الأتراك يجندون الأطفال السوريين للقتال في ليبيا


تتبع تركيا خلال سعيها لاشعال التوترات في الدول العربية سياسة الزج بطرف ثالث حتى توفر لنفسها حجة غياب عن المشهد إلا أن هذه الاستراتيجية أصبحت مكشوفة وورقة محروقة أمام المجتمع الدولي.

التدخلات التركية أصبحت واضحة للعيان في الدول العربية التي تشهد اضطربات من سورية إلى اليمن، مررواً بالسودان لتصل إلى ليبيا. ومن الأخيرة كشفت وثائق أعدتها منظمة "سوريون من أجل الحقيقة والعدالة" تفضح الانتهاكات التركية في ليبيا والتي سعى من خلالها مرتزقة أتراك لتجنيد قاصرين سوريين للقتال في صفوفها ضد قوات الجيش الوطني الليبي، بحسب ما ذكر موقع "المونوتر" الإخباري.

40
 وثيقة
وبحسب ما ذكرت مراسلة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وأوروبا أمبرين زمان، يتضمن التقرير 40 وثيقة توضح استخدام تركيا للمرتزقة السوريين لدعم حكومة الوفاق الليبية برئاسة فائز السراج وبحسب مصادر على الأرض في سورية وليبيا تقول إن "المراهقين السوريين (المغرر بهم) تم تجنيدهم وهم جزء من وحداتهم العسكرية في ساحة المعركة الآن".

ويذكر التقرير أن عدد القصر (الأطفال) ليس بقليل نسبة إلى 2000 مقاتل من المرتزقة الأتراك يُعتقد أن السلطات التركية نشرتهم في طرابلس دعماً للسراج أمام تقدم الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر الذي يسعى لتطهير العاصمة من ميليشيات إخوانية تسيطر على مفاصل القرار فيها.

ويتناول التقرير "الكشف عن إصدار وثائق هوية مزورة للأطفال بمعلومات كاذبة عن تاريخ ومكان ميلادهم، ليتم تسجيلهم في الأحوال الشخصية في الميليشيات السورية". وأضاف التقرير أن بعض الأطفال استخدموا أسماء إخوانهم الأكبر سناً في أوراقهم المزورة.

آلاف الدولارت
قال أحد المصادر، وهو مدني من بلدة مارع في منطقة درع الفرات التي تحتلها تركيا في شمال سورية، إنه "في يناير(كانون الثاني) دخل قائد من إحدى فصائل الجيش الحر السوري، إلى متجره مع ثلاثة أطفال تتراوح أعمارهم بين 15 و 16 عاماً" قالوا إنهم "سيذهبون إلى ليبيا بموافقة أسرهم". كانوا سعداء للغاية بالحصول على راتب قدره 3 آلاف دولار وعدهم بها المجندون من المرتزقة".

وأضاف المصدر "سألت أحدهم إذا كان يعرف كيف يستخدم سلاحاً، فأجاب أنه سيتعلم كل هذا في تدريبات عسكرية مع نظرائه". وأضاف أن "المخيم أنشأته شعبة المعتصم (أحد التشكيلات العسكرية المسلحة شمال سورية) ودرب الأطفال في مجموعات من 25 شخصاً. وتم إخبار الأطفال أنه يمكنهم الاتصال بعائلاتهم من ليبيا والعودة إلى منازلهم في غضون ثلاثة أشهر "بكمية كبيرة من المال"!.

ويشير التقرير إلى مقاتل من فرقة السلطان مراد (ميليشيات تركمانية موالية لتركيا في شمال سورية) موجود حالياً في طرابلس، قال إن "هناك 5 أطفال على الأقل في جماعته المسلحة" التي تقاتل إلى جانب ميليشيات مسلحة تدعم حكومة الوفاق".

بحسب بروتوكول الأمم المتحدة الذي وقع في مايو (أيار) 2000 باتفاقية "حقوق الطفل" حول اشتراك الأطفال في النزاعات المسلحة، أشار بوضوح إلى أنه "لا ينبغي للجماعات المسلحة الموالية لقوات مسلحة لدولة ما، تحت أي ظرف من الظروف تجنيد الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 18 عاماً أو استخدامهم في الأعمال القتالية".

وأشار البروتوكول إلى أنه يجب أن "تتخذ الأطراف جميع التدابير الممكنة عملياً لمنع هذا التجنيد والاستخدام، بما في ذلك اعتماد التدابير القانونية اللازمة لحظر وتجريم هذه الممارسات". ومن المفارقات أن سورية وتركيا وليبيا أطراف موقعة على البروتوكول الاختياري في الأمم المتحدة.

وقال المؤسس المشارك في المنظمة الغير حكومية "نقاتل من أجل الإنسانية" محمد بالشي، والتي تتخذ من جنيف مقراً لها وتركز على منع النزاعات وتعزيز حقوق الإنسان "إذا كانت تركيا وحكومة الوفاق إما تتواطأ أو تسهل نشر الأطفال تحت سن 18 سنة للقتال في ليبيا، فإنهم يرتكبون انتهاكاً خطيراً".

وقال بالشي إن "تركيا كثيراً ما تتهم حزب العمال الكردستاني، باستخدامه الأطفال كمقاتلين وهي تقوم بذلك في سورية وليبيا".

وأشار المدير التنفيذي لمنظمة  ما تسمى "سوريون من أجل الحقيقة والعدالة" بسام الأحمد، إلى أن "التقرير يقدم أدلة دامغة على تورط الحكومة التركية بشكل مباشر في نقل المقاتلين السوريين من تركيا إلى ليبيا". وأكد أحمد أن منظمته ستنشر قريباً تقريراً عن تجنيد المرتزقة الأجانب في النزعات التي تتدخل فيها تركيا في مناطق مختلفة.

وكالات

Copyrights © assad-alard.com

المصدر:   http://www.assad-alard.com/detailes.php?id=20163