لماذا لم يرحل الأسد أو بالأحرى لماذا لم يغادر ؟ بقلم فايز شناني عندما نقارن سوريا قبل السبعينات ومابعدها لابد وأن نلحظ فارقاً كبيراً كان للرئيس الراحل حافظ الأسد دوراً كبيراً فيه لإبراز سوريا دولة قوية ومحورية في المنطقة ، ومن الغباء العربي التقليل من شخصية الرئيس حافظ الأسد مقارنة بالرئيس العراقي صدام حسين ، هذا الغباء الذي يستمر ويترسخ في عقول الأجيال العربية المتعصبة مذهبياً لصدام حسين رغم دمويته وجرائمه بحق أبناء شعبه وشعوب المنطقة . كلامي هذا مدخلاً لأتكلم عن الرئيس بشار الأسد الذي حمل إرث والده الصعب في قيادة سوريا وابقاؤه على تحالفاته السابقة رغم الضغوطات القوية والتي تكللت بحرب مستمرة منذ تسع سنوات
كثيرون طالبوا برحيل الأسد وأكدوا أن أيامه في سوريا والحكم معدودة ، وكثيرون توقعوا رحيله أو بالأحرى سقوط نظامه كما كان يزعمون ، ولكن الأسد بقي في عرينه ولم يرحل رغم كل الضغوطات ، ولم يغادر هارباً وتاركاً سوريا لقمة سائغة أو ( صيدة ثمينة ) كما أرادوها ، الأسد ليس بحاجة لآبار النفط التي يدعي البعض أنها لحسابه ، وليس بحاجة للبوارج الروسية لحماية قصر الرئاسة أو موكبه الشخصي حين يتنقل بين المدن السورية ، أما فكرتم للحظة أن الروسي لا يتحالف إلا مع الأقوياء ؟ ولو لم يكن الأسد قوياً لما تحالفوا معه ؟ ثم أمافكرتم قبل مجيء الروسي لماذا لم تقضم تركيا ( حلب ) وتعتبرها ولاية تركية ؟ ولماذا لم تهجم اسرائيل وتحتل درعا وباقي الشريط الحدودي الممتد حتى الحدود مع لبنان ؟ ولماذا اكتفت أمريكا بتواجد هزيل في المنطقة الشمالية والمتداخلة مع العراق ؟ برأيكم ما الذي منعهم من ذلك ؟ هل كرم أخلاق منهم ؟ أو خوفاً من العرب وجامعتهم العبرية ؟ أم خوفاً من الشرعية الدولية ومنظماتها الأممية ؟ حاولوا أن تجيبوا على هذه الأسئلة وإذا عجزتم تذكروا أن الأسد لديه من القوة ما جعلهم لا يفعلون ذلك وإلا لما ترددوا لحظة ؟ أما لمن لا يعترفون بتلك القوة ( السرية ) ولا يصدقون أن لدى الأسد ما يخيفهم وما يردعهم فعليهم أن يصدقوا كل الإشاعات والأكاذيب التي تروج لرحيل الأسد وربما كما يروج البعض أنه باق لخدمة أمريكا واسرائيل.!! |
||||||||
|