كشف تقرير أعدّته وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون"، أن واشنطن تواجه عراقيل في تنفيذ اختبارات لصواريخ أسرع من الصوت، بحسب وكالة" "بلومبرغ" . يأتي ذلك فيما فاجأت الصين الولايات المتحدة، بتنفيذها اختبارات على صواريخ مشابهة متقدّمة، فيما تعكف روسيا أيضاً على تطوير ترسانتها من هذه الصواريخ. هذا التقييم، الوارد في النسخة غير العامة من التقرير السنوي لمكتب الاختبار في "البنتاغون"، يُعدّ بمثابة فحص واقعي لخطط وزارة الدفاع لتعزيز الإنفاق المالي وتسريع تطوير أسلحة جديدة، يمكنها التحليق خمس مرات أسرع من الصوت، والمناورة أثناء الطيران مثل صاروخ كروز، وفق "بلومبرغ". التقرير أبرز افتقار البنتاغون إلى مساحات واسعة مفتوحة في نطاقات اختباراتها الصاروخية، لإجراء تقييم شامل لأسلحة جديدة أسرع من الصوت، في إطار جهود الولايات المتحدة لتطوير أسلحة الجيل التالي. "كما أن الوزارة تفتقر إلى القدرات الأساسية لتنفيذ اختبارات مناسبة للتهديد الذي تشكّله الصواريخ التي تطوّرها الصين وروسيا"، حسبما ورد في التقرير. "محاكاة الهجمات" ويشير التقرير إلى أن نطاقات الاختبارات الحالية في الولايات المتحدة، من هاواي إلى فيرجينيا، التي تحتوي على ممرات خالية من المدنيين والحركة الجوية التجارية، ستشهد زيادة في الطلب بنسبة تتجاوز 50% بحلول عام 2025، إن لم تُوسّع. كذلك وجد التقرير أنه على وزارة الدفاع "تحسين التصميم ومحاكاة الهجمات التي قد يشنّها الخصوم، إذ أنها غير قادرة على إثبات قدرتها على تحقيق اكتشاف مبكر للصواريخ الآتية والتتبع الفعال" والاعتراض. وتابع التقرير أن البنتاغون لا يستطيع أن يعرض بشكل كاف التهديد الذي يشكّله صاروخ أسرع من الصوت في خلال اختبار، "ويحتاج إلى مواصلة عرض هذه البيئات في النماذج والمحاكاة واختبار الذخيرة الحية". وزاد التقرير أن الوزارة لا يمكنها أن "تعرض بشكل كاف" في الاختبار، أنها تستطيع أن تشنّ ضربات بصواريخ أسرع من الصوت، ضد أهداف على الأرض والبحر محمية بـ "رادار وأجهزة استشعار أخرى". "اختبار البنية التحتية" التقرير يحدّد تحديات اختبار الجوانب الأساسية من المشروع، التي نادراً ما اعتُرف بها ويجب التغلّب عليها، وفق "بلومبرغ". ويتعامل المفتش العام في البنتاغون مع مسائل مماثلة، في مراجعة بدأت في أبريل 2020 وتركّز على البنية التحتية القائمة للاختبار الأرضي. وأصدر المفتش العام في الوزارة، الخميس، تقريره الخاص، وهو بعنوان "تقييم اختبار الأرض وتقييم البنية التحتية الداعمة للقدرات التي تتجاوز سرعة الصوت"، لكنه حدّده بأنه "معلومات غير سرية خاضعة للرقابة". وقالت هايدي شو، مساعدة وزير الدفاع للبحوث والهندسة، الشهر الماضي، إن الخطة الخمسية لموازنة 2023 تتضمّن "زيادة كبيرة في اختبار البنية التحتية لدينا". رفع موازنة البنتاغون وأشارت "بلومبرغ" إلى أن مسؤولي البنتاغون، وفروع القوات المسلحة، ومراكز الأبحاث وموظفي الشركات، الذين تستطيع مؤسساتهم جني مليارات الدولارات من قطاع صناعة السلاح، ركّزوا غالباً على الحاجة إلى مقارعة برنامجَي الصين وروسيا للصواريخ الأسرع من الصوت. واقترحت موازنة البنتاغون للسنة المالية 2021 إنفاق 3.2 مليار دولار، بزيادة 400 مليون دولار عمّا أقرّه الكونجرس في عام 2020. وطلب البنتاغون 3.8 مليار دولار لهذه السنة المالية، ضمن خطط لإنفاق 12.6 مليار دولار في برنامج الصواريخ الأسرع من الصوت، حتى عام 2025. وحدّد مكتب الاختبار في وزارة الدفاع، إمكانات زيادة قدرة المدى في "منشأة مدى الصواريخ في المحيط الهادئ" في كاواي بجزر هاواي، وكواجالين أتول، و"وايت ساندز" في نيو مكسيكو، وشيميا وجزيرة سانت بول وبيثيل في ألاسكا، و"منشأة والوبس للطيران" في فيرجينيا، ومؤسسة "إيجلين الخليج للاختبار وميدان التدريب" في فلوريدا. وأشار التقرير إلى أن ميدان "وايت ساندز" للصواريخ في نيو مكسيكو "يمكن أن يؤمّن موقعاً أرضياً إضافياً لسقوط الصواريخ الأسرع من الصوت، إذا كانت مواقع الإطلاق متاحة"، و"إذا أمكن التوصّل إلى تسوية مرضية لمخاوف السلامة المرتبطة بإطلاق الصواريخ فوق منطقة مأهولة بالسكان، وتفادي تضارب مع مراقبة الحركة الجوية المدنية". |
||||||||
|