عاجل

مياه الشرب تهدد الأميركيين بـ"أمراض خطيرة"    هل زودت تركيا إسرائيل بالمعلومات لصد الهجوم الإيراني ؟    الميادين: نيران من لبنان باتجاه هدف عسكري في محيط عرب عرامشة    

الرئيس بشار الأسد لـ صحيفة عُمان : الحكمة العمانية أثبتت قدرتها على التعاطي بواقـعية مع الأحـداث فـي محـطات مهـمة

2018-12-10 -- 08:00 ص

 

 

ما تبقى من الأرض السورية سيعود إلى الوطن سلما أو حربا
سوريا تنظر إلى المستقبل ولا تلتفت إلى الخلف لبناء عهد جديد يقوم على الشراكة
واجهنا التنظيمات المسلحة عسكريا وإعلاميا رغم التفوق المالي الكبير والقدرات الكبيرة
رصد الحديث : سالم بن حمد الجهوري

أشاد فخامة بشار الأسد رئيس الجمهورية العربية السورية بالحكمة العمانية في التعاطي مع الأحداث ، وقال إن سلطنة عمان انتهجت سياسة ثابتة في كل مراحل التقلبات التي مرت بالمنطقة العربية والإقليمية والدولية ، وهي نتاج لفهم أشمل لما يجري لما يجري من حولنا . وأشار الرئيس السوري خلال حديث لـ $ إن السلطنة استطاعت أن تبقي علاقتها بسوريا متواصلة منذ انطلاق الأحداث فيها قبل 7 سنوات وهذا مُقدَّر لدينا ويعد موقفا متقدما وفهما أعمق لما حدث خلال هذه الفترة في بلادنا ، وسوف تتطور هذه العلاقة وتستمر خلال المرحلة المقبلة.
وعرج الرئيس السوري خلال حديثه إلى عدد من النقاط المهمة التي ينظر إليها أنها تشكّل نقاط ارتكاز لانطلاق سوريا نحو المستقبل . حيث تطرق الى الأسباب التي وقعت في بلاده وكيفية التعاطي معها وأهمية النسيج الاجتماعي السوري الذي استطاع أن يُفشِل بعض المخططات التي حيكت على دمشق وكيف استطاعت سوريا تجاوز مرحلة كبيرة من ذلك . وشدد على عودة الأراضي السورية كلها الى حضن الوطن دون تفريط ، أكان ذلك سلما أم حربا.

وتطرق الرئيس بشار الأسد إلى أن الأزمة أفرزت نتائج سلبية وإيجابية ، وأننا نعمل على الاستفادة من النقاط الإيجابية ، ومعالجة السلبية خلال المرحلة المقبلة التي نعد فيها بسوريا جديدة.
كما تحدث عن الهوية العربية وكيف شكّلت القوميات فيها أزمة خلّفت فجوة كبيرة أدت الى ما عرف بالربيع العربي ، وتناول أيضا مساحات الحريات الإعلامية التي أكد أنها ضرورة كبرى لمرحلة ما بعد الأحداث ، وأهمية تغيير الخطاب الإعلامي بما يواكب مستجدات المرحلة ، إلى جانب دور الإعلام المضاد في الأزمة في إلحاق الخراب بالمجتمع.

التعاطي العماني الحكيم
ما هو تقييمكم للعلاقة التي لم تتوقف مع السلطنة ؟
■■ لا يمكن الحكم على التعاطي السياسي العماني في ظرف زمني محدد ، أو لبعض الأحداث التي تمر بها المنطقة العربية أو الإقليم أو العالم لأننا لن نستطيع أن نقيم الأمر بصورة واضحة .لكن يمكن أن نقيس هذا التعاطي العماني مع أهم أحداث المنطقة من خلال محطات تاريخية مهمة كان له تأثير في المنطقة ، لعل أولها عندما انقلب العالم على إيران خلال حربها في بداية عقد الثمانينات من القرن الماضي ضد العراق ، لم تقطع سلطنة عمان علاقاتها بطهران واستمرت حتى بعد انتهاء الحرب ، وكان لها دور في تقريب الكثير من المواقف ، ثم هناك انقلاب العالم على العراق في مطلع الألفية الجديدة ، وأيضا لم تقطع عمان تلك العلاقات مع بغداد رغم القطيعة العربية والدولية ، وعاد الجميع بعلاقاته بعد ذلك الى العراق.
وأضاف الرئيس بشار الأسد أن السلطنة لم تقطع أيضا علاقاتها مع سوريا خلال أحداث السنوات السبع الماضية، رغم القطيعة العربية والإقليمية والدولية ، لأن السلطنة لديها فهم أعمق لما يحدث في سوريا وأبعاد الحرب الدولية التي شنت عليها ، وما تعرضت له من دمشق لأصناف من التنظيمات والمسلحين ، لذلك هي تنتهج تعاطيا ثابتا لم يتغير وأداء تكتيكيا في الممارسة السياسية لأسباب عدة ولديها استقرار في هذه الرؤية ، بعكس بعض السياسات التي تذهب الى مسارات بعيدة عن الواقعية. وأكد فخامة الرئيس السوري أن السلطنة بذلت جهدا كبيرا على ضوء عمق علاقاتها مع الأطراف الإقليمية والدولية في الأزمة السورية وهو جهد مقدر بالنسبة لنا ، لأننا ندرك حجم تلك الجهود والخطوات التي اتخذتها.

ستعود سلما او حربا
كيف سيتم معالجة ما تبقى من الأراضي السورية عند إدلب في الشمال وشرق الفرات؟
■■ هناك موقف معلن للحكومة السورية بالنسبة لما تبقى من الأرض التي هي خارج السيطرة حاليا ، وهو إما استعادتها بالحرب أو السلم ، خاصة بعد تحرير المناطق الجنوبية التي سارت في نفس التوجه ، ونحن الآن نعطي فرصة للجهود السياسية التي تبذل بعد أن كنا قريبين من العمل العسكري وأنهينا التحضيرات التي استلزمت لذلك ، إلا ان بعض الفصائل أرسلت رسائل الى الجانب التركي تطلب فيه الحوار السياسي وإفساح المجال لمنطقة عازلة لمسافة بين 15 و20 كيلو مترا بين الجانبين ، وهذا ما تم في الاتفاق الأخير.
وهذه المناطق هي الأوراق الأخيرة لداعمي التنظيمات المسلحة الضامنين لهم التي قاتلت في نواحٍ متعددة من الأرض السورية، فيما روسيا وإيران هي الضامن لسوريا ، وأشار الى أن ما تبقى من تلك الأراضي حتما ستعود الى الدولة ولن يكون ذلك بعيدا ، لأننا لن نقبل أن يتم اجتزاء أي بقعة من الأرض السورية لأي كيان أو مسمى.

تجربة الأزمة
ما هي نظرتكم فخامة الرئيس إلى الأزمة التي دخلت مراحلها الأخيرة؟
■■ الحرب التي كانت ذات طابع إعلامي بامتياز ، وحملت الكثير من الفكر والأكاذيب لتحقيق غايات معينة ، منها تسهيل الهجرات الإنسانية التي لم تكن بدافع إنساني ، وإنما لتقديم صورة أن المنطقة أصبحت غير صالحة للحياة الإنسانية ، وسيتم تقديم التسهيلات لها لتكون العملية صعبة.
وأكد الحرب على سوريا بدأت قبل 20 عاما ولم تكن وليدة الأحداث التي اندلعت في 2011 بل قبل ذلك ، فمنذ 1967دخلت على المجتمعات وسائل التواصل الاجتماعي التي بلغت ذروتها مع مطلع الألفية والتي استغلت ضدنا كعرب ومن خلالها تم تكييف الكثير من الانطباعات والأفكار وبناء الانطباعات المسبقة.
وقال إن النسيج الاجتماعي هو من حمى سوريا وجهود الجيش السوري الذي قدم التضحيات من اجل هذا الوطن ، وهي تضحيات تاريخية استطاعت ان تحافظ على مكونات الدولة ، وان تبقي سوريا صامدة ومستمرة ، رغم أننا فقدنا الكثير من أبناء الوطن من عسكريين ومدنيين.
نعم كانت لدينا ثغرات في التعاطي مع بعض الأحداث قبل ذلك ، فاستغلت لتتطور الحرب بشكل عفوي من مظاهرات إلى مواجهات مسلحة لتأخذ بعد ذلك مسارات أخرى أبعد ، واستغلت من قبل بعض الأطراف التي دعمت المسلحين ماليا وإعلاميا بشكل كبير للغاية ، وحشد لها الكثير من البشر والعتاد لتحقيق تلك الأهداف.
لكننا سنستفيد من نتائجها بشكل مؤكد لتحصين المجتمع مستقبلا ، لأن ذلك يحتاج الى رؤى واقعية في كيفية إدارة المرحلة المقبلة التي ستعبر عن سوريا ما بعد الحرب ، وتعتمد على ركائز مهمة ، لعل الإعلام في واجهتها ، فأبناء سوريا قادرون الى إعادة الحياة الى الوطن كما كان وأفضل.

التركيز على المستقبل
كيف تنظرون إلى المستقبل في بناء سوريا الجديدة ؟
■■ نعم التجربة كانت قاسية وكبيرة على كل الشعب السوري في السنوات السبع الأخيرة ، لذلك فإننا تعلمنا من التجربة التي منحتنا رغم مأساتها مساحة اكبر في رؤية الأشياء من أي وقت مضى ، التركيز أننا نظر الى المستقبل ولا ننظر الى الخلف بكل ما حمله من مآسٍ وقطيعة مع ذوي القربى ، وهذا هدف اتخذناه لأننا نحتاج إلى إعادة سوريا الى دورها في المنطقة وبناء الإنسان السوري وفق معايير عصرية ، وكذا الاستفادة من تجارب العالم الناجحة التي تضيف قيمة لنا ، لدينا رؤية مهمه وملهمة للمرحلة المقبلة تغطي محاور متعددة.
وأوضح فخامة الرئيس السوري أن سوريا الحالية ليست سوريا ما قبل الأحداث ، هناك الكثير من الجوانب الإيجابية والسلبية التي أفرزتها الأحداث خلال السنوات السبع الماضية ، ونعتقد أن ما حملته من نتائج يمكن الاستفادة منها والبناء عليها في الجانب الإيجابي بالذات الذي سيسهم في تطوير نقاط مهمه ومراحل أهم.

تداعيات حادث الطائرة
ما هي تداعيات حادثة الطائرة الروسية على علاقة الأخيرة مع إسرائيل ؟
■■ أكد الرئيس السوري أن لدينا قيادة موحدة مع الروس فالحادث كان واضحا فيه النوايا المسبقة ، والإعلام الروسي شفاف واستطاع ان يكشف زيف بعض الادعاءات لأنه لا مجال للتأويل فيه ، كما أن موسكو فاعل ذكي في المنطقة وصاحبة أدوار عسكرية وتكتيك سياسي ولا تحيد عن مبادئها ، وبالإمكان أن نفهم التداعيات بين الطرفين من خلال توجيه ذلك الى القيادة الروسية.
وأوضح فخامة الرئيس السوري أن سوريا الحالية ليست هي ما قبل الأحداث ، هناك الكثير من الجوانب الإيجابية والسلبية التي أفرزتها الأحداث الماضية ، ونعتقد ان ما حملته من نتائج يمكن الاستفادة منها في الجانب الإيجابي الذي سيساهم في تطوير نقاط مهمه.

أزمة هوية
كيف ترى التجربة العربية وهل لها أسباب داخلية تخص كل دولة؟
■■ أرى أنها أزمة هوية وهو سلاح سيئ يتم تسويقه بين القوميات العربية ، سيئ لأنه ينتقل الى مرحلة أمازيغ وأكراد فقد أوجدنا هويات خلقت أزمات فما هي علاقة العروبة والسريانية والكردية ، نعم كل هذه الهويات موجودة، فاللغة العربية تطورت من السريانية الى أن وصلت ماهي علية الآن ، والحديث عن عربي وعلماني ومسلم أوجدنا من خلالها هويات خلقت أزمات ، الى جانب أن هناك إساءات وفسادا وهذا موجود في معظم الدول العربية.
علينا أن نجد هوية واحدة وانتماء واحدا كما يفعل الأتراك الذين يعملون على تعزيز هويتهم في كل أنحاء العالم ، إذا لم يحارب ذلك بالفكر ستكون الحروب المقبلة أشد ، ونعتقد أن الحرب في سوريا محطة فقط ، القضية أبعد من صراع شخصي ، ورغم ذلك فإن السوري كان له موقف مختلف ، فأفراد المجتمع هم الذين حموا سوريا بمكوناتهم ووقفوا ضد ما يشن عليها ، لذلك يجب أن تكون الهوية موحدة لان حجم الثغرة أكبر مما يتحمله الوطن وتمكين الأجنبي بالمال والإعلام من الدخول.

تغيير الخطاب الإعلامي
ألا ترى أنه من الضرورة أنه حان الوقت لتغيير الخطاب الإعلامي ؟
■■ نعم نحن نمر بمرحلة انتقالية منذ عام 2000م وهناك تجربة واضحة وهي التجربة الروسية التي نستحضرها ، التي تمثلت في الانتقال بعد تفكك الاتحاد السوفيتي السابق ، من حالة المواطن ضد الوطن ومع الولايات المتحدة الأمريكية ، الى حالة بداية العهد الروسي مع مجيء الرئيس بوتين الذي استعيدت فيه حالة الوطنية.
وهذا ما لاحظناه في الحالة السورية حيث أعادت الحرب الحالة الوطنية لدى العديد منهم ، وها نحن نعبر هذه المرحلة الانتقالية وهو التغيير الذي نحتاجه دون القفز فوق الوقائع ، وأكد أن الإعلام البديل للأسف أصبح له مصداقية ، حيث بدأ يوجد نوعا من الوعي.
وأشار الى ان الإعلام السوري الذي واجه ضغطا دوليا بدأ في التغيير الى الأفضل وهو ما نؤمن به ان يشكل مرحلة سوريا الجديدة ومواكبا لمتطلباتها .. صحيح أن عقولنا كعرب لم تكن تقبل النقد ، لأننا لم نكن قد وصلنا الى هذه المرحلة من استيعاب المستجدات ، لكن اليوم علينا أن نكيف انفسنا لعصر جديد يحمل الكثير من المتغيرات.

تسويق الخطاب الجماهيري
كيف يمكن تسويق الخطاب الإعلامي والدفاع بالطرق الحديثة ؟
■■ لجأنا في بداية الأزمة إلى مسارين لتعزيز دور الإعلام الذي كان لابد له ان ينقل الوقائع ، فبعد ان قطعت القنوات الفضائية السورية من الأقمار الصناعية، تم استخدام طريقتين بديلتين، وهو الإعلام الإلكتروني لنقل الحقائق للمواطن السوري حول ما يدور من أحداث ، وإعطاء مساحة اكبر لوسائل الإعلام المحلية ، واعتمدنا على المجتمع وهذا كان حلا طارئا.
نعم الحرب الإعلامية التي توالت مكاسبها ساعدت سوريا على تقوية موقفها وكانت تسير بخطط تدعم العمليات العسكرية، وقد تعرضنا لضغط إعلامي كبير جدا تمثل في قرابة 800 قناة فضائية ولكننا صمدنا طيلة فترة الأزمة التي عبرت السنة السابعة من عمرها.
اليوم لدينا فكر منفتح لسوريا المستقبل، نريد من خلاله ترسيخ مفهوم مصداقية الإعلام بمساحات أوسع و نسعى ان يكون المصدر المفضل للمواطن من خلال اتباع فكر تصحيحي يعتمد على الحوار والشفافية وتقبل الرأي الآخر ومنح المزيد من الفضاءات للحريات الصحافية والإعلامية، واستثمار التقنيات الرقمية و وسائل الإعلام الحديثة من خلال استيعاب كل ذلك تحت مظلة تهتم بالمواطن أولا.

نهاية الحرب على سوريا
متى يمكن أن نرى نهاية الحرب على سوريا ، وهل الشعب السوري قادر على إعادة الأعمار ؟
■■ إذا انتهت كل العوامل الخارجية التي أشعلت شرارة الأزمة ، نستطيع الانتهاء من الحرب خلال شهور معدودة ، ونحن متفائلون من الوضع الداخلي ، لأن الكثير من السوريين اصبحوا مع الدولة ، وهذا مؤشر للحالة الوطنية التي أسهمت في بدء عودة الأراضي الى الدولة بدءا من تحرير درعا وريف حماه وحمص وحلب الشرقية ، وعندما حررنا دير الزور ، بدأ التدخل الأجنبي ليبدأ بعدها بعض المسلحون يربحون بعض الأراضي ، لكن الفكرة فشلت وفعلا تم تحرير دير الزور وهنا اضطرت أمريكا الى التدخل وقصفت الجيش السوري في جبل دير الزور ، وكادت المدينة أن تسقط.
وقال لم يعد أمام داعمي التنظيمات المسلحة خيار آخر عندما اقتربنا من تحرير إدلب ، حيث جهز الجيش الأمريكي كل قطعة المسلحة ، لأنه لم يبق أمامهم خيار كونهم سيفقدون بذلك تواجدهم على الأراضي السورية ، فالمحور المعادي للإرهاب مصمم على الحرب ، وهنا حدث التغيير في التوازنات لمصلحة محور ضد الإرهاب ، لذلك نحن في تقدم.
من هنا فإن الوطنية مقياس وطني وليس إعلاميا ، رغم أن الجانب الآخر له حديث إعلامي يطالب بالحرب والقتل ، لكن علينا أن نصل الى معيار الوطنية بحوار شامل ، طالما انه لدينا انقسام حول شيء جوهري كالمبادئ.

الوعي أعلى سور الحماية
هل وعي المواطن السوري أدى إلى نسبة عالية من الاستقرار؟
الشفافية في العمل لها أهمية بالغة جدا و ضرورة ان يصاحب ذلك أخطاء وعندما تكون شفافا يبرر لك الخطأ، والشفافية يخطئ فيها الكثير من المسؤولين، ولكنه يبقى كخطأ فردي، ومن هنا فإن الممارسة في العمل معرض لذلك.
اليوم مجتمعنا اصبح افضل من ذي قبل، وذلك من خلال القدرة على التحليل الذي استطاع ان يشكل هذا الوعي الذي يدفع الآن إلى حالة من التنوير نحو أهمية وحدة الوطن و تماسك نسيج مجتمعه.العراق مثلا كان يمكن ان يمر بحالة تفتيت باعتبار ان دستوره تقسيمي، لكنه استطاع تجاوز هذه المرحلة خلال السنوات الأخيرة و حافظ على تماسكه ، وهو اليوم أفضل من عشر سنوات مضت، لأن حالة الوعي لديه تطورت إلى حالة مصيرية.

إشكالية المحتوى والهوية

لماذا لم يستطع المشروع السياسي أن يحقق هوية واحدة ، وكيف نقيم المواقف الرسمية العربية ؟
■■ برزت المواقف الرسمية العربية مع سوريا بعد أن بدأ ظهور العثمانية الجديدة ، خاصة عندما توغلوا في شمال الأراضي السورية ليصبح هناك تهديد وجودي لا يقتصر على سوريا ، لذلك وقف العديد من الدول العربية معنا أحيانا سياسيا ، وأكثر من ذلك حتى الدول التي تعارضت معنا.
وقال الرئيس السوري نحن كعرب تعاطفنا مع العروبة بشكل عاطفي ، وأخذ ذلك شكلا عرفيا و لم يكن له أي تنظير، فالقوميات قاتلت مع الجيش السوري كالأرمن ليكون هنا الدمج بين الأرمني و العروبي، هذا أصبح جزءا من القومية العربية التي تتطور وتستوعب القوميات الأخرى كالأتراك والشركس و الأفغان، بالمنطق العرقي لا يمكن الحديث عن القومية مثل الأمريكي والسوداني والكردي التي لم نعرف استثمارها.
الحالة الفلسطينية انغمسنا فيها وتعاملنا معها عاطفيا وهي وجه المجتمع الذي فيه العديد من التناقضات كالقومية التي اعتبرت سور الحماية لنا.
هناك الكثير من الاندماجات والتطور والمواجهة والفكر، فالغساسنة كانوا يتحدثون العربية وهذا يعني ان المنطقة لم تكن منغلقة واستوعبت الهجرات التي جاءت إليها مثل الهكسوس الذين جاءوا الى مصر من الجزيرة العربية.
قضية الاندماج قضية معقدة للأسف فقد تعاطفنا معها بشكل محدود إلا ان العروبة تستوعب الجديد و نفتخر بتلك القوميات لأنها لا تتناقض مع العروبة، و الدليل ان الأرمن يدافعون عن سوريا أكثر من ذي قبل.

صحيفة عُمان


التعليقات

إدارة الموقع ليست مسؤولة عن محتوى التعليقات الواردة و لا تعبر عن وجهة نظرها

لا يوجد تعليقات حالياً

شاركنا رأيك

Create Account



Log In Your Account