عقدت أمس في بيروت محادثات بين الرئيس القبرصي ورئيسة المفوضية الأوروبية تناول ملف النازحين السوريين في لبنان ومخاوف أوروبا من الهجرة غير الشرعية إلى أراضيها. ماذا حمل الزائران الدوليان معهما إلى السلطات اللبنانية في سياق دعم قدرات لبنان على مواجهة أعباء النزوح السوري؟ المحادثات التي أجريت أمس في بيروت هي ثمرة زيارة سبقت الشهر الماضي لرئيس قبرص نيكوس خريستودوليدس، تعهد فيها العودة إلى بيروت مع الاتحاد الأوروبي من أجل مساعدة لبنان على مواجهة موجة النزوح السوري. وبالفعل حضر، كما ذكرت مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين وعقد محادثات مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ورئيس البرلمان نبيه بري، وهي المرة الأولى التي تزور بيروت رئيسة المفوضية الأوروبية. ما قد انتهت اليه هذه الزيارة هي إعلان رئيسة المفوضية الأوروبية عن مليار أورو عن حزمة كما سمتها حزمة مليار أورو مساعدة للبنان لمواجهة أعباء النزوح وتقوية الأجهزة الأمنية لمراقبة الحدود البرية والبحرية ومنع تهريب الأشخاص. ما قالته أيضا إن الغرض من هذه الحزمة هي منع الهجرة إلى أوروبا وتهريب المهاجرين، ومن أجل مساعدة لبنان على دعم وضعه الاقتصادي. وفي الواقع، ردود الفعل كانت سلبية حيال ما أعلن، خصوصا في وسائل الإعلام وفي الرأي العام، بأن ننظر إلى هذه الحزمة، كما ذكرتها رئيسة المفوضية الأوروبية، على أنها رشوة للبنان من أجل إبقاء النازحين السوريين على أراضيه. في الواقع، الموقف اللبناني أعاد تأكيده ليلا الرئيس نجيب ميقاتي بالقول إنه متمسك أولا بالإجراءات التي قررتها الحكومة اللبنانية ترحيل كل سوري لا تنطبق عليه شروط النزوح ولا أوراق قانونية لديه. لكن الأساس فيما ذكرته رئيسة المفوضية الأوروبية بإعلانها عن الحزمة أنها ستنظر في كيفية مساعدة الاتحاد الأوروبي للبنان بأن تكون أكثر فاعلية، وأن هذه الحزمة ستكون اعتبارا من هذه السنة حتى عام 2027. وهذا فسر في بيروت على أن المقصود أن يبقى النازحون السوريون في لبنان إلى ألفين وسبعة وعشرين، وربما إلى ما هو إلى ما أبعد. كذلك قالت أنها تريد المساهمة في الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي للبنان، ملمحة إلى دعم الجيش اللبناني وقوى الأمن من خلال هذه الحزمة، إلا أنها أعطت موقفا إضافيا، وهو مفاده أن الاتحاد الأوروبي ملتزم بتقديم المساعدات، وملتزم بالعمل على توطين النازحين في الاتحاد الأوروبي، وهي تعول على ذلك، وهو الغرض الأساسي من زيارتها لبيروت، وعلى حسن تعاون لبنان لمنع الهجرة غير الشرعية وإمكان مكافحة تهريب المهاجرين. اي ردود لبنانية رسمية على ما رمت اليه زيارة رئيسة المفوضية الأوروبية خصوصا لجهة التطمينات بمنع لبنان الهجرة غير الشرعية للنازحين الى أوروبا ؟ في الواقع، الموقف الرسمي اللبناني شيء وردود الفعل التي نجمت سواء في وسائل الإعلام أو لدى الأحزاب كانت سلبية للغاية. كما ذكرت، بأن ننظر إلى حزمة المليار يورو على أنها أقرب ما تكون إلى رشوة. لكن عمليا، الرئيس نجيب ميقاتي طلب من زائريه الدوليين أولا في مرحلة أولى قرار أوروبي دولي بإعادة النازحين السوريين إلى المناطق الأمنة في سورية، وهو اعتبر أن معظمها أمن، قائلا إن النازحين دخلوا إلى لبنان بعد عام 2016 لا تنطبق عليهم صفة النزوح. ولذلك المطلوب دعم النازحين في بلادهم وتقديم وتشجيعهم على العودة الطوعية وتقديم المساعدات إليهم هناك. لكنه حذر أيضا من تحول لبنان من بلد عبور من سورية إلى أوروبا، وهي إشارة أيضا تضمنت تلويحا باحتمال أن لا يتساهل لبنان. لا يتساهل لبنان الرسمي مع بقاء النازحين كما ذكرت، خصوصا في ظل تطبيق القوانين اللبنانية التي تمنع وجود أي أجنبي أو أي غير لبناني من دون أوراق ثبوتية وأوراق قانونية وخلافا لخلاف لقواعد النزوح القائمة. لذلك من المعتقد أنه سيقع نوع من الجدل في اليومين المقبلين حيال نتائج هذه الزيارة، مع أن الرئيس نبيه بري الذي استقبل الوفد الدولي، لمح إلى أن من الضرورة إنشاء لجنة مشتركة لبنانية قبرصية وممثل عن الاتحاد الأوروبي من أجل متابعة نتائج هذه الزيارة. المراسلان: نيكولا ناصيف – نبيل شوفان |
||||||||
|