رويترز: تل أبيب تبلغ دولاً عربية نيتها إقامة منطقة عازلة بغزة


نقلت وكالة "رويترز" عن مصادر مصرية وإقليمية، السبت، أن "إسرائيل" أبلغت عدة دول عربية نيتها إقامة منطقة عازلة على الجانب الفلسطيني من حدود قطاع غزة؛ لمنع أي هجمات مستقبلية عليها.

وذكرت ثلاثة مصادر أن "إسرائيل" أبلغت مصر والأردن والإمارات وتركيا بهذه الفكرة، مشيرة إلى أن هذه الفكرة طُرحت أيضاً على السعودية التي لا تربطها علاقات أو قنوات اتصال رسمية مع تل أبيب، دون أن توضح كيف وصلت المعلومات إلى الرياض.

ولا تشير المبادرة إلى قرب نهاية الهجوم الإسرائيلي الذي استؤنف، الجمعة، بعد هدنة استمرت سبعة أيام، لكنها تظهر أن "إسرائيل" تتواصل مع دول أخرى غير الوسطاء العرب المعروفين، مثل مصر أو قطر، في سعيها لتحديد الوضع في غزة في فترة ما بعد الحرب.

وقال مسؤول أمني إقليمي كبير، وهو أحد المصادر الثلاثة التي طلبت عدم الكشف عن جنسياتها لـ"رويترز": "إسرائيل تريد إقامة هذه المنطقة العازلة بين غزة وإسرائيل من الشمال إلى الجنوب؛ لمنع أي تسلل أو هجوم عليها من جانب حماس أو أي مسلحين آخرين".

وبحسب الوكالة، لم يرد مسؤول إماراتي بشكل مباشر عندما سئل عما إذا كانت أبوظبي قد أُبلغت بشأن المنطقة العازلة، لكنه قال: إن بلاده "ستدعم أي ترتيبات مستقبلية لمرحلة ما بعد الحرب، تتفق عليها جميع الأطراف المعنية لتحقيق الاستقرار وإقامة دولة فلسطينية".

ورداً على سؤال عن فكرة إقامة منطقة عازلة قال أوفير فولك، مستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للسياسة الخارجية: "الخطة تحمل تفاصيل أكثر من ذلك، إنها تقوم على عملية من ثلاثة مستويات لليوم التالي للقضاء على حماس".

وأضاف: "المستويات الثلاثة تشمل تدمير حماس، ونزع سلاح غزة، والقضاء على التطرف في القطاع"، موضحاً أن "المنطقة العازلة قد تكون جزءاً من عملية نزع السلاح".

وترفض الدول العربية هدف "إسرائيل" المتمثل في القضاء على حماس، ووصفته بأنه مستحيل، قائلة إن الحركة الفلسطينية أكثر من مجرد قوة مسلحة تمكن هزيمتها.

وأشارت "إسرائيل" في الماضي إلى أنها تدرس إقامة منطقة عازلة داخل غزة، لكن المصادر قالت إنها تعرضها الآن على الدول العربية في إطار خططها الأمنية المستقبلية لغزة.

وقال مسؤول أمريكي طلب عدم الكشف عن هويته: إن "إسرائيل طرحت فكرة المنطقة العازلة، لكن واشنطن تعارض أي خطة من شأنها تقليص مساحة الأراضي الفلسطينية".

كما قال مصدر أمني إسرائيلي كبير إن فكرة المنطقة العازلة "تجري دراستها"، مضيفاً: "ليس من الواضح في الوقت الحالي مدى عمقها، وما إذا كانت قد تصل إلى كيلومتر واحد أو اثنين، أو مئات الأمتار داخل غزة".

كما ذكر مصدران أمنيان مصريان أن دولة الاحتلال "طرحت خلال محادثات الوساطة مع مصر وقطر فكرة نزع الأسلحة من شمال غزة وإقامة منطقة عازلة في شمال القطاع تحت إشراف دولي".

وذكر المصدران أن "إسرائيل قالت خلال اجتماع في القاهرة، في نوفمبر الماضي، إن قادة حماس يجب أن يحاكموا دولياً مقابل وقف كامل لإطلاق النار".

ونقل المصدران عن وسطاء قولهم: "يجب تأجيل مناقشة هذه المسألة إلى ما بعد الحرب؛ لتجنب عرقلة المحادثات المتعلقة بإطلاق سراح المحتجزين".

وقال أحد المصدرين المصريين: إن "إسرائيل تحولت في مناقشاتها مع مصر وقطر من التركيز على الرد على الهجوم، وهو الموقف الذي كانت تتبناه في وقت سابق من الأزمة، إلى إبداء استعداد أكبر لإعادة النظر في مطالبها مع استمرار الوساطة".

لكن عدة مصادر ذكرت أن عدة دول عربية تعارض ذلك، لكنها قد لا تعارض إقامة حاجز أمني بين الجانبين، لكن هناك خلاف حول موقعه.

وشبهت المصادر الإقليمية فكرة المنطقة العازلة في غزة بـ"المنطقة الأمنية" التي أقامتها "إسرائيل" في جنوب لبنان بعمق 15 كيلومتراً عام 1978، والتي انسحبت منها في عام 2000.

وأضافت المصادر أن خطة "إسرائيل" لغزة في فترة ما بعد الحرب تتضمن طرد قادة حماس، وهو إجراء يشبه الحملة الإسرائيلية في لبنان في الثمانينيات عندما طردت قيادات منظمة التحرير الفلسطينية التي كانت تشن هجمات من لبنان على "إسرائيل".

وقال أحد المسؤولين الإقليميين المطلعين على المحادثات: "إسرائيل مستعدة لدفع ثمن باهظ لطرد حماس نهائياً من غزة إلى دول أخرى في المنطقة، مثلما فعلت في لبنان"، لكنه أشار إلى أن "التخلص من حماس صعب وغير مؤكد".

من جانبه قال محمد دحلان، رئيس جهاز الأمن الوقائي السابق في غزة والمنتمي لحركة فتح التي طُردت من القطاع بعدما سيطرت حماس عليه في عام 2007: إن "خطة إسرائيل للمنطقة العازلة غير واقعية، ولن تحمي القوات الإسرائيلية"، مضيفاً أن "المنطقة العازلة قد تجعل القوات الإسرائيلية هدفاً أيضاً في المنطقة".

وكان الاحتلال الإسرائيلي عاود، أمس الجمعة، عدوانه على قطاع غزة بعد انتهاء الهدنة التي أبرمت في 24 نوفمبر الماضي، حيث شن غارات عنيفة وقصفاً مدفعياً؛ ما أسفر عن استشهاد 200 وإصابة 589 خلال 24 ساعة.

ومنذ بداية الحرب، في أكتوبر الماضي، يصرح القادة الإسرائيليون علناً بعزمهم طرد سكان غزة إلى صحراء سيناء المصرية، وسط رفض عربي ودولي واسع لأي محاولات لتهجير سكان القطاع قسراً.

وكالات

Copyrights © assad-alard.com

المصدر:   http://www.assad-alard.com/detailes.php?id=30973