عاجل

القنوات الناقلة لمباريات اليوم الثلاثاء في الملاعب العالمية وموعدها بالتفصيل    ارتفاع أسعار الذهب الثلاثاء من أدنى مستوى في أسبوع وسط هدوء مخاوف الشرق الأوسط    ارتفاع أسعار النفط الثلاثاء في تعاملات آسيا المبكرة مع استمرار التركيز على الشرق الأوسط    

تغريدة أولبرايت.. توبة بلا شفيع

2017-01-29

بعد عمر طويل ارتأت وزيرة الخارجية الأمريكية مادلين أولبرايت أن تقف إلى جانب المعذبين في الأرض إن جاز التعبير من مواطني سوريا واليمن والصومال، وغيرهم ممن حظر ترامب دخولهم إلى بلاده.

وإذا كان ترامب يرى في أولئك الناس مكامن لفرضياته في شر متوقع، فإن معظم الناس في الدول العربية الفقيرة تدرك منذ وقت طويل أن الحصول على تأشيرة الدخول إلى الولايات المتحدة الأمريكية يقارب الخيال، حتى قبل أن تعصف فوضى الحرب في معظم تلك الدول.

صحيح أن هناك مجموعة من الوثائق تحتم على الراغب في دخول الأراضي الأمريكية أن يجمعها قبل المقابلة، لكن في النهاية فإن القنصل الأمريكي وحده يمتلك حق منح التأشيرة، وفي معظم الأوقات ترفض تلك الطلبات نتيجة السؤال المزمن لهذا القنصل الأمريكي أو ذاك وهو.. ما هي الضمانة بأنك ستعود إلى بلادك؟.

واقع الحال يؤكد أن العجوز أولبرايت كانت لفترة طويلة تمسك بزمام هذه الأمور 
ومن شبه المؤكد أنها كانت صارمة وشحيحة للغاية في منح تأشيرات الدخول من سفاراتها المنتشرة حول العالم.

وفي تلك الفترة كانت الدول العربية لا تزال بعيدة عما تشهده اليوم، رغم ذلك بقيت أهواء السفارات الأمريكية على حالها كما اليوم.

لست بصدد الدفاع عن ترامب، لكن الملامة لا يجب أن تأتي من شخصية كأولبرايت، فقد تناقلت الأنباء أبان محادثات واي بلانتيشن بين الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، ورئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق ايهود باراك، كيف أن أولبرايت زجرت عرفات عندما هم بالخروج من القاعة نتيجة الضغوط التي يتعرض لها على يد الراعي الأمريكي، وكيف أنها منعته من الخروج لولا أن الرجل ظل على ثباته الراسخ من مبادىء المحادثات.

لقد انتظمت أولبرايت وقت ذاك مع باراك في ذات الخندق ضد الحق الفلسطيني البين،
ولم تقل إنها تريد أن تصبح فلسطينية أو أن تشهر إسلامها كتضامن معنوي مع الفلسطينيين، رغم أنها كانت تدرك تماما أن هناك فرصة تاريخية للسلام، وأنها لن يكون بمقدورها أن تحظى لاحقا بمنصب رفيع، ذلك لأن الزمن قد نال منها مبلغا جسيما، وأنها تمارس مهامها في الوقت الضائع.

تغريدة أولبرايت أشبه بنعيق لأنثى غراب عاشت دائما عند حواف المقابر تحرسها وتحصي أمواتها ممن يبتلعهم الموت نتيجة السياسات الأمريكية، جمهورية كانت أم ديمقراطية.

ألم تكن جزءا أساسيا من عملية ثعلب الصحراء ضد العراق بقيادة الولايات المتحدة، وكانت حريصة على إصدار التبريرات المستفزة لما سببته صواريخ التوماهوك، والكروز، من ويلات لآلاف الأسر العراقية.

ألم تكن أيضا جزءا أساسيا من الحصار الجائر الذي فرضته واشنطن على العراق لاثني عشر عاما، ذاك الحصار اقترب في كثير من الحالات إلى تجويع متعمد للعراقيين لانتزاع إرادتهم.

وهكذا أطلت العجوز من رقاد طال كثيرا وقد ساءها ما كان من قرارات رجيمة على يد ترامب 
وكأن الأخير جاء متمردا على سياسات أسلافه الرحيمة.

ربما كان من الأجدر لأولبرايت أن تعتذر للفلسطينيين والعراقيين عما اقترفته السياسات الأمريكية بحقهم، فسواء أسلمت أولبرايت أم لا، فإن ما أهدر من حقوق للإنسانية لن يعود لأصحابه 
وتغريدتها ستبقى ضعيفة واهنة شاحبة كصاحبتها ليس في وسعها إلا انتظار ملك الموت.

نور بولاد – روسيا اليوم


التعليقات

إدارة الموقع ليست مسؤولة عن محتوى التعليقات الواردة و لا تعبر عن وجهة نظرها

لا يوجد تعليقات حالياً

شاركنا رأيك

Create Account



Log In Your Account