تحدثت دراسة حديثة عن ابتكار تحليل للدم يستطيع اكتشاف سرطان المبيض مبكراً بقرابة سنتين عن الطرق التقليدية المتّبعة حاضراً في تشخيص ذلك النوع من الأورام الخبيثة. إذ طوَّر العلماء اختباراً بسيطاً يمكن استخدامه على نطاق واسع، قوامه مؤشّر بيولوجي مُكوّن من أربعة بروتينات مجتمعة سويّة. وشملت الدراسة التي نشرت في مجلة "نيتشر"، تحليل عينات دم أُخذت من 80 امرأة على مدار سبع سنوات. تحدّثت في هذا الشأن الدكتورة راشيل شو التي تعمل مديرة معلومات الأبحاث في جمعية "أبحاث السرطان" الخيرية في المملكة المتحدة، مبيّنة أنّ حوالى نصف حالات سرطان المبيض تكتشف في مرحلة متأخّرة عندما يكون احتمال نجاح العلاج ضئيلاً. ولذا، يساعد ابتكار تحاليل بسيطة مثل فحص الدم المشار إليه آنفاً، في اكتشاف ذلك الورم الخبيث في وقت مبكر، ما يُعتبر خطوة ضروريّة في نجاح علاجه. وأضافت شو، "في جمعية "أبحاث السرطان" نعمل بجهد لإيجاد سبل جديدة في الكشف عن السرطان مبكراً وتحسين التحاليل المتوفّرة أصلاً. ومن الرائع حقاً رؤية تلك النتائج المشجعة في ما يتعلق بهذا النوع من سرطان المبيض". يُشار في هذا السياق إلى أنّ "هيئة الخدمات الصحيّة الوطنيّة" في المملكة المتحدة تُعرّف سرطان المبيض بأنّه أحد أكثر أنواع السرطان شيوعاً بين النساء، موضحة أنّه بشكل عام تتمكن قرابة نصف النساء المصابات به من العيش خمس سنوات على الأقل بعد تشخيص ذلك الورم لديهن، فيما تبقى واحدة من كل ثلاث نساء على قيد الحياة لمدة 10 سنوات في الأقل بعد اكتشاف الداء. من جهة اخرى، أوضح الدكتور بوبي غراهام الباحث الذي قاد الدراسة، أنه "أولاً، اكتشفنا أن وجود مؤشر العلامات البيولوجية سيمكّننا من اكتشاف أحد أنواع سرطان المبيض. وفي مرحلة لاحقة، طوّرنا فحصاً للكشف عن مؤشر العلامات البيولوجية، جاعلين من ذلك الاختبار فحصاً تشخيصياً بسيطاً بصورة نسبيّة". وأضاف الدكتور غراهام من كلية العلوم البيولوجية في جامعة "كوينز بلفاست" البريطانية أنّ "الخوارزمية (المعادلة الرياضية للكمبيوتر) التي صمّمناها، تقدر على تحليل عينة الدم والتعرّف إلى وجود مستويات غير طبيعية من البروتينات المرتبطة بالسرطان. في النتيجة، يكشف ذلك الفحص سرطان المبيض أبكر بقرابة عامين مما تفعله الاختبارات الحالية المستخدمة لتلك الغاية". في ما يتعلّق بالنساء في المملكة المتحدة، يعتبر سرطان المبيض سادس أكثر أنواع السرطان شيوعاً. مثلاً، في عام 2016 أُبلغ عن أربعة آلاف و227 حالة وفاة بأثر الإصابة بأحد أنواع ذلك السرطان، وهو النوع الذي ركّز عليه البحث. وإذا شُخِّصت الإصابة بسرطان المبيض من النوع المُشار إليه آنفاً في المرحلة الأولى، تحظى المريضة بفرصة 90 في المئة للعيش خمس سنوات، بالمقارنة بـ 22 في المئة في حال اُكتشف في المرحلة الثالثة أو الرابعة. وختم الدكتور غراهام بالإشارة إلى أن نتائج الدراسة مشجِّعة، لكن السعي يجري حاضراً لاختبار ذلك الفحص على مجموعة عينات أوسع كي يغدو ممكناً استخدام البيانات المستخلصة من تلك العينات، في الدعوة إلى وضع برنامج للكشف عن سرطان المبيض. © The Independent |
||||||||
|