من منا لا يتذكر يوم اندحار الجيش الإسرائيلي من الأرض اللبنانية على يد أشرف وأنبل وأقوى رجال عرفها العالم في القرن الحادي والعشرين. توجت المقاومة اللبنانية مقاومتها للاحتلال الصهيوني على مدى ثمانية عشرة عاماً بتحرير الجنوب اللبناني في 25 أيار عام 2000 وألحقت به خسائر فادحة وإخفاقات خطيرة تهدد وجوده كدولة وما زالت مصدر تحدٍ له. تميزت المقاومة اللبنانية في تحركاتها بالفكر والبرنامج السياسي واستطاعت أن تنسج علاقات طيبة مع عدة دول في محيطها الإقليمي وحتى خارجه. تميزت علاقة المقاومة اللبنانية في سورية بخصوصية واضحة منذ توقيع اتفاق الطائف بدعم سياسي وعسكري.. وقد تجلى هذا في توجيه سماحة السيد حسن نصر الله في معظم خطاباته الشكر إلى سورية ولاسيما إهداء انتصاراته في عامي 2000 و 2006 لسورية لأنها الداعم الأول لها وصاحبة الفضل الكبير في انتصاراتها. لم تقف المقاومة اللبنانية عند حدود وفائها لسورية في الشكر فقط وإنما اتخذت قراراً تعتبره ملزماً بالنسبة لها وبالنسبة لوجوديتها ألاّ وهو إعلانها الوقوف إلى جانب سورية عسكريا في محنتها التي تتعرض لها على مدى خمس سنوات ونيف حتى تاريخه مستمرة في دعم سورية عسكريا كما دعمتها هي سابقاً. الإنجازات التي يحققها الجيش العربي السوري تخدم المقاومة والإنجازات التي تقوم بها المقاومة تخدم سورية فهما مسارات متلازمان. المقاومة اللبنانية فرضت مشروعها المقاوم ضد الاحتلال الصهيوني عربياً وعالمياً باستثناء اللذين لم يعترفوا به حتى تاريخه لغايات تخدم إسرائيل. ولاسيما بعد عام 2006 وفق استراتيجية داخلية وخارجية ناجحة على مختلف الصعد. تعرضت المقاومة اللبنانية للعديد من المؤامرات والحروب وكانت في كل مرة تخرج منها منتصرة لدرجة أنها كانت السبب الأول والأخير في إسقاط اسطورة الجيش الأقوى في الشرق الأوسط (إسرائيل). لم تدرك إسرائيل أنها أمام وضع يختلف عن كل الأوضاع التي مرت عبر الأزمنة المتلاحقة وانها لم تستطع بعد الآن التفرد باتخاذ قرارات تضمن لها وجودها كما ذكرت آنفاً. حققت المقاومة اللبنانية صفة الشرعية أمام أغلبية دول العالم بفضل حنكتها السياسية وقوتها العسكرية. أخيراً استطاعت المقاومة اللبنانية أن تبني أيدولوجيتها السياسية على أساس مقاومة الاحتلال الصهيوني ولا شيء آخر واستطاعت ان تكون قوة لا يستهان بها . اليوم 25/5/2016 نعيش ذكرى انتصار المقاومة اللبنانية على الاحتلال ودحره من الجنوب اللبناني وغداً سوف نعيش انتصار سورية على الاحتلال الصهيوني عبر أدواته التي دربها وسلحها وأرسلها. |
||||||||
|