صمودنا سيسقط الفساد والإرهاب لا محالة !!.. بقلم الدكتور محمد سيد أحمد


صمودنا سيسقط الفساد والإرهاب لا محالة !!.. بقلم الدكتور محمد سيد أحمد

ما يمر به الشعب المصرى الآن هو اختبار صعب للغاية, فالمرحلة الراهنة هى حصاد أربع عقود كاملة من تحالف الفساد والإرهاب معا, فعندما قامت ثورة 23 يوليو 1952 كانت مصر في حالة تشبه حالتنا الراهنة وكان على الثورة الوليدة أن تدخل ثلاثة معارك ضرورية وحتمية هى مواجهة رموز الفساد ومواجهة الإرهاب هذا بالطبع الى جانب معركة التحرر من الاستعمار.

 وبالطبع لم يكن بالإمكان دخول المعارك الثلاثة دفعة واحدة لذلك كان لابد من تحديد الأولويات وبدأ مجلس قيادة الثورة فى تحديد المعركة الأولى وهى المواجهة مع رموز الفساد ممثلا فى الملك وحاشيته والإقطاع وقام بضربهم ضربات موجعة قوضت دعائمهم, ثم بدأ فى التفاوض مع قوات الاحتلال وتم توقيع اتفاقية الجلاء, وبعدها تفرغ لمعركته مع القوى الإرهابية التى حاولت سرقة الثورة وعندما فشلت قامت بمحاولة اغتيال قائد الثورة فكانت المواجهة الحاسمة, وبذلك تمكنت الثورة من توفير المناخ المناسب للبدء فى عملية التنمية وبناء المشروع الوطنى المستقل.

ومع مطلع السبعينيات تم الانقضاض على المشروع الوطنى المستقل, وبدأ مشروع التبعية وهو المشروع الذى سمح بعودة الفساد من جديد فمع إعلان الرئيس السادات عن سياسة الانفتاح الاقتصادى, بدأت قيم الفردية والمادية والأنانية والفهلوة تنتشر ومعها بدأنا نسمع عن عودة رموز الفساد الذين كونوا ثرواتهم تحت مظلة الانفتاح - السداح مداح - على حد تعبير الكاتب الصحفى الراحل الكبير أحمد بهاء الدين, فسمعنا مصطلح القطط السمان تعبيرا عن هؤلاء الفاسدين الذين جمعوا أموالهم بالاتجار فى كل شيئ سواء مشروع أو غير مشروع, وفى نفس الوقت قام الرئيس السادات بعقد صفقة غريبة عجيبة مع رموز الإرهاب فأخرجهم من السجون ليواجه بهم خصومه السياسيين فكانت نهايته على أيدى هؤلاء الإرهابيين.

وجاء من بعده الرئيس مبارك وظل على نفس المنهج الذى وضعه استاذه ومنح مساحة أوسع للفساد على مدار ثلاثة عقود كاملة تحولت خلالها القطط السمان الى ديناصورات متوحشة, وتمكنت قوى الإرهاب من التغلغل وبناء النفوذ داخل المجتمع بل وسيطرت على مواقع مهمة داخل كل مؤسسات الدولة, وعندما قامت ثورة 25 يناير لم تستطع مواجهة الفساد وأثناء محاولة القوى الثورية الاشتباك مع رموز الفساد انتهزت القوى الإرهابية الفرصة وقفزت لسدة الحكم, وقامت ثورة 30 يونيو لكنها لم تتمكن فى اللحظة الثورية إلا بالإطاحة برموز الإرهاب من سدة الحكم.

لكن ظلت معركة القضاء على الفساد والإرهاب مؤجلة خاصة أن هذه القوى أصبحت مدعومة دوليا, فقوى الفساد تعمل لدى المشروع الرأسمالى الغربي الذى تدعمه بقوة الولايات المتحدة الأمريكية القوى الاستعمارية الجديدة فى العالم, والإرهاب يعمل بالوكالة أيضا لدى المشروع الأمريكى الصهيونى المدعوم بالمال العربي, لذلك لا يمكننا الآن دخول المعركتين فى ذات الوقت, وعلينا أن نبدأ بإحداهما والمنطق يقول أن الأولوية لابد أن تكون لمعركة الإرهاب لأنها تستهدف أغلى ما نملك وهم أبناء جيشنا المصري البطل فالعمليات الإرهابية تحصد يوميا خير أجناد الأرض وحصيلة شهدائنا تزداد يوما بعد يوم لذلك لابد من الصمود خلف الجيش للقضاء على الإرهاب.

 وعندما تنتهى معركة الإرهاب نبدأ فورا فى مواجهة الفساد الذى توحش بدرجة كبيرة خلال الأيام الماضية لدرجة أنه دخل فى مرحلة انتقام من الشعب الذى ثار علي رموزه فى 25 يناير, وأهم وسيلة يستخدمها رموز الفساد للانتقام هى استمرار نفس السياسات الاقتصادية التى أفقرت الغالبية العظمى من المصريين, لكن صمودنا في وجه الفساد والإرهاب سيسقطهما لا محالة, اللهم بلغت اللهم فاشهد.      

           

Copyrights © assad-alard.com

المصدر:   http://www.assad-alard.com/detailes.php?id=342