نحن والنقد متخاصمان .......بقلم الإعلامية مها جميل الباشا


كثيراً ما نهمس بين أصدقائنا بين زملائنا في العمل في الجامعة أو بين جيراننا حول ما يطرأ على وطننا من مشكلات اقتصادية – اجتماعية - مهنية خوفاً من رفع صوتنا عالياً لنقول نحن نتألم ...نحن نعاني ... نحن نتعرض لغبن ... نحن نريد أن نتبادل الآراء والحلول حول ما يتعرض له كل من الوطن والشعب بآنٍ واحد خوفاً من الارتدادات التي قد تصل إلى حالة يصعب حلها وما الخاسر إلا الوطن والمواطن ... لكن لا أحد يجرؤ على أن يقول ذلك بصراحة أمام من كلفناهم بتولية شؤوننا الداخلية.

تعلمنا أهمية النقد البناء في المدارس في الجامعات حتى في أحزابنا التعددية كل منا حسب حزبه الذي ينتمي إليه لكن بشكل نظري فقط لأننا عجزنا عن تطبيقه على أرض الواقع بالرغم من مطالبة الرئيس بشار الأسد ممارسته تحت سقف الدستور.
عندما تطغى المصلحة الخاصة على المصلحة العامة لا وجود للنقد البناء في ممارسة المسؤوليات إن كانت اقتصادية أو اجتماعية وحتى تعليمية، بدءاً من البيت و المدرسة و الجامعة اضف إلى ذلك العمل، يصعب تقبل النقد فيما يخصهم، وهذا ما جعل زمننا مختلفاً عن زمن بلاد الغرب الذي يُمارس فيه النقد دون أن يتعرض صاحبه إلى عقاب، خاصة في لقمة عيشه، نعم لقمة العيش هي التي تجعل النقد البناء في حالة سبات إلى أن يأتيه أشخاصاً يولونّ المصلحة العامة على المصلحة الخاصة
من أراد أن يبني وطناً عليه أن يتقبل النقد البناء خاصة إذا كان يساهم في دعم وتطوير الوطن والمواطن.
إن النقد البناء شيء لا بد أن نواجهه مهما كان مستوانا الوظيفي أو العلمي أو الاجتماعي...لذلك يجب علينا جميعاً أن نتآلف معه شرط أن يكون ذو فائدة للوطن والمواطن...
لا أحد ينكر الواقع الذي يمر به وطننا من حرب شعواء (حرب عالمية بامتياز) لكن هذا لا يعني أن نتخبط في التعاطي مع الواقع الداخلي ولا يعني ان نتذرع بالحرب في حال فشلنا تجاه المواطن
دعونا نتشارك مع بعضنا البعض حكومة وشعباً إزاء ما آلت إليه الحالة السورية لنصل إلى النجاح والتفوق الذي يتمتع به الفريق السياسي والجيش على حد سواء.

Copyrights © assad-alard.com

المصدر:   http://www.assad-alard.com/head.php?id=73