تحت عنوان “بالمعرفة نتحد” انطلقت في وزارة التعليم العالي اليوم اختبارات القبول الخاصة بالمنح الدراسية المقدمة من جمهورية روسيا الاتحادية والبالغ عددها 500 منحة للمرحلتين الجامعية الأولى والدراسات العليا في مختلف الاختصاصات المتوافرة في الجامعات الروسية باستثناء الطبية للعام الدراسي 2018-2019. وتستمر الاختبارات التي تتضمن مقابلة شفهية وتشرف عليها لجنة علمية مشتركة من الجانبين لغاية الثامن والعشرين من الشهر الجاري حيث سيتقدم خلالها أكثر من 770 مرشحا تم اختيارهم حسب المعدلات من أصل عدد الطلاب الإجمالي المسجل على المنح والبالغ 2060 طالبا وطالبة من مختلف الجامعات السورية. وفي كلمتها نوهت الدكتورة سحر الفاهوم معاونة وزير التعليم العالي لشؤءون البحث العلمي بعلاقات الصداقة والتعاون العلمي بين البلدين مبينة أن هذه المنح ستسهم في سد الفجوة الحاصلة جزئيا بسبب عدم عودة بعض المعيدين إلى البلاد وذلك بما يفوق حجم النقص لافتة إلى أن الجامعات الروسية تولي اهتماما كبيرا للطلاب السوريين. وأكد الدكتور فاديم زايتشكوف مدير المركز الثقافي الروسي في بيروت والمشرف على المركز في دمشق حرص بلاده على مساعدة الشعب السوري الصديق في تحضير كوادر بشرية من أجل إعادة الإعمار خلال الفترة القادمة ولا سيما في مجالات الاقتصاد والخدمات معتبرا أن في ذلك انتصارا على الإرهاب وهو أمر تفخر به روسيا. وأشار زايتشكوف إلى أن روسيا تفتح اليوم الأبواب أمام الطلاب السوريين الراغبين في إكمال الدراسة لديها حيث يوجد نحو 650 جامعة ويمكن للطالب اختيار الجامعة التي يرغب بالدراسة فيها لافتا إلى المسؤءوليات الكبيرة الملقاة على عاتق الطلاب المقبولين بالمنح إذ انهم سيكونون سفراء لسورية وممثلين عن شعبها النشيط والمجتهد في روسيا كما انهم سيمثلون الثقافة واللغة الروسية والنظام التعليمي الروسي وجامعاته عند عودتهم إلى سورية. وفي تصريحات لـ سانا أوضح فاروق خضر مدير البعثات العلمية في وزارة التعليم العالي ان اللجنة العلمية المشتركة يشارك فيها ممثلون عن ست جامعات روسية هي /سانت بطرسبورغ وجامعة الصداقة الروسية بين الشعوب وجامعة شمال القفقاز الاتحادية ودانسك التقنية الحكومية وجامعة جنوب الاورال وأوليانوف الاتحادية/ مشيرا إلى أن أعضاءها سيطرحون خلال المقابلة على الطلاب المرشحين أسئلة اختصاصية وعامة بهدف الاطلاع على توجهاتهم العلمية وإرشادهم إلى الجامعة والاختصاص الذي يناسبهم. ونوه عضو اللجنة اندريه باتروشيف ممثل جامعة جنوب الأورال الفيدرالية وسط روسيا بمستوى الطلاب السوريين وتميزهم العلمي وقال: “نسعى إلى تعزيز العلاقات العلمية مع سورية وسنساعدها في إعداد خبراء جيدين للاستفادة منهم في المرحلة القادمة” مبينا أن جامعة الأورال تضم مختلف الاختصاصات العلمية ويدرس فيها عدد كبير من الطلبة السوريين. رئيس جامعة دمشق الدكتور محمد ماهر قباقيبي لفت إلى أن هناك اتفاقيات تعاون علمي وأكاديمي قديمة وحديثة متميزة تربط الجامعات السورية والروسية وأن جامعة دمشق تسعى لوضع برامج تنفيذية زمنية لتبادل الأساتذة والطلاب والتعاون مع الجامعات الروسية في مجال البحث العلمي والدراسات العليا مع إمكانية توقيع اتفاقيات جديدة ضمن هذا الإطار مشيرا إلى أنه تم توقيع اتفاقيتين للتعاون مع جامعتي موسكو الحكومية والصداقة الروسية بين الشعوب خلال فترة انعقاد مؤتمر اتحاد الجامعات الروسية العربية في بيروت منذ نحو أكثر من شهر. بدورهم أعرب عدد من الطلاب عن رغبتهم بمتابعة تحصيلهم العلمي في الجامعات الروسية والعودة إلى الوطن بعد التخرج وقال المهندس ذو الفقار جنزير خريج هندسة حاسب وتحكم آلي من جامعة تشرين.. انه يرغب بمتابعة دراسته في مجال أمن المعلومات حيث أصبحت لغة البرمجة لغة المستقبل والمرحلة المقبلة ستشهد تطورا هائلا في مجال الذكاء الصنعي وتقنياته لكونها توفر مزيدا من الخيارات والتسهيلات للمستخدمين للتعامل مع التكنولوجيا الحديثة ودخلت مجالات كثيرة مثل الطب والتعليم والأمن. وقال المهندس ابراهيم شيبان خريج هندسة بحرية من جامعة تشرين: إنه يرغب بمتابعة دراسته في مجال بناء وصناعة السفن حيث تعتبر روسيا من الدول المتقدمة في المجال البحري بشكل عام وبناء السفن بشكل خاص مبينا أن تطوير هذه الصناعة في سورية سيدعم الاقتصاد الوطني باعتبار أنها بلد يطل على البحر المتوسط. أما الطالبة غادة ميا خريجة كلية التربية معلم صف فقالت: إنها تسعى لدراسة الماجستير في أصول التدريس والعودة إلى سورية لسد النقص الحاصل في الكفاءات التي خسرتها جراء الحرب الكونية معتبرة أن التعاون الثقافي مع روسيا يكمل اوجه التعاون الاخرى بين البلدين الصديقين. وتتضمن المنح إعفاء من الرسوم الدراسية وراتبا شهريا وإقامة في السكن الجامعي بالشروط المتساوية المطبقة على الطلاب الروس الذين يدرسون على حساب الميزانية الفيدرالية إضافة إلى سنة دراسية كاملة لتعلم اللغة الروسية في الكليات التحضيرية للجامعات لا تدخل ضمن مدة الدراسة في حين يلتزم الطالب في حال قبوله بنفقات السفر ذهاباً وإياباً ونفقات بوليصة التأمين الصحي بعد الوصول إلى روسيا والتي لا تتجاوز قيمتها 250 دولارا أمريكيا سنويا وأي نفقات أخرى لم يتم ذكرها سابقا. حضر انطلاق الاختبارات وزير التعليم العالي الدكتور عاطف نداف ومعاونوه وعدد من رؤساء الجامعات وحشد كبير من المعنيين. وكانت الوزارة أعلنت في السادس من شهر آذار الماضي عن هذه المنح الدراسية للمرحلة الجامعية الأولى والدراسات العليا “ماجستير ودكتوراه” للعام الدراسي 2018-2019. سانا |
||||||||
|