|
الإغلاقات تلاحق المخابز في ألمانيا .. ارتفاع الأسعار 18 % في شهر |
|
|
|
|
|
في مواجهة الأسعار المرتفعة المرتبطة بالحرب الروسية في أوكرانيا، ركب توبياس إكسنر الخباز الألماني أفرانا جديدة أكثر فاعلية، وقلص ساعات العمل وحاول حتى خفض درجات حرارة الطهي، لكنه عدل عن ذلك.
وقال رجل الأعمال في بلدة بيليتز الصغيرة جنوب غرب برلين، "إن الخبز لا يتمتع بالطعم نفسه بدون قشرة جيدة"، معتبرا إجراءات الادخار هذه غير كافية في مواجهة الأزمة الوجودية التي تشهدها المهنة".
وفي الدولة المحبة للخبز، تعد المخابز من القطاعات الصناعية المتضررة بشدة جراء ارتفاع أسعار الطاقة والغذاء بسبب الحرب الروسية في أوكرانيا، التي بدأت في 24 شباط (فبراير).
ووفقا لـ"الفرنسية"، يرى إكسنر أنه "إذا لم تتغير الظروف، فستتوقف نسبة كبيرة من المخابز الألمانية عاجلا أم آجلا عن العمل".
ويقول فريدمان بيرج رئيس الاتحاد الوطني للخبازين الألمان "إن جميع المخابز لديها أفران، ولدى 70 في المائة من المخابز الحرفية أفران غاز، وترتفع أسعار الغاز بشكل كبير".
وتضرر الاقتصاد الأول في أوروبا، الذي يعتمد إلى حد كبير ومنذ فترة طويلة على الغاز الروسي، بسبب توقف حكومة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن ضخ الوقود.
كما أن الطحين والزيت المكونين الرئيسين للخبز هما من بين أكثر المواد تأثرا بالحصار الروسي للموانئ الأوكرانية.
وتضاعفت أسعار القمح مقارنة بما كانت عليه قبل الأزمة، كما ازداد سعر لتر الزيت بنحو 82 في المائة ليبلغ أكثر من ثلاثة يوروهات، وفق إكسنر.
وإكسنر الذي يملك 36 شركة تضم 220 موظفا يعد أفضل تجهيزا نسبيا من الشركات الحرفية الصغيرة في مواجهة الأزمة، لكنه يمر أيضا بمرحلة صعبة.
وازدادت أسعار الطاقة أربع مرات تقريبا مقارنة بـ2020. وسعى إكسنر إلى توفير المال عبر تركيب أفران أقل استهلاكا للطاقة في موقع الإنتاج الرئيس في بيليتز، وتقليل ساعات العمل في الشركات التابعة له في برلين وفي منطقة براندنبورج المحيطة بالعاصمة.
لكنه أكد أنه متردد في رفع أسعار المواد على العملاء لتغطية التكاليف المتزايدة، لأنهم "لن يدفعوا أسعارا هكذا". وتؤكد الأجواء في وسط برلين أنه على حق.
وقالت جلوريا توماس "56 عاما" وهي عاطلة عن العمل "دفع المزيد؟ لا، التكاليف باهظة".
وارتفعت أسعار الخبر بمعدل 18 في المائة في دول الاتحاد الأوروبي في أغسطس خلال عام، وفق معهد أوروستات للإحصاءات، وألمانيا من بين هذه الدول.
وأغلقت مخابز عدة أبوابها، وفق رئيس الاتحاد، في حين يطالب القطاع الحكومة بالمساعدة منذ أسابيع.
وفي مطلع سبتمبر خدم نحو 800 من مخابز البلاد عملاءهم في العتمة خلال يوم من التحرك بهدف لفت الأنظار إلى القضية. ويتخطى التحدي الدفاع عن الخبز الطازج، وفق إكسنر.
وتعد المخابز "غالبا المؤسسات الأكثر أهمية في البلدات" إذ تقوم بمهام متاجر الأغذية والمراكز الاجتماعية ومراكز البريد"، على حد قوله.
وأعلنت حكومة يسار الوسط برئاسة المستشار أولاف شولتس إجراءات بنحو مائة مليار يورو لدعم الاقتصاد والقدرة الشرائية، في حين تعد الشركات الصغيرة والمتوسطة هذا الدعم غير كاف.
وأججت روبرت هابيك مواقف لوزير الاقتصاد الألماني الغضب حين رد على سؤال حول احتمال توجه عدد من الشركات الصغيرة والمتوسطة في ألمانيا إلى إعلان الإفلاس.
وقال الوزير الناشط في مجال حماية البيئة "إنه يرى أن بعض الصناعات ستضطر ببساطة إلى التوقف عن الإنتاج لفترة من الوقت"، ما عزز الشعور بإهمال برلين.
ويطالب الاتحاد بمساعدة مالية "سريعة وغير بيروقراطية" للقطاع، وفق بيرج، وإلا "فسيتعين على عديد من الشركات التخلي عن أنشطتها أو ببساطة إعلان الإفلاس".
وكالات
|
Copyrights © assad-alard.com |
المصدر:
http://www.assad-alard.com/detailes.php?id=28692 |
|