تذبذبت العقود الآجلة لأسعار النفط الخام في نطاق ضيق مائل نحو الارتفاع خلال الجلسة الآسيوية لنشهد ارتدادها للجلسة الثانية من الأدنى لها في أسبوعين متغاضية عن ارتفاع مؤشر الدولار الأمريكي موضحاً ارتداده للجلسة الثانية من الأدنى له منذ الخامس من شباط/فبراير الجاري وفقاً للعلاقة العكسية بينهما على أعتاب التطورات والبيانات الاقتصادية المرتقبة اليوم الأربعاء من قبل الاقتصاد الأمريكي أكبر مستهلك ومنتج للنفط عالمياً.
والتي تتضمن الكشف عن تقرير إدارة معلومات الطاقة الأمريكية لمخزونات النفط والذي قد يعكس تقلص الفائض في مخزونات النفط الأمريكي إلى 2.6 مليون برميل خلال الأسبوع الماضي في 22 شباط/فبراير مقابل 3.7 مليون برميل في الأسبوع السابق، وبالتزامن مع التزام منظمة أوبك وحلفائها المنتجين للنفط من خارجها باتفاق خفض الإنتاج العالمي للنفط بواقع 1.2 مليون برميل يومياً على الرغم من انتقادات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وفي تمام الساعة 04:04 صباحاً بتوقيت غرينتش ارتفعت العقود الآجلة لأسعار النفط "نيمكس" تسليم 15 نيسان/أبريل 0.11% لتتداول عند مستويات 56.02$ للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند 55.95$ للبرميل، كما ارتفعت العقود الآجلة لخام "برنت" تسلم 15 نيسان/أبريل 0.09% لتتداول عند 65.73$ للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند 65.67$ للبرميل، بينما ارتفع مؤشر الدولار الأمريكي 0.07% إلى مستويات 96.13 موضحاً توالي ارتداده من الأدنى له في ثلاثة أسابيع مقارنة بالافتتاحية عند 96.06.
هذا وتترقب الأسواق من قبل الاقتصاد الأمريكي للكشف عن قراءة مؤشر الميزان التجاري للبضائع والتي قد تعكس اتساع العجز إلى ما قيمته 75.3$ مليار مقابل 71.6$ مليار في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، بالتزامن مع صدور قراءة مؤشر مخزونات الجملة والتي قد توضح تسارع النمو إلى 0.4% مقابل 0.3% في تشرين الثاني/نوفمبر.
وذلك قبل أن نشهد الكشف عن بيانات سوق الإسكان والتي قد تعكس ارتفاع مبيعات المنازل القائمة 0.8% مقابل تراجع 2.2% في كانون الأول/ديسمبر، بالتزامن مع صدور قراءة طلبات المصانع والتي قد تظهر ارتفاعاً 1.5% مقابل تراجع 0.6% في تشرين الثاني/نوفمبر، ومع فعليات النصف الثاني والأخير من شهادة محافظ بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول حيال السياسة النقدية أمام لجنة الخدمات المالية في مجلس النواب.
بخلاف ذلك، فقد تابعنا في مطلع هذا الأسبوع أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من خلال تغريده له عبر حسابه الرسمي على توتير عن كون أسعار النفط مرتفعة للغاية وطالب منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك بضرورة العمل على التخلي عن اتفاق خفض الإنتاج العالمي للنفط التي اعتمدته مع حلفائها المنتجين للنفط من خارج المنظمة وعلى رأسهم روسيا خلال النصف الأول من هذا العام، موضحاً أن العالم لا يتحمل مثل هذه الأسعار.
وفي سياق أخر، نوه الرئيس الأمريكي ترامب أيضا في مطلع الأسبوع لكون هناك إمكانية توقيع اتفاق تجاري جديد مع نظيره الرئيس الصيني شي جين بينج، مع ان الاتفاق "قد لا يحدث على الإطلاق"، بينما نوه الرئيس الصيني الذي من المرتقب أن يلتقي نظيره الأمريكي في واشنطن الشهر المقبل، لكون الخلافات التجارية بين بلاده وأمريكا تتلاشي، و توقعاته بأن تكون المحادثات في المرحلة النهائية أكثر صعوبة.
ويذكر أن الرئيس الأمريكي ترامب نوه يوم الأحد الماضي من خلال تغريده له عبر حسابه الرسمي على تويتر "لقد حققت الولايات المتحدة تقدماً كبيراً في محادثاتنا التجارية مع الصين حول القضايا الهيكلية الهامة بما في ذلك حماية الملكية الفكرية، نقل التكنولوجيا، الزراعة، الخدمات، والعملة والعديد من القضايا الأخرى"، وتتطلع الأسواق للقاء المرتقب لترامب مع جين بينج وسط آمال المستثمرين في التوصل لاتفاق يجنبهم اندلاع حرب تجارية.
ونود الإشارة، لكون أسعار النفط استمدت مؤخراً الدعم من اتفاق خفض الإنتاج العالمي للنفط خلال النصف الأول من هذا العام من قبل منظمة أوبك بقيادة المملكة العربية السعودية أكبر مصدر للنفط لدى المنظمة وثالث أكبر منتج للنفط عالمياً، وحلفاء المنظمة المنتجين من خارجها وعلى رأسهم روسيا ثاني أكبر منتج للطاقة عالمياً، لتعكس في نهاية الأسبوع الماضي الأعلى لها في ثلاثة أشهر، وذلك بالتزامن مع اضطرابات الإنتاج النفطي في كل من ليبيا وفنزويلا بالإضافة إلى العقوبات الأمريكية على إيران.
وفي نفس السياق، فقد أفادت وكالة الانباء الروسية في وقت سابق من الأسبوع الماضي أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أجرى اتصالاً هاتفياً بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وأن كل من الملك سلمان وبوتين جددا استعدادهما لمواصلة التنسيق والتعاون للحفاظ على توازن أسواق النفط والعودة بالمخزونات العالمية من النفط إلى متوسط الخمسة أعوام الماضية.
ووفقاً للتقرير الأسبوعي لشركة بيكر هيوز الذي صدر يوم الجمعة الماضية، فقد تراجعت منصات الحفر والتنقيب على النفط العاملة في الولايات المتحدة بواقع 4 منصات إلى إجمالي 853 منصة خلال الأسبوع الماضي في 22 شباط/فبراير الجاري، بخلاف ذلك، فقد أفاد تقرير إدارة معلومات الطاقة الأمريكية في وقت سابق من الأسبوع الماضي أن الإنتاج الأمريكي للنفط ارتفع بواقع 100 ألف برميل يومياً للأعلى له على الإطلاق عند 12.0 مليون برميل يومياً.
ويذكر ان إدارة معلومات الطاقة الأمريكية قد أعلنت في مطلع الأسبوع الماضي عن توقعاتها بارتفاع الإنتاج الأمريكي من حقول الرئيسية التي تنتج النفط الصخري خلال الشهر المقبل بواقع 84 ألف برميل يومياً عن الشهر الجاري إلى مستوى قياسي جديد عند 8,398 ألف برميل يومياً، ونود الإشارة إلى ان الإنتاج النفطي للولايات المتحدة تخطى في 2018 كل من الإنتاج السعودي والروسي النفطي لتعد أمريكا أكبر منتج للنفط عالمياً. |
||||||||
|