في حفلات الزفاف العربية "الإسرائيلية" .. هل يحضر "الإسرائيليون" لأحداث أيلول جديدة لإنقاذ أنفسهم ؟.. بقلم نارام سرجون


في حفلات الزفاف العربية -الإسرائيلية- .. هل يحضر -الإسرائيليون- لأحداث أيلول جديدة لإنقاذ أنفسهم ؟.. بقلم نارام سرجون لاشك ان عقدة الخراب هي التي تحكم العقل الباطن للاسرائيليين .. ورغم ان هذه العقدة تخلق نوعا من التماسك بين جماعات اليهود بسبب الخوف من الآخر الا انها أيضا نقطة ضعف رهيبة .. فكل اسرائيلي ورغم انه يتمتع بحماية الدنيا وهو يسرق ويقتل ويدمر ورغم كل خطابات العنتريات الاسرائيلية الا ان المجتمع في أعماقه مجتمع مأزوم وقلق ومتوجس من الغد .. وتكمن نقطة ضعفه في نوعية المواعظ والدروس التي يلقنها لأبنائه وصغاره .. فهو رغم انه يحقنه بفكرة الشعب المختار المتفوق الا انه يلقن اليهودي ومنذ صغره قصصا عن السبي والويلات التي تعرض لها اليهود والمذابح .. وهو يربي أبناءه تربية قائمة على القلق واللااطمئنان من الغد وان الغد قد يحمل مفاجآت وخيولا تجر عربات مملوءة بالاصفاد ليكون السبي الجديد .. فتجد السلوك الاسرائيلي تجاه الفلسطينيين والعرب ملئيا بالكراهية ومليئا بالخوف وبالتالي بالعنف الاقصى والتمادي في القتل واستسهاله .. لأن الفلسطيني والعربي عموما هو الذي سيكون على تلك العربات التي تجرها الخيول في المخيلة اليهودية والتي ستسبي بني اسرائيل وتدمر الهيكل الذي يزمع ان يقيمه .. واسرائيل تدرك انها ضعيفة للغاية وانها لاتستطيع ان تقامر وتراهن على النوايا الطيبة والاحلام والوعود .. فهي تريد امانا صلبا ولو تطلب ذلك حفر خندق حولها بعرض البحر الاحمر .. او القاء سورية والعراق ومصر في البحر .. وهذا مايفسر كيف انها ورغم معاهدة السلام مع مصر الا انها تحاول خنقها بمشاريع تحويل مياه النيل وحبس الماء كي تتحول مصر الى دولة مستعبدة مائيا تكون مفاتيح صنابير المياه في اسرائيل .. وهي لاتكتفي بتدمير العراق بل تريد ان يباد العراقيون بالحروب البينية كي تنتهي وتنقرض هذه السلالة في المنطقة التي أنجبت في الماضي نبوخذ نصر ونارام سن .. اليوم لايبدو ان الاسرائيليين مرتاحون لما يحدث من تغيرات في المنطقة رغم كل مظاهر الاحتفال بمهرجانات سرقة المدن وحفلات توقيع ترامب .. بل ان هذه المظاهر الاحتفالية قد تعني اخفاء القلق العميق .. رغم كل أعراس الزواج بين نتنياهو وعروساته العربيات في الخليج العربي اللواتي يدخل بهن بالجملة مثنى وثلاث ورباع .. لأن نتنياهو يعرف الحقيقة القاسية وهي ان هذه المراسيم الترامبية وهذه الزيجات الخليجية لن تغير شيئا في المنطقة .. فهو موجود في القدس والجولان وتواقيع ترامب لن تغير من قرار الفلسطينيين والسوريين بدحر الاسرائيليين لاستعادة هذه الاراضي مهما طال الزمن .. وأن أهم توقيع يجب ان يحصل عليه الاسرائيليون لامتلاك الجولان هو توقيع الشعب السوري او ممثليه .. وليس توقيع ترامب .. وكذلك بالنسبة للقدس .. ومايفعله نتنياهو هو ان زواجاته السرية ونكاح المسيار بينه وبين الدول العربية خرجت للعلن فقط لأنها كانت قبل ذلك في الظلام منذ عشرات السنوات .. فالمملكة العربية السعودية ومعها دول الخليح المحتل قاتلت مع اسرائيل في كل حروبها سرا .. فهي التي قاتلت مشروع عبد الناصر وحرضت عليه عام 67 وهي التي قاتلت مشروع البعث في سورية والعراق وهي التي قاتلت مشروع الخميني في ايران وهي التي قاتلت الاتحاد السوفييتي الذي كان يدعم العرب في مشروعهم المناهض لاسرائيل وهي التي قاتلت مشروع حزب الله في لبنان وهي التي قاتلت مشروع القذافي في افريقيا الكبرى كعمق للعرب .. ولذلك فان مايحدث اليوم هو فقط اشهار للزواج فقط ولن يغير من الحقيقة القاسية على اسرائيل وهي انها تواجه مرحلة صعبة جدا في نجاح سورية وايران ولبنان في التواصل عبر العراق وتأسيس بداية جسر عملاق خلفه البر الآسيوي والفضاء الاوراسي الهائل حتى بحر الصين وله أجنحة في أميريكا الجنوبية والوسطى .. هذه هي الحقيقة .. والحقيقة الاخرى ان امكانات اسرائيل العسكرية محدودة أمام هذا المجال الهائل وتبين ذلك في حرب 2006 حيث فشلت اسرائيل في قهر مجموعة مقاتلة صغيرة من حزب الله وتحطيمها .. ورغم ان اسرائيل أفلحت في جر اميريكا لتحطيم العراق الا انها فوجئت انها فشلت في تكرار الامر للتدخل مباشرة بقواتها في الحرب السورية .. واكتشفت اسرائيل انها لاتقدر على المغامرة بنفسها في الحرب على سورية رغم ان سورية كانت محاصرة منهكة لكن الأسرار والرسائل التي تلقتها اسرائيل جعلتها تتصرف بحدود الحذر المطلق والهوامش المتاحة الصغيرة .. لأن الرسائل التي وصلتها من محور المقاومة كانت في منتهى الحسم وهي ان اشتراكها هي او تركيا في الحرب بشكل مباشر سيكون امام محور المقاومة خيار شمشمون فقط .. أي القاء كل مافي مخازن السلاح على اسرائيل طالما ان القضية قضية حياة او موت للشعب السوري .. لأن هزيمة الشعب السوري في هذه الحرب ستكون نهائية وقاضية وتحدد خارطته وخارطة المنطقة لقرون قادمة لن يكون من السهل تغييرها .. لم يعد أمام اسرائيل سوى خيار واحد وهو أن تورط قوة عظمى في حروبها على أعدائها الخطرين في اللحظات الحاسمة .. وباسترجاع خيارات اسرائيل نجد انها كانت أمام هذا الخيار عندما اندلعت الانتفاضة الفلسطينية وتفجرت مدن اسرائيل وصار الاسرائيليون يهربون ويتركون المستوطنات فارغة .. وفوق كل ذلك ظهر العالم كله متفهما للعنف الفلسطيني لأول مرة وقادرا على احترامه لأنه من اجل الحرية .. فكان لابد من عمل يلصق بالعدو العربي كي تنقذ اسرائيل نفسها وتنقذ سمعتها وتأتي بالعالم ليقف معها ويتفهم عنفها ويحترمه .. فكانت أحداث 11 أيلول التي أنقذت اسرائيل .. وظهر الاسرائيليون وكأنهم يقاتلون القاعدة ويدافعون عن أنفسهم تجاه القاعدة التي فجرت انتحاريين في أجواء وأبنية اميريكا وهي منبثقة عن اعمال الفلسطينيين الانتحاريين في شوارع تل أبيب .. وبالفعل فان الانتفاضة الفلسطينية منيت بهزيمة منكرة في أحداث سبتمبر لأن العالم أحس بالنفور من العرب والمسلمين وفقد التعاطف مع اي قضية لهم وتراجع زخم العمليات الاستشهادية وسقط منطقها امام العالم وتحولت من أعمال فدائية يتفهمها العالم بل ويحترمها الى عمل مشين مرفوض ومدان ويؤشر على عدوانية العرب والفلسطينيين .. وكانت جائزة الاسرائيليين الكبرى في انهاء الانتفاضة الفلسطينية وفي ان تقوم اميريكا بالنيابة عنهم بتدمير العراق .. أحد الثيران الثلاثة التي توجه قرونها نحو بطن اسرائيل .. اليوم تبدو اسرائيل في موقف مشابه لحالها قبل احداث ايلول 2001 .. وليس مبالغة ان وضعها أشد حرجا فهناك قوات كبيرة في الشمال مدربة جدا وأثبتت الحرب ان عمليات الاقتحام صارت من اسهل عمليات الحرب لدى هذه القوات في الشمال .. كما ان الجبهة الشمالية بمكوناتها السورية والايرانية وحزب الله طورت أخطر انواع حروب الصواريخ الدقيقة ذات التدمير الواسع وجاءت بروسيا الى المنطقة وأعادتها كطرف مؤثر في الصراع وان كان على هامش الصراع ظاهريا .. ولابد لاسرائيل من عمل يستدعي عودة اميريكا لتغامر من اجل اسرائيل .. وفي هذا الفيديو المرفق تبدو الصورة واضحة فالجيش الاميريكي قبل احداث ايلول حذر من امكانات الموساد الهائلة في الاعتداء على الاميريكيين والصاق التهمة بالعرب والمسلمين .. ونجح في اقناع العالم ان العرب والمسلمين يريدون مواجهة الدنيا كلها .. واسرائيل اليوم أمام خيار وحيد للنجاة من نتائج الربيع العربي التي أفرزت معادلة عسكرية في غير صالح اسرائيل شمالا .. وهذا الخيار هو ان تصدم اميركا بمحور المقاومة قسرا .. عبر عملية قاسية وشديدة الاثر في قلب اميريكا على غرار احداث سبتمبر .. وبغير ذلك لن تبرر السياسة اي عمل عسكري أحمق ضد محور المقاومة .. وربما ستستفيد اسرائيل من اغتيال الشهيد قاسم سليماني وتعتبر ذلك انه الحدث المؤسس للسيناريو الذي تصممه .. فسيبدو اي عمل ارهابي كبير في اميريكا منسوبا لايران على انه انتقام كبير لسليماني .. وسيقبل العالم المغفل هذا التفسير .. وتترك اسرائيل تفاعلات الحدث العفوية والتلقائية كما هي لعبة الدومينو التي تتهاوي فيها الحجارة تلقائيا واحدا وراء الاخر الى ان تصل الى الحجر الاخير والهدف المطلوب .. ربما كان على ايران ألا تنتظر المواجهة في العراق وألا تكتفي بضرب عنيف لقاعدة عين الاسد بل ان تقوم بحرب فورية لاخراج الاميريكيين نهائيا من العراق واعتبار ان ذلك هو ثمن سليماني ..أما بقاء الثمن بلا تسديد فان اسرائيل قد تسدد لايران الثمن في اميريكا من اجل توريطها في حرب مع اميريكا نيابة عن اسرائيل .. نحن ندرك ان محور المقاومة أصلب وأشد وهذا سبب كاف لنصدق ان اسرائيل في ورطة وجودية وفي نقطة قاتلة من الزمن .. وعلى المحور أن يكون رده هذه المرة على اسرائيل وتهديدها بأن اي عمل باسم ايران او محور المقاومة في الغرب سيفهم على انه تحريض عنيف ولن يكون حله الا بضربة خيار شمشون نهائية على اسرائيل .. هذا الشرق لن يطمئن ولن يعرف السلام ولا الأمن طالما ان هناك مجنونا يسكنه هو العقل الاسرائيلي المتوتر المسكون بالرعب .. وطالما انه هناك مضطربا نفسيا ترسخت فيه عقدة التهجير والسبي والملاحقة .. ووجود هذا النوع من المختلين انسانيا ونفسيا هو أخطر أنواع التجمعات السكانية .. ويجب ان تتم معالجته والا حوّل كل الشرق الى مشفى للمجانين والمضطربين نفسيا على شاكلته بعدوى السلوك .. أو حوله الى مقبرة جماعية لكل اعدائه .. ولنفسه أيضا ..

Copyrights © assad-alard.com

المصدر:   http://www.assad-alard.com/detailes.php?id=711