أثار طلب الجيش السوداني استبعاد المبعوث الأممي فولكر بيرتس، تكهنات وتساؤلات، خصوصاً أنه يأتي قبيل شهر من انتهاء مهمة البعثة الأممية للسودان (يونيتامس)، التي يتولى إدارتها بيرتس. ولم يستبعد الباحث والمحلل السوداني، عبدالجليل سليمان، وجود "دور خفي" للإخوان الذين يرفضون وجود رقابة أممية، وهم الذين حاصروا في السابق منزل فولكر بيرتس، ومقر بعثة الأمم المتحدة. وفي 26 مايو (أيار) قال البرهان في رسالة وجهها للأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، إن "وجود فولكر بيرتس أصبح مصدر انعكاسات سلبية تجاه الأمم المتحدة". وأضاف أن "ما قضاه فولكر بيرتس على رأس البعثة لا يساعد في تنفيذ تفويض يونيتامس (بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان) بالصورة التي تسهم بالوصول لعملية انتقال ناجحة". كما وجه البرهان اتهامات مباشرة ضد بيرتس، قال فيها إنه "مارس التضليل" في تقاريره بقوله إن هناك إجماعاً حول الاتفاق الإطاري، وأن "لولا إشارات تشجيع من جانب عدة أطراف بينها بيرتس" ما كان لقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو "أن يتمرد". سبب الاستدعاء
ويقول الباحث والمحلل السوداني عبدالجليل سليمان لـ"24"، في رد على سؤال حول الأسباب التي دفعت البرهان نحو هذا الطلب وعما إذا كان هناك دعم مباشر من الأمم المتحدة لقوات الدعم السريع ودفع نحو الانسحاب من الاتفاق الإطاري، إن "المبعوث الأممي فولكر بيرتس ليس لديه علاقة بقوات الدعم السريع". وعيّن بيرتس ممثلاً خاصاً للسودان ورئيساً لبعثة الأمم المتحدة المتكاملة للمساعدة الانتقالية في السودان يونامتس في 7 يناير (كانون الثاني) 2021. ويقول سليمان، إن فولكر بيرتس والأمم المتحدة لديهم تحفظات على قوات الدعم السريع، ولديهم تحفظات أيضاً على قيادة القوات المسلحة باعتبار أنهما معيقان للتحول الديمقراطي في السودان. دور خفي للإخوان
ويؤكد المحلل السوداني، أن "طلب طرد فولكر بيرتس محاولة قديمة كان يدعمها البرهان ومن وراءه الإخوان، فهم لا يريدون وجود الأمم المتحدة ولا يريدون وجود رقابة أممية ودولية على الأوضاع في السودان". وعما إذا كان للأمم المتحدة دور في اندلاع الصراع في 15 أبريل (نيسان) الماضي بسبب مساهمتها في صياغة الاتفاق الإطاري، قال سليمان، الاتفاق كان فقط تحت إشراف بعثة الأمم المتحدة ورئيسها فولكر بيرتس، لكن ليس هم من وضعوا جميع البنود، وقد يكونوا تقدموا بمقترحات مختلفه لكن هذا الاتفاق وقعت عليه الأطراف المشتركة، بعد اطلاعها على بنوده، وعلى رأسهم قائد الجيش عبدالفتاح البرهان. ومن الجدير بالذكر، أن المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير وقعا على الاتفاق الإطاري في ديسمبر (كانون الأول) 2022، لإنهاء الأزمة السياسية في السودان وإعادته إلى الحكم المدني. وبيرتس موجود حالياً في نيويورك من غير أن ترد أي معلومات حول موعد عودته إلى السودان حيث لم تصدر السلطات تأشيرات للأجانب منذ بداية الحرب. تهديد مباشر ويعتقد المحلل السوداني أن عودة بيرتس للسودان تمثل تهديداً مباشراً لحياته. ويقول "الحرب مشتعلة والجميع في خطر حتى قادة الصراع، البرهان وحميدتي، فلماذا تكون الأمم المتحدة مستثناة، لكن ليس هناك تهديد مباشر وشخصي". ويضيف "الأوضاع في السودان كلها مهددة لحيوات المدنيين، ومهددة لأعضاء الأمم المتحدة والمواطنين السودانيين والأجانب الموجودين في السودان". وأشار الباحث السوداني إلى أن الأمم المتحدة ستعمل ولو بعد حين على تغيير بيرتس، لأن البرهان طرف رئيسي في النزاع وقادر على تنفيذ القرار بالقوة. |
||||||||
|