أكد موقع «أفريكا انتلغنس» الفرنسي، معلومات تشير إلى وصول عناصر من الشركة الأمنية الأميركية «أمنتوم» إلى ليبيا بموجب اتفاق مع رئيس «حكومة الوحدة الوطنية الموقتة» عبدالحميد الدبيبة لتوفير التدريب لعدة مجموعات مسلحة في العاصمة طرابلس. وأوضح الموقع المقرب من دوائر صنع القرار الفرنسي في تقرير نشره، أمس الثلاثاء، أن أفراد «أمنتوم» سيتولون مهمة تدريب أعضاء من ثلاثة ألوية مسلحة هي: «اللواء 444» بقيادة محمود حمزة، و«اللواء 111» بقيادة عبدالسلام الزوبي، و«اللواء 166» بقيادة محمد الحصان. ويجرى تنسيق جهود التدريب بين «أمنتوم» ووزارة الخارجية الأميركية، بهدف توحيد هذه التشكيلات المسلحة المختلفة وتكليفها بتأمين الحدود وعمليات نزع السلاح. في حين لا ينفذ هذا العمل تحت رعاية القيادة الأميركية في أفريقيا «أفريكوم»، وفق التقرير.
خطة أميركية لنزع سلاح الجماعات المسلحة ووفق التقرير ذاته، فإنه على الرغم من أن المقصود من وجود هؤلاء المدربين هو أن يكون هذا التدريب «مبادرة خاصة»، إلا أنه سيكون من الصعب على «أمنتوم» العمل على الأرض دون ضوء أخضر من واشنطن، نظرا لقربها من وزارة الخارجية الأميركية.
«أفريكا انتلغنس»: واشنطن تسعى إلى تقارب بين حفتر والدبيبة لعزل «فاغنر» وواصل المبعوث الأميركي إلى ليبيا السفير ريتشارد نورلاند والقائم بالأعمال جيريمي برنت التأكيد للسلطات الليبية على ضرورة توحيد قواتها الأمنية وقد نقلوا هذه الرسالة مرة أخرى خلال اجتماع عقد في السابع من مارس الماضي مع وزير الداخلية المكلف بـ«حكومة الوحدة الوطنية الموقتة» عماد الطرابلسي وهو «نفسه زعيم ميليشيا سابق» كما يقول «أفريكا انتلغنس»، كما ركزوا على تأمين حدود ليبيا، وهو ما يقع في قلب اهتمامات الولايات المتحدة في سياق أوسع من عدم الاستقرار الإقليمي.
استراتيجية أميركية لمواجهة الروس وهذا التقارب تحقق في سبتمبر الماضي عندما توجهت الألوية «444 و111 و166» إلى مدينة درنة لمساعدة كتيبة طارق بن زياد بقيادة صدام حفتر في عمليات البحث والإنقاذ بعد أن تعرضت المدينة للدمار جراء العاصفة المتوسطية «دانيال»، غير أن حفتر لا يشعر بالثقة تجاه الفصائل المسلحة في طرابلس، وفق الموقع. ويخلص التقرير الفرنسي إلى أن هذا التدخل الأميركي المتجدد في قطاع الأمن الليبي يأتي في وقت تعرب فيه واشنطن عن مخاوفها بشأن دعم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لقوات «القيادة العامة»، فضلا عن التهديد الذي يشكله المجلس العسكري الجديد في نيامي على الوجود العسكري الأميركي في النيجر المجاورة. ويرى المحللون أن هذا جزء من استراتيجية أميركية أوسع لمواجهة النفوذ الروسي المتزايد عبر القارة الأفريقية، وفق «أفريكا انتلغنس». الوسط |
||||||||
|