زيارة إلى معالم أوغاريت الأثرية


كثير من الناس كانت وما زالت تأتي لزيارة موقع أوغاريت الأثري للتمتع بمشاهدة و
عظمة هذه المدينة الخالدة بآوابدها ومكتشفاتها.... في إحدى المرات زارني صديق عزيزعلي كثيراً عندما كنت مدراً له لمدة تقارب الربع قرن..فقمنا بجولة أشرح له عن هذه المدينة الأثرية وما قدمته من ثقافات مختلفة وإبداعات بشرية ومكتشفات هامة غيرت الكثير من الحقائق التاريخية ...وشرحت له عن القصر الملكي وكيف كان ملك أوغاريت يستقبل الناس في مكان اقامته ويجتمع بزواره.. وعن منازل السكان وطرقاتها وشرحت له عن المعابد وكيف كانوا سكان أوغاريت يقيمون صلواتهم ويقدمون النذور من أجل التماس مباركة الآلهة لهم...وعن علاقات أوغاريت الخارجية و دول الجوار وكيف عاشوا حيا تهم اليومية ...وعند الإنتهاء قال لي صديقي: لقد وضعت في مخيلتي روائع البناء وعظمته..وابداعات هذه المدينة ووما أحدثته مكتشفاتها العجيبة.. حتى كدت أشم رائحة الزهور البرية ونبات الشمرة والزعتر الخليلي والزوفا والدربيسة وعدت بي إلى الذاكرة /3500/عام الى الوراء تخيلت نفسي بأني أعيش تلك الأيام كما عاشها أهل أوغاريت.....ولكني عدت الى وعيي رايت نفسي أسير ضمن تراب غطى قدمي.. أنتم جماعة الآثار كيف ترون هذه الآثار التي حدثتني عنها ؟!..

فقلت له نحن اللذين يعملون في هذا الحقل نعيد الأشياء إلى ما كانت عليه نعيش حياتها الماضية وكأنها قائمة الآن حاضرة معنا....نستنطق أسرارها ..كما استنطقها أجدادنا الأوغاريتين وأحيّوا حضارتها...
إنها أوغاريت يا صديقي مالئة الدنيا وشاغلة الناس...

...غسّان القيّم..

Copyrights © assad-alard.com

المصدر:   http://www.assad-alard.com/detailes.php?id=2282