سلحفاة وحلزون أردوغان.. كلمتان تلخصان كل حكايته مع حرب غزة.. (صح النوم).. بقلم: نارام سرجون


سلحفاة وحلزون أردوغان.. كلمتان تلخصان كل حكايته مع حرب غزة.. (صح النوم).. بقلم: نارام سرجون

كم انتظرت غزة الرجال الذين وعدوها بالوصول.. وتذكرون يوما عندما كان أبو الفوارس أردوغان يصول ويجول في ليبيا وسورية والعراق يريد |أن يبني الامبراطورية التي انقرضت وانضمت الى متحف الديناصورات وهو يظن انه سيستنسخها في تقنية الربيع العربي لإعادة ترميم شريط الجينات الذي في دمه العثماني.. يومها كان اردوغان يريد ان يصلي في الجامع الاموي.. وفي كل مساء ينام الناس وهم يتوقعون ان الرجل سيصل إليهم وسيرونه على التلفزيون يؤدي صلاة الفجر فيما رياض الشقفة يؤذن في الناس.. ولكن طال انتظار أنصاره ومرتزقته وتوضؤوا ملايين المرات.. ولم يصل اردوغان .. ولم يصلّ..


غزة خالد مشعل يومها انطلت عليها الشعارات وأوعز خالد مشعل لمكتبه ان يكتب لافتة تقول: “غزة تنتطر الرجال”.. ووضع صورة اردوغان وشلته الاخونجية .. ولكن وقعت حروب غزة ثلاث مرات ولم يصل الرجال.. ولم يصل اي رجل.. وطبعا لم يصل اردوغان .. ولو أن اردوغان امتطى صهوة سلحفاة أو صهوة حلزون وانطلق من إستانبول الى غزة منذ تلك اللحظة لوصل الى غزة.. ولو تابعت سلحفاته او حلزونه المسير لوصل اردوغان الى استراليا.. ولفّ حول الكرة الارضية عدة مرات.. وربما وصل الى القمر مع الكلبة الروسية لايكا.. ولكن اردوغان وقع عن صهوة الحلزون الذي وصل دون فارسه..


واليوم وقعت حرب غزة والطوفان.. وتوقع الناس أن يستجمع أردوغان شجاعته.. من الأيام الاولى.. وأن يقول جملة مفيدة.. وان يقول ان المآذن رماحنا والقباب خوذاتنا.. وأنه سيطلب من ارهابييه في ادلب ان يستعدوا للهجرة الى غزة فهو مفتون بهجرة المسلمين السوريين ولكن الى أوروبة وهجرة الارهابيين المؤمنين الى سورية.. وتوقع البعض أن يستعيد بعضا من مرتزقته في ليبيا او ناكورنو كاراباخ .. ولكن هيهات..


مرت الايام والأسابيع.. ولكن اردوغان استجمع كل شجاعته .. وأطلق طريقته المفضلة في العنترية عبر خطابات ومظاهرات تتنافس في حجمها .. مثل أكبر مظاهرة اسلامية في استانبول .. وهي لاشيئ فيها سوى انها ضخمة بلا مفعول .. أي على وزن أكبر صحن تبولة .. وأكبر صحن حمص .. وأكبر صحن فتوش .. وفعلا خرجت أكبر تظاهرة في استانبول على نكهة خطابات اردوغان .. ولكن لم يطلب اردوغان سحب السفير التركي من تل ابيب او حتى استدعاءه .. ورأى السلطان بأم عينيه ان غزة تجوع وشعبها يأكل الحشائش .. ولكنه لم يحاول ان يعرّض الاسرائيليين لنفس مشاعر الجوع حتى لنقص البيض .. فوصلت السفن التركية التي تحمل المواد الغذائية التي فقدت من الاسواق الاسرائيلية بسبب زج المزارعين الاسرائيليين في الحرب وفقدان الانتاج الزراعي .. وكان البيض التركي المسلم على موائد الصباح الاسرائيلية التي تطعم أطفال الاسرائيليين البيض الى جانب الأفطار التركي السخي .. وكانت جثث الشهداء في غزة تنظر مذهولة الى السلطان .. صاحب أكبر صحن فتوش أنتجته تركيا في مظاهرات استانبول التي لم توصل سندويشة واحدة الى غزة او صحن فول مدمس.. وصاحب أكبر جيش اسلامي .. وأبو الربيع العربي .. والثوار العرب..

ومرت شهور سبعة وصاحبنا لايفكر حتى باستعمال وزن تركيا الناتوي للضغط على الامريكيين ليوقفوا المجزرة .. وانتظر ان يوقفها حزب الله نيابة عنه .. الى ان وقعت الضربة الايرانية والتي أظهرت ان اردوغان في منتهى الجبن .. فايران تتحدى اميريكا .. والحوثيون يتحدون اميريكا والسوريون تقصفهم اميريكا كل يوم وهم لايتوقفون عن تهريب السلاح للفلسطينيين .. ويسمحون لكل من يريد ضرب اسرائيل ان يحصل على سلاحهم..
بعد سبعة أشهر فطن أردوغان ان هناك تجارة مع الاسرائيليين .. ولما عرف ان الحرب تقترب من نهايتها وأن غزة تقترب من كسر رأس اسرائيل .. استدعى اسماعيل هنية .. والتقط معه الصور التذكارية .. وزعم انه سيوقف التجارة مع اسرائيل .. ولكن السفير سيبقى .. وسبب بقائه هو انه بحاجة لتنظيم التجارة السرية والاتفاقات السرية..
يعني كما ان بلينكن وصف العرض الاسرائيلي لايقاف الحرب دون تنازلات بأنه عرض سخي .. فان نفس الوصف يليق بعرض أردوغان بعد 8 أشهر من الحرب .. فأقل مايقال فيه أنه سخي..


لكن الحقيقة أنني احترت كيف ألخص سيرة حياة أردوغان في الحرب .. ووصوله الى قرارات سخية جدا.. الا انني وجدت اغنية تليق جدا بحالة أردوغان .. هي أغنية .. صح النوم .. التي أهديها اليه.. والى الشعب التركي الشقيق!!


فعلا .. صح النوم ….. ياأردوغان … صح النوم ياتركيا ….. صح النوم يا أرض الخلافة …. صح النوم يا قرة عين المسلمين .. صح النوم يارجال لم يصلوا .. ولن يصلوا..

Copyrights © assad-alard.com

المصدر:   http://www.assad-alard.com/detailes.php?id=954