يعتبر معرض الفنان التشكيلي "أحمد أبو زينة" بوابة لونية لما يحمله من مشاهد بصرية مصاغة بحس عاطفي تتوارى وتتداخل من حيث القيمة الخطية وجمل الكتابات اذ يمارس الفنان فرش اللون في دواكين المساحات ويشاطرها باللون الأبيض والأحمر والآجري . يضم المعرض المقام في "صالة الشعب" بدمشق حاليا خمسة وثلاثين لوحة يجمعها الخط اللامقروء والمساحات اللونية الصريحة والصارخة بمقاسات متفاوتة شدت أنظار الحضور من فنانين ونقاد تشكيلين ومهتمين بالشأن الثقافي والاعلامي . لم يتوقف الفنان "أبو زينة" عن عمله الفني خلال سنوات الأزمة التي نعيشها فأقام عدة معارض محلية وخارجية ايمانا منه بأهمية العمل الفني ودوره في بناء الوطن والانسان ومحاربة الأفكار الظلامية لاعطاء الأمل للناس بغد أفضل. وقال أن من واجب الفنان تجاه وطنه تقديم فنه للناس وخاصة في أوقات الأزمات والحروب مشيرا الى أن الفن التشكيلي السوري يحظى بتقدير ملحوظ في العالم وهذا مايتبدى في الاقبال على المعارض التي يقيمها الفنانون السوريون في عدد كبير من دول العالم التي تعرف قيمة الفن وتقدره سواء كأفراد أو مؤسسات. الناقد التشكيلي "سعد القاسم" رأى أن المعرض يقدم تجربة متجددة وغنية للفنان ابو زينة فبعد 35 سنة من العمل في مجال الديكورالتزييني اتجه في السنوات الأخيرة الى الأعمال التي تعبر عن رؤيته الخاصة بعد جولة طويلة على المتاحف والملتقيات العالمية .. وكان خياره منذ البداية نحو التجريد لكونه يراه فنا حقيقيا يعبر فيه عن أحاسيسه من خلال التأثيرات البصرية كما أن الألوان الصريحة والجريئة تدل على تأثره بالديكور وكذلك المساحات الواسعة بالاضافة الى نوع من الحرارة مايعطي أعماله الجديدة المزيد من الحيوية والروح والحياة . أما الفنان التشكيلي "محمود الجوابرة" فاعتبر الفنان أبو زينة من أهم الملونين على الساحة التشكيلية السورية فهو فنان بلا قيود خرج عن قوالب التعليم الأكاديمي وملأ فراغ اللوحة بكامل حريته مستخدما مايشاء من ألوان حارة وباردة ليزاوج بينها بطريقة جميلة بحيث يستطيع المتلقي اعادة خلق العمل الفني من جديد ..وهذا النمط من الانتاج الفني فيه من الحداثة الكثير وخصوصا التجريدية بأبعادها الكلية من حيث استخدامات اللون والبناء المعماري واستخدام الحرف العربي واستلهام القيم الجمالية منه بعد أن تخلص من كل مايشكل هاجسا للفنان التشكيلي كالتعبيرية والواقعية وتجاوزها. وقال معاون وزير الثقافة بسام أبو غنام .."نريد من خلال هذه الفعاليات أن نقول للعالم أننا موجودون وأن الفن التشكيلي السوري حاضر رغم الصعوبات ومثل هذا المعرض يعكس الواقع السوري الصحيح ويوصل رسالة المحبة بما يحمله من لوحات تجريدية جميلة وألوان توحي بالفرح والتفاؤل بمستقبل سورية". سلوى صالح |
||||||||
|