عاجل

مواعيد مباريات اليوم الخميس 25-4-2024 والقنوات الناقلة    محافظ اللاذقية يلغي القرار المتعلق بتخفيض مخصصات النقل العام    الإعلام الإسرائيلي يهاجم عالم آثار مصري مشهور لهذه الأسباب ؟    

الوقوف على الرصيف يؤدي الى السجن في السعودية .. بقلم منير غانم

2016-04-02

التقيته مصادفة في العاصمة السودانية الخرطوم منتصف الثمانينات حيث كنت أعمل مراسلا لوكالة الأنباء السورية هناك .. مواطن أريتري تظهر ملامحه أنه يعاني من قلق مزمن .. وعندما استفسرت عن أحواله قال أن مشكلته ليست شخصية بقدر ماهي مشكلة تخص ارتيريا وطنه المحتل من قبل أثيوبيا آنذاك ومايعانيه الشعب الارتيري من الاحتلال ..ولقاؤه بي كشخص سوري جعله يستذكر مواقف سورية وماقدمته للشعب الارتيري من مساعدة لتحرير أرضه واستقلاله .
روى لي بعضا مما تعانيه بلاده تحت الاحتلال الذي عانى منه شخصيا الكثير فقد تم اعتقاله في السجون الأثيوبية لمدة ثلاث عشرة سنة خرج بعدها مثقلا بالكثير من العلل والندوب وبعد كل ذلك تم ترحيله خارج البلاد.. ليذهب الى السعودية عله يجد عملا ويحسن وضعه المعيشي .. ولسوء حظ صديقنا الارتيري وقعت له هناك حادثة لم يكن يتوقعها .. كان يقف على الرصيف بانتظار وسيلة نقل عامة عندما فوجئ بأحد رجال شرطة آل سعود يقترب منه ويسأله عن سبب توقيف سيارته في مكان ممنوع فأفهمه صديقنا أن السيارة ليست له وأنه لا يملك سيارة أصلا غير أن الشرطي بدلا من الأخذ بكلامه أخذه الى السجن ..وخلال التحقيق لم يتطرق المحقق الى مسألة السيارة بل صار يسأله عن أرتيريا وعلاقاتها مع سورية قائلا :" أنتم أصدقاء للسوريين الذين يريدون نشر أفكار حزب البعث في بلادكم .. ألا يكفينا وجوده في كل من سورية والعراق ".
بقي صديقنا في سجون آل سعود أكثر من ثلاثة أشهر دون أي مبرر وهناك التقى بسجناء كثر مثله تم ايقافهم بحجج واهية .. وتبين له فيما بعد أن الشرطي الذي اعتقله ذهب في اجازة دون أن يوكل أمره الى أحد زملائه اذ لايستطيع أحد اخراجه من السجن سواه .. ..وعندما تم الافراج عنه أخيرا لم يقدم له أحد تبريرا .
عبر الصديق الارتيري مرة أخرى عن امتنانه لسورية ومواقفها وعلاقاتها مع الشعوب العربية ومعاملتها الأخوية الأخلاقية لكل من يزورها ويحتاج اليها .. واستذكر موقفا حدث بحضوره في أحد المناطق المحررة في أرتيريا خلال مهرجان خطابي باحدى المناسبات الارتيرية وكان بين المتحدثين شخصية موفدة من سورية للمشاركة بهذه المناسبة ..وعندما قام المسؤول السوري لإلقاء كلمته قوبل بتصفيق حاد وهتافات تشكر سورية من قبل الحضور استمرت قرابة نصف ساعة دون انقطاع ماجعل المسؤول السوري يقول : " أمام هذا المشهد الرائع لا أستطيع أن أقول كلمة واحدة ..شكرا لكم على هذا العرفان بالجميل لسورية ومحبة الشعب الارتيري لها".
حادثة مماثلة جرت مع زميل سوري سافر للعمل في السعودية ولسوء حظه ضربته سيارة أحد السعوديين عندما كان يمشي على الرصيف ماأدى الى حدوث كسور ورضوض عديدة في جسمه ..وبدلا من معاقبة السائق المتهور نقل زميلنا الى المشفى مكبلا بالأصفاد ليمضي عاما كاملا وهو مقيد الى السرير تحت حراسة شرطة آل سعود وعندما شفي من اصابته تم ترحيله من البلاد.
هذه هي سياسة آل سعود وممارساتهم التي تعبر عن العداء لكل عربي ووطني وقومي لكونها سياسة مرتبطة بالغرب والصهيونية العالمية .. والدليل مايقوم به آل سعود حاليا من اعتداءات على سورية واليمن وليبيا ولبنان والعراق ..وبالمقابل هذه هي سورية العروبة وهذه مواقفها الداعمة لكل عربي شريف في كل مكان. منير غانم


التعليقات

إدارة الموقع ليست مسؤولة عن محتوى التعليقات الواردة و لا تعبر عن وجهة نظرها

لا يوجد تعليقات حالياً

شاركنا رأيك

Create Account



Log In Your Account