كشكول

"قهر" أمريكا ونجا من 600 محاولة اغتيال: رحيــــــل...كاستـــــــــرو

2016-11-28

توفي فيدال كاسترو اب الثورة الكوبية الذي تحدى الولايات المتحدة الامريكية لأكثر من نصف قرن قبل ان يسلم السلطة لشقيقه راؤول، في هافانا عن تسعين عاما.

وقال شقيقه الرئيس الحالي لكوبا راؤول كاسترو في إعلان تلاه عبر التلفزيون الوطني "توفي القائد الأعلى للثورة الكوبية مساء اول امس". وأضاف أن «الجثمان سيحرق امس» قبل أن يختم إعلانه مطلقا هتاف الثورة «هاستا لا فيكتوريا سيمبري» (حتى النصر دائما)

جاءت وفاة كاسترو بعد مرور ثلاثة أشهر على احتفالات كوبا بعيد ميلاده الـ 90 حيث نظمت احتفالات حاشدة في العاصمة هافانا شارك فيها الآلاف واستمرت حتى الساعات الأولى من صباح اليوم التالي وتزامنت مع كرنفال هافانا السنوي.
وظهر كاسترو علنا في عيد ميلاده التسعين في أوت الماضي إلى جانب شقيقه راؤول والرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو.
وكان الزعيم الكوبي سلم السلطة في 2006 لشقيقه راؤول، المسؤول الثاني في الحزب منذ تأسيسه في 1965، بعد اصابته بالمرض. وفي 2011 تخلى له عن آخر مسؤولياته الرسمية بصفته السكرتير الاول للحزب الشيوعي الكوبي.
وغاب فيدال تماما عن الاضواء بين فيفري 2014 -2015، ما غذى حينها شائعات حول حالته الصحية.
وتاتي وفاة فيدال كاسترو بعد نحو عامين من الاعلان التاريخي عن التقارب بين كوبا والولايات المتحدة، ليطوي نهائيا صفحة الحرب الباردة التي اوصلت العالم الى حافة النزاع النووي اثناء ازمة الصواريخ في اكتوبر 1962.
ومع وفاة فيدال يجد راؤول نفسه للمرة الاولى وحيدا في القيادة وهو الذي كان اكد عند تعيينه انه سيستشير «القائد الاعلى» في كافة القرارات المهمة.
وبدأ راوول (بلغ 85 عاما) منذ عشر سنوات عملية بطيئة لنزع بصمة فيدال على النظام، ترجمت باعتماد مؤتمر تاريخي للحزب الشيوعي الكوبي مجموعة من الاجراءات الاقتصادية الهادفة لإنقاذ كوبا من الافلاس.
وعرف فيدال كاسترو بمواقفه الصاخبة وخطبه المطولة وايضا بزيه العسكري الاخضر الزيتوني وسيجاره ولحيته الاسطورية. وكان رمزا للكفاح ضد «الامبريالية الامريكية».
وتوالت ردود الفعل الدولية على وفاة الزعيم الكوبي كاسترو حيث أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ، عن تعازيه العميقة لشعب وسلطات كوبا بوفاة فيدال كاسترو زعيم الثورة الكوبية.
وقال بوتين في برقية تعزية بعث بها إلى راؤول كاسترو، الزعيم الحالي لكوبا إن فيدال يعتبر وبحق رمزا لحقبة زمنية كاملة في التاريخ العالمي الحديث. وأشار إلى أن كوبا الحرة والمستقلة التي قامت بفضل جهود فيدال كاسترو ورفاقه أصبحت من الأعضاء الفعالين والمؤثرين في المجتمع الدولي.
من جانب آخر، دعا الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، بعد نبأ وفاة زعيم الثورة الكوبية، الولايات المتحدة إلى إلغاء الحصار المفروض على كوبا.
وقال معبرا عن موقفه هذا خلال زيارته لمدغشقر: «فيما يتعلق بوفاة فيدال كاسترو، أود الدعوة إلى إلغاء كامل للحصار الذي يعيق كوبا» .
كما نعت حركة فتح الفلسطينية الزعيم الكوبي الراحل فيدال كاسترو، واصفة إيّاه بالزعيم العالمي والصديق الكبير لشعب فلسطين.

 رأي خبير

الرئيس السوفياتي السابق ميخائيل غورباتشوف : «ان كاسترو بذل كل الجهود الممكنة لكي يحطم النظام الاستعماري، وكرَّس حياته كلها في سبيل ذلك وترك الأثر العميق في تاريخ كل البشرية. انه بنى الدولة الحديثة في كوبا، وصمد أمام الحصار الأمريكي القاسي جدا،».

الحدث 
في أرقام
600 هو عدد محاولات اغتيال كاسترو.
11 هو عدد الرؤساء الامريكيين الذين تحداهم كاسترو.
49 هو عدد السنوات التي قضاها في الرئاسة 

من هو فيدال كاسترو؟

ولد فيدال كاسترو في 1926 في مقاطعة أورينت (جنوب شرق كوبا) لأب مزارع من أصل إسباني، وأم كانت خادمة لزوجة والده الأولى.
وتلقى تعليمه الأولي في مدارس داخلية يسوعية في سانتياغو، ثم انتقل للمدرسة الثانوية الكاثوليكية بيلين في مدينة هافانا، وتخرج من كلية الحقوق بجامعة المدينة نفسها عام 1945.
وبعد سقوط نظام فولغنسيو باتيستا في 1959، أصبح كاسترو القائد العام للقوات المسلحة، وبعدها بأسابيع أدى اليمين الدستورية رئيسا لمجلس الدولة ورئيسا لوزراء كوبا حتى عام 1976، بعدها بأشهر تولى منصب رئيس الدولة حتى 2008، حيث تخلى عن الرئاسة بسبب حالته الصحية المتدهورة.
وكان يعتزم الترشح في الانتخابات التي كان من المقرر إجراؤها عام 1952، لكن الجنرال باتيستا أطاح بالحكومة وألغى الانتخابات وهيمن على الحكم، وآمن كاسترو بعدها بضرورة الثورة المسلحة، وبدأ يكون مع شقيقه راؤول عام 1953 حركة لتحقيق ذلك.
قامت حركته بهجوم فاشل على ثكنة عسكرية تسمى مونكادا، فاعتقل وحكم عليه بالسجن 15 عاما، لكن تم الإفراج عنه عام 1955 بموجب عفو سعى لتخفيف التوتر داخل البلاد.
هرب كاسترو بعد الإفراج عنه إلى المكسيك، حيث عمل على الإعداد للحرب على نظام باتيستا مع أخيه راؤول، والطبيب الأرجنتيني أرنستو تشي غيفارا، وعاد مع أكثر من ثمانين مسلحا بسفينة إلى كوبا في الثاني من ديسمبر 1956.
تولى كاسترو بعد ذلك منصب القائد العام للقوات المسلحة في الجيش، بينما شكل خوسيه ميرو كاردونا حكومة جديدة، وبعد أسابيع استقال ميرو، وأدى كاسترو اليمين الدستورية كرئيس للوزراء.
وفي 1961 أعلن كاسترو رسميا كوبا دولة اشتراكية، وبعد ذلك اجتاح 1400 من كوبيي المنفى خليج الخنازير بقصد إسقاط حكم كاسترو، فقتل جزءا منهم وأسر الباقي.
اتهمت هافانا الولايات المتحدة بالمشاركة في العملية من خلال تدريب وكالة الاستخبارات المركزية وتسليحها 1400 كوبي، واستغل كاسترو الحادث لتشديد قبضته على الحكم وإلغاء الانتخابات.
وكان فيدل كاسترو قد اعتزل السلطة عام 2006 بسبب تردي حالته الصحية، حيث تولى أخوه الأصغر راؤول كاسترو مهامه قبل أن يجري تعيين الأخير بشكل رسمي رئيسا للبلاد عام 2008، لكن فيدال ظل محتفظا بلقب «الزعيم الأسطوري».
وتذكر وكالات الأنباء أن فيدال كاسترو نجا من أكثر من 600 محاولة اغتيال، وتحدى عشرة رؤساء أمريكيين، وواكب أكثر من نصف قرن من التاريخ.

وكالات