خيمت حالة من الذعر في الأوساط الرسمية والطبية ووسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي حول ظهور الفيروس الجديد كورونا(coronavirus) لهذا أردت أن أطرح بعض الحقائق المعروفة إلى الآن عن هذا الفيروس. معروف أنّ خطر الأمراض الفيروسية يكمن في كونها تفتقر لوجود عقاقير وأدوية ناجعة، ويعود سبب ذلك إلى أن الفيروس يستطيع تطوير مقاومته للأدوية خلال فترة زمنية قصيرة حيث يفقد الدواء بعدها تأثيره العلاجي ضد الفيروس، على خلاف البكتيريا حيث تقوم المضادات الحيوية باستهداف آليات النمو فيها للقضاء عليها أو تثبيطها. لكن الحال مع الفيروسات مختلف نظراً لاختلاف بنيتها وتركيبها واختلاف عملية التكاثر لديها مقارنةً بالبكتيريا. تُقدر عدد الحالات المصابة بهذا الفيروس حتى اليوم بحوالي 500 حالة، سُجّل منها عدد من الوفيّات، ويكمن القلق في الوسط العلمي من هذا الفيروس بسبب مقارنته بفيروس سارز(SARS) الذي أودى بحياة 773 شخصاً حول العالم. لم يثبت إلى الآن إذا ما كان انتقال هذا الفيروس يتم بين البشر وما إذا كانت العدوى سهلة الانتشار مثل فيروس الانفلونزا. تجدر الإشارة إلى أن تركيز الباحثين في العالم ينصبّ على معدل انتشار الفيروس وسرعة العدوى به بين البشر حيث أن ذلك له دور أساسي في تحديد خطورة هذا الفيروس. ولكن من المبكر جداً الحكم على مدى خطورة الإصابة بهذا الفيروس ومقارنته بفيروس سارز(SARS) الذي أودى بحياة 11% ممن أصيبوا به. كثير من العلماء يتبنى نظرية أن العدوى بالفيروس مصدرها الانتقال من الحيوانات بينما يتحفظ الكثيرون على هذه النظرية. إلى الآن تمكن العلماء من تحديد 19 سلالة لهذا الفيروس والتي يميزها شدة التشابه فيما بينها. إن أعراض الإصابة بهذا الفيروس مماثلة لأعراض الإصابة بفيروس الإنفلونزا، كارتفاع درجة حرارة الجسم وحدوث مشاكل في التنفس. أما بالنسبة لمعالجة هذا الفيروس أو الوقاية منه فلا يوجد دواء أو لقاح ناجع وفعّال كمثيله سارز(SARS). لكن معالجة الإصابة بالفيروسات عموماً تتم من خلال إتباع التدابير المتخذة عند العلاج من مرض الانفلونزا. الدكتور أمجد الحلاوة أستاذ في الصناعة الدوائية في جامعة أوبسالا وباحث في تطوير الأدوية في شركة ريسيفارم |
||||||||
|