عاجل

الصحة تطلق غداً الأحد حملة اللقاح الوطنية لمتابعة الأطفال المتسربين وتعزيز اللقاح الروتيني    الصحة تطلق غداً الأحد حملة اللقاح الوطنية لمتابعة الأطفال المتسربين وتعزيز اللقاح الروتيني    ارتفاع درجات الحرارة والجو بين الصحو والغائم جزئياً    

شو بدك تساوي ؟؟! بقلم : مها القحف

2017-04-04

يوم الجمعة الماضي عند الساعة 6.30 مساء تمنيت أن أملك إحدى تلك القوى الخارقة لبعض شخصيات أفلام الأكشن الأميركية علها تمنحني قدرة على قراءة أفكار ذاك الشاب ومعرفة نواياه أو ربما عين ثاقبة تكشف ما كان يخفيه
حيث عاد بنا الحال الى فوبيا التفجيرات فترانا نراقب وكأننا امتهنا فراسة شارلوك هولمز لنكتشف الآخرين في الشارع والأماكن العامة من خلال وجوههم وتصرفاتهم لنحكم "والله هاد شكلو إرهابي وبدو يفجر حالو" ...
أوهام نفسية زرعها الخوف في باطننا.. شعورنا بالأمان في بلدنا الذي عشناه وتربينا فيه بات صفرا.
 عند "كازية" قاسيون للتزود بالبنزين دخل رجل على "دراجته النارية" يرتسم الغضب على وجهه وتعابير غير مريحة للغاية تدل على أنه إرهابي.. هل هو بالفعل إرهابي أم أن الوجوه لم تعد ذاتها؟ 
 تسمرت عيناي عليه ،وفي وسط هذا الازدحام وبالقرب من سيارتي سرق صاحب الجاكيت "المموه" نظرة يمينا وشمالا وكأنه يحاول قراءة الجو العام حوله.. وتلفظت شفتاه بكلمات عجزت عن سماعها أو فك شيفرتها ..وما أن بدأ بسحب سحاب سترته المنفوخة إلى الأسفل تسابقت إلى مخيلتي صورة أشلائي متناثرة هنا وهناك وكأن ما عجزنا عن تحقيقه ونحن على قيد الحياة سنحققه بوحدة أشلائنا عالقة على الأسطح والجدران وبشكل غير إرادي خرج منتصف جسدي من شباك السيارة وصرخت به "شو بدك تساوي؟؟!"
 استطاع خوفي وقوة صوتي بأن يوصل للواقفين في المكان رسالة بأن هذا الشخص يريد أن يفجر شيء ما يخفيه فسألوه سؤالي ذاته "شو بدك تساوي"؟!.
تجمد في مكانه وارتبك وعجز عن الكلام وكأنه في دقيقة صمت فأعادوا عليه الرجال "شو بدك تساوي؟!" 
ليرد دون أي تبرير مقنع أو كلمات تبعث الطمأنينة "بدي عبي بنزين".
أليس من حقنا أن نعيش بأمان كسابق عهدنا أم أن عهد الأمان ولى ؟
 أليس حري بنا ان نستغل أموال حفلات وسهرات التكريم والمبادرات والفعاليات الشكلية بزيادة الإجراءات الاحترازية لسلامة المدنيين لتفادي وقوع كارثة كتلك التي لحقت بالقصر العدلي، أقلها الجهاز الكاشف الذي استخففنا به في بادئ الأمر وشبهناه "بالأنتين". 
 ولهذه اللحظة لم أدر هل كان "أبو الميتور" سيقدم على تفجير نفسه أم إننا نحن المضغوطون خوفا وسننفجر في لحظة ما.


التعليقات

إدارة الموقع ليست مسؤولة عن محتوى التعليقات الواردة و لا تعبر عن وجهة نظرها

لا يوجد تعليقات حالياً

شاركنا رأيك

Create Account



Log In Your Account