليزية، و تمّت ترجمة أعمالها إلى ما يزيد عن ثلاثين لغة، ومنحت وسام فارس التميّز الفخري للفنون والآداب. أصدرت ‘شفق’ 11 كتاباً بينها ثماني روايات، وكتبت رواياتها باللغتين التركية والإنكليزية، وهي تمزج التقاليد الغربية والشرقية، وتحكي عن النساء والأقليات والثقافات الفرعية، وحققت رواياتها أكثر نسبة مبيعات بين الروايات.


التعليقات

إدارة الموقع ليست مسؤولة عن محتوى التعليقات الواردة و لا تعبر عن وجهة نظرها

لا يوجد تعليقات حالياً

شاركنا رأيك

Create Account



Log In Your Account