|
فشل الاقتصاد في حل ما أفسدته السياسة ؟؟؟؟ الإعلامية مها جميل الباشا |
|
|
|
|
فشل الاقتصاد في حل ما أفسدته السياسة ؟؟؟؟ الإعلامية مها جميل الباشا
بعد أن خاب أمل الشعب السوري من المجتمع الدولي في حل أزمته سياسياً تأمل أن يكون الحل من البوابة الاقتصادية ولأجل هذا توجهت أنظاره إلى ما سينبثق عن اجتماعات القمة العشرين التي انعقدت في مدينة هانغتشو الصينية منذ يومين...,وتحديداً إلى ما سينتج عن لقاء بوتين واوباما بشأن إيجاد حل سياسي للأزمة السورية...
الكل توقع بألا تخرج القمة باختراعات اقتصادية كبيرة خاصة وأن نظام التجارة العالمي خذلهم وكان واضحاً جلياً في كلمات أوباما الأخيرة في القمة الأخيرة التي يحضرها لمجموعة العشرين، هي اعتراف صريح بأن هذه "أوقات مضطربة" تتسم بـ"السياسة العنيفة" وأن السكان لم يعودوا يؤمنون بأن القيادة قادرة على "ضمان أن يكون الاقتصاد الدولي مفيدًا للجميع". فكيف سيكون إذاً الحل الأمثل للأزمة السورية عن طريق البوابة الاقتصادية !!؟؟؟
الكل جاء إلى القمة العشرين وفي جعبته أمان يتمنى تحقيقها لصالح مصالحه السياسية والاقتصادية لا لصالح محاربة الإرهاب الذي بدأ يفتك في الجسد العربي والغربي على حد سواء ...
قبل ان يلتقي بوتين بأوباما في القمة العشرين في مدينة هانغتشو الصينية بشأن الاتفاق على إيجاد صيغة نهائية لحل الأزمة السورية برزت بعض التصريحات على سبيل المثال :
سرب مايكل راتني عن عمد ما يدعيه على أنه بعض من بنود الاتفاق بشأن الأزمة في سورية وهدفه من هذا التسريب هو زرع بذور الشك بين جبهة مقاومة الإرهاب المتمثلة بـ "سورية وروسيا وإيران" لكن باءت بالفشل.
وأحاديث كثيرة تسربت بشأن انعقاد اجتماع في 21/9/2016 في مجلس الأمن يحضره رؤساء دول وحكومات ووزراء خارجية للأعضاء الدائمين وغير الدائمين.. إذا تمّ خلاله اشهار اتفاق روسي أمريكي بشأن تسوية الأزمة السورية قد يشرعن هذا الاتفاق في ظلال شك حول إمكانية عقد الاتفاق قريباً كما يشاع ... ولم تخلُ هذه الأحاديث من تسريبات حول شكل الحكومة القادمة التي قد تتشكل لاحقاً بناء على استئناف المفاوضات في جنيف إن عقدت !!؟؟
ويقال أيضاً أن اجتماع جنيف القادم في حال تمّ انعقاده سيكون الأخير من حيث الوصول إلى وفد معارضة واحد أو موحد من أجل إجراء مفاوضات مباشرة بين الحكومة السورية وأطراف معارضة أخرى.. وذلك للوصول إلى صيغ جديدة تتجاوز كل جولات جنيف السابقة.
لا يمكننا إهمال ما صرح به قبل أيام نائب وزير الخارجية الروسي مخائيل بوغدانوف بعد لقائه السفير السوري رياض حداد والمعارض السوري قدري جميل (كل منهما على حدة) عبارة لا تخلو من التأكيد على أن هناك حواراً سينعقد في الأيام القادمة سوري سوري عميق يهدف إلى تحديد أطر الدولة السورية (الواحدة الموحدة المتجددة) اللافدرالية.
من الملاحظ للعيان أن بوغدانوف أول مرة يستخدم هذه العبارات. وأن شكل التجديد والتغيير في سورية مرهون بالحوار السوري السوري لاحقاً.
من المهم أن لا ننسى المناورات التركية حول الحديث عن التطبيع مع سورية ... إلا أن الشعب السوري لا يمنعه من أخذ الحذر الشديد إزاء مناورات السلطان العثماني الجديد.. وقد وثق ذلك في رسالتي وزير خارجية سورية وليد المعلم عندما قال أن التدخل التركي في شمال سورية أمر مرفوض .
في آخر المطاف فشل لقاء بوتين وأوباما في القمة العشرين من التوصل إلى حل بشأن الأزمة السورية وبالتالي فشل ما سرب عن مايكل راتني في رسالته للمعارضة المسلحة ... وبقيّ موقف روسيا كما عهدناه قبلاً ...
ما بين السياسة والاقتصاد وتصارع القوى الكبرى فيما بينها على أخذ دور أساسي في سورية لعبت القيادة السورية دوراً هاماً في الداخل السوري (العاصمة) من حيث تحصينها بقوة الجيش العربي السوري وحلفائه والذي برز في استعادة مدينة داريا وحالياً المعضمية وغداً الغوطتين الشرقية والغربية ودوما أهمهما، هذا ما يؤكد على ان الدولة السورية ليست لاهية عن امور شعبها .
ما يحققه الجيش العربي السوري من إنجازات على الصعيد العسكري وعلى صعيد المصالحة يؤكد اهمية التحالف السوري الروسي الإيراني (الجانب الروسي للآن لم يغير خطه السياسي قيد أنملة عن مقولة (أن الشعب السوري هو من يقرر مستقبل بلاده وشكل الحكم فيها).
لذلك تأتي أهمية ما قاله بوتين من تصريحات في آخر مقابلة له مع وكالة بلومبرغ في 2/9/2016 تدل على أننا نسير في الاتجاه الصحيح ولمن لديه تعفن في الذاكرة نذّكر أن سورية لم ترفض يوماً الحل السياسي... لكنها كانت ترفض دائماً مخططات ابتلاع السيادة السورية وتدمير الدولة تحت زعم الحل السياسي.
في النهاية نؤكد على أن ما قاله بوغدانوف بشأن سورية الدولة الواحدة الموحدة المتجددة يدل على عدم ترحيب روسيا على التحرك التركي ولا سيما أنها تقترب من مدينة حلب، على ما يبدو أن روسيا حالياً في موقع المراقب عن كثب إلى اين ستصل تركيا ؟؟
كان من المتوقع أن تقوم الولايات المتحدة الأمريكية في إفشال إيجاد صيغة لحل الأزمة السورية الآن وستقوم بذلك غداً لأن مبتغاها هو إطالة الأزمة إلى ما بعد الانتخابات الأمريكية التي ستجري في تشرين الثاني من العام الجاري ...كما أنها لا تريد أن تعطي روسيا ورقة تفاوضية مجانية دون الحصول على
حصتها من دور فعّال في سورية إذاً لم تستغرب سورية من فشل اللقاء.
|
Copyrights © assad-alard.com |
المصدر:
http://www.assad-alard.com/head.php?id=56 |
|