يُقال «ليس هناك جريمة كاملة»، وتاريخ عالم الجريمة والتحقيقات يثبت ذلك، فمهما طال عمر لغز بعض الأحداث، وظل الغموض هو العنوان الرئيسي لها لأعوام أو عقود طويلة، وأحياناً عشرات ومئات القرون أيضاً، لا بدّ أن يأتي ذلك اليوم وتظهر خبايات ما حدث، وآخر الأمثلة على ذلك، أن استطاع المحققون في الولايات المتحدة الأمريكية، من كشف لغز جريمة اغتصاب وقتل لإحدى المعلمات داخل منزلها، وقعت قبل 27 عاماً، وبقيت طوال هذه المدة دون أن يتمكن أحد من حلّها.
حيث بدأت القصة عندما عُثر على المعلمة الضحية «كريستي ميراك»، التي كانت تعمل في إحدى المدارس الابتدائية بولاية «بنسلفانيا» الأميركية، مقتولة في غرفة الجلوس بمنزلها، بعد تعرضها للخنق والضرب والاغتصاب. خلال العام الماضي 2018، تم إرسال عينة من الحمض النووي الذي كان قد عُثر عليه في موقع الجريمة إلى مختبر، وفي محاولة ربما تكون أخيرة للعثور على الجاني، وحينها كانت المفاجأة أن التقنيات الحديثة المتعلقة بعلم الجينات والوراثة، تمكنت من الكشف عن مواصفات مرتكب الجريمة بشكل شبه دقيق، من حيث لون الشعر والجلد والعينين. وحسب ما ذكره موقع «فوكس كارولاينا» الأمريكي، فإنه على الفور، قام المحققون والمختصون بإدخال كل هذه البيانات الجديدة في قاعدة متخصصة في العثور على متطابقين جينيين، حيث أشارت النتائج إلى أن مرتكب الجريمة ينتمي لأسرة معينة، وبعد إجراء المزيد من التحقيقات، تم خلال الفترات الماضية القليلة، تحديد شخص بعينه كمشتبه به أولي، والذي كان منسق أغانٍ يدعى «ريموند رو»، يبلغ من العمر في الوقت الحاضر 50 عاماً. بناءً على هذه المعلومات، قام عدد من المحققين بالتخفي والذهاب لحضور حفل كان المشتبه به «رو» يحييه في فعالية مدرسية، وهناك، تمكنوا من الحصول على «علكــة» كان يمضغها، و«زجاجة مياه» شرب منها أثناء الحفل، وشرعوا بإرسالها إلى المختبر ليتم تحليل الحمض النووي، ومطابقته مع الذي عثر عليه في موقع الجريمة. وكشفت النتائج أن «ريموند رو»، كان هو بالفعل المجرم الغامض الذي ارتكب الجريمة، وبعد القبض عليه ومواجهته بالنتائج، اعترف بفعلته، وقدم اعتذاره لأسرة الضحية، بعد 27 عاماً على قتلها. |
||||||||
|