رفعت منظمة الصحة العالمية درجة التحذير من إساءة استخدام المضادات الحيوية وما ينجم عنها من انتشار ميكروبات مقاومة لهذه المضادات معتبرة أن تجاهل الأمر يعني أننا معرضون لخطر العودة إلى زمن كانت تخشى الناس فيه الالتهابات الشائعة والعمليات الجراحية البسيطة. وفي أسبوع التوعية العالمي بشأن المضادات الحيوية الذي يصادف بين الـ11 والـ18 من تشرين الثاني دعت المنظمة إلى نشر الوعي بمشكلة مقاومة الصادات والتشجيع على اتباع أفضل الممارسات بين راسمي السياسات والعاملين الصحيين والمرضى عموما لتلافي هذه المشكلة وانتشارها الذي يعرض الجميع للخطر. المسؤول العلمي في نقابة صيادلة سورية الدكتور شادي الخطيب بين لسانا الصحية أن النقابة أطلقت في أوقات سابقة حملات توعية حول الاستخدام الذكي للصادات الحيوية للحد من السلوكيات الخاطئة في استخدامها كشرائها دون وصفة وعدم استكمال الجرعة التي يحددها الطبيب أو خلط أكثر من نوع. وفي وقت بين فيه الخطيب إمكانية إصدار قانون يمنع صرف الصادات الحيوية دون وصفة كما هو معمول به في دول كثيرة حول العالم رأى أن التوعية أكثر نجاعة في هذا المجال لزرع ثقافة مجتمعية مدركة لخطورة الاستعمال العشوائي. طبيبة الأسرة الدكتورة منال بابا أوضحت في تصريح مماثل أن المضادات الحيوية شكلت منذ اكتشافها حجر زاوية يستند إليه الطب الحديث لكن الإفراط في استعمالها وإساءة استخدامها شجعا مع مرور الوقت على ظهور ميكروبات مثل البكتيريا المقاومة للأدوية المستعملة لعلاجها. وشددت طبيبة الأسرة على ضرورة انتقاء الصاد بعد إجراء الزرع للجراثيم وعدم تأخير المعالجة كون البكتريا تكون أكثر مقاومة في نهاية الخمج محذرة من تدبير الأمراض الفيروسية مثل التهابات البلعوم والبول الفيروسية بالصادات. وبينت بابا أن سوء استخدام الصادات يؤدي إلى طول فترة العلاج وازدياد خطورة الاختلاطات فضلا عن ارتفاع حجم تكاليف العلاج على الأفراد والمجتمعات. وحسب أرقام منظمة الصحة العالمية فإن السل المقاوم للأدوية يحصد أرواح نحو 250 ألف شخص سنوياً. سانا |
||||||||
|