كتب حاييم رامون ، مقالا عن سير الحرب على غزة. توصل إلى أن اسرائيل على حافة الهزيمة الاستراتيجية نظرا لفشل المنظومة العسكرية والسياسة في تحقيق أهداف الحرب التي روجت لها الحكومة. قال في مقاله الذي نشرته صحيفة معاريف إنه منذ بداية العملية البرية في 27 أكتوبر، قام مجلس الوزراء الحربي وهيئة الأركان العامة بتضليل الجمهور بكلمات غير واضحة وأنصاف حقائق. الآن، في ظل الصراعات بين أعضاء مجلس الوزراء الحربي وبعد الفشل الاستراتيجي في الحرب، فقد حان الوقت لكشف الحقيقة المرة. يقول بعد السابع في تشرين الأول/أكتوبر، حددت حكومة الحرب أربعة أهداف للحملة: إسقاط قوة حماس العسكرية؛ وإزالة التهديد لإسرائيل؛ بذل أقصى الجهود لحل قضية الرهائن وحماية حدود البلاد، وبعد أن قتل الجيش العديد من المسلحين وتدمير القطاع لكن من الواضح للجميع أن اهداف الحرب لم تتحقق. كذلك فإن الكابنيت لا توجد لديه خطة لكيفية تحقيق هذه الأهداف في المستقبل المنظور ويضيف رامون على الرغم من الضرر الذي لحق بقوتها، فإن حماس لا تزال واقفة على قدميها. وفي كل منطقة من قطاع غزة انسحب منها الجيش الإسرائيلي، نجحت حماس في إعادة بسط سيطرتها العسكرية، وقد عاد مقاتلوها إلى خان يونس، حيث عمل الجيش الإسرائيلي لعدة أشهر، وحتى في شمال قطاع غزة. التي هاجمها الجيش الإسرائيلي بكل قوته، هناك ما بين 4000 إلى 5000 مقاتل من حماس. وفي كانون الأول/ديسمبر، أوضح الجيش كذلك أن العملية في جباليا أدت إلى تفكيك القدرة العسكرية لكتيبة جباليا ولواء الشمال التابعين لحماس العاملين في المنطقة، ولكن في الغارة الثانية على جباليا، فوجئ الجيش بالعدد من مقاتلي حماس الذين بقوا هناك وحجم النيران التي تمكنوا من إطلاقها. وسنتفاجأ مرة أخرى بقوة الكتيبة عندما نعود إلى جباليا في المرة القادمة. في الأشهر الأخيرة، يضيف كاتب المقال، أطلقت حماس عشرات الصواريخ على إسرائيل، بعضها تم إطلاقه من شمال القطاع، الذي انسحب منه الجيش الإسرائيلي، ومن وجهة النظر المدنية، تسيطر حماس بشكل شبه كامل على القطاع وتشرف على توزيع المساعدات الإنسانية (على سبيل المثال، أوضح الضابط الذي يقود القتال في منطقة جباليا أن "مخيم اللاجئين في جباليا وسوق جباليا كانا نشيطين بشكل خاص حتى مساء السبت، وكانت حماس تسيطر بالكامل هنا. ولا يزال معظم المختطفين في قطاع غزة، وتبين أن الحجة القائلة بأن الضغط العسكري سيؤدي إلى إطلاق سراحهم غير صحيحة. كذلك يخشى عشرات الآلاف من الإسرائيليين العودة إلى منازلهم في غلاف غزة، فضلا عن تدهور وضع إسرائيل الدولي على نحو متزايد. يقول رامون على الرغم من الإنجازات التكتيكية التي حققها الجيش في الميدان، إلا أن الكابنيت الحربي وهيئة الأركان العامة فشلاً ذريعاً في تحقيق أهداف الحرب، ونحن الآن على حافة الهزيمة الاستراتيجية. واضاف " أصبحت الحرب واضحة للجميع، يواصل الجيش الإسرائيلي استراتيجيته الفاشلة المتمثلة في الهجوم ومن ثم التراجع وعدم القيام بأي محاولة للسيطرة على الميدان. ومع ذلك، فإن وسائل الإعلام، وخاصة المعلقين على الشؤون العسكرية والمراسلين العسكريين، يخفون عن الجمهور حقيقة فشل الجيش. وتابع قائلا:" الجيش الذي لم يتمكن خلال ثمانية أشهر من القتال من إخضاع أضعف أعداء دولة إسرائيل. لذلك من المهم توضيح الإخفاقات الرئيسية في إدارة الحملة، لأنه بهذه الطريقة فقط قد يكون من الممكن تغيير الوضع. ولا تزال حماس قادرة على إطلاق الصواريخ على غوش دان وهشارون. وبحسب خطة الحرب التي تم إعدادها في هيئة الأركان العامة، من المفترض أن يقوم الجيش الإسرائيلي بعملية عسكرية في قطاع غزة لمدة عام كامل أو أكثر. ورغم أن الفترة الزمنية التي حددتها هيئة الأركان العامة في خطتها تشير إلى عدم فهم كامل للساحة الدولية - وكذلك مخزون الذخيرة الموجود - إلا أن هذه الخطة تمت الموافقة عليها من قبل مجلس الحرب منذ أشهر طويلة. رغم فشل استراتيجية "الانسحاب بعد الاستيلاء" حيثما تم تنفيذها، في معظم مناطق وأحياء قطاع غزة، قام رئيس الأركان مرة أخرى بإخراج قوات الجيش الإسرائيلي من أحياء دخلها الجيش أكثر من مرة وتفاجأ بقوة وعودة مقاتلي حماس. يضيف رامون' الجيش سيضطر إلى العودة إلى حي الزيتون للمرة الرابعة، وأحياء أخرى ربما في الشهر المقبل نتيجة فشل الخطة العسكرية لهئية الاركان. فشل بدون دروس يتابع كاتب المقال أن الكابنيت عارض إنشاء حكومة عسكرية مؤقتة في المناطق التي يحتلها الجيش، على الرغم من أن هذه كانت الطريقة الوحيدة الممكنة التي يمكن من خلالها الإطاحة بالحكم المدني لحماس في قطاع غزة. يضيف " غالنت الذي عارض بشدة الحكومة العسكرية المؤقتة، خرج بعدد من المخططات الوهمية لبديل حكومي في قطاع غزة. مؤخرا، توصل يوآف غالانت إلى خطة جديدة، يتم بموجبها الاعتماد على عناصر محلية تدير المساعدات في غزة لكن تلك الخطط لن تنجح لأنها ستصطدم بألاف مقاتلي حماس الذين ما زالوا ينشطون في القطاع. واضاف " وككل البرامج الوهمية السابقة التي تلاشت دون أي إنجاز، فإن برنامج "غزيون بالبنادق" الجديد لن يحقق شيئا وسيختفي قريبا." إضافة إلى مقترحات تقدم بها نتنياهو وغانتس حول بديل حماس في غزة بدءا من إنشاء إدارة أمريكية - أوروبية - عربية - فلسطينية تتولى إدارة قطاع غزة بشكل مدني وتضع الأساس لبديل مستقبلي "لا يكون حماس". ولا عباس"، ونتيجة لإصرار المستوى السياسي والمستوى العسكري على عدم تشكيل حكومة عسكرية مؤقتة، لم يتم التوصل إلى حل فعال. ووفقا للمقال فإن رفض مجلس وزراء الحرب وهيئة الأركان العامة تشكيل حكومة عسكرية ضمن استمرار حكم حماس المدني، سمح لحماس بالسيطرة على المساعدات الإنسانية طوال الحرب، وساهم أيضًا في قرار المحاكم في لاهاي لإصدار أوامر اعتقال ضدنا. ومن قائمة الإخفاقات المذكورة أعلاه، يقول الكاتب " يبدو أن إسرائيل تواجه هزيمة استراتيجية لم تتعرض لها من قبل، وما زال كبار القادة السياسيين والعسكريين يواصلون تغذية الجمهور بالأوهام وكأن العملية المحدودة في رفح ستكون النهاية. النقطة الحاسمة في الحرب ففي نهاية المطاف، حتى لو ألحق الجيش الإسرائيلي أضراراً جسيمة بكتائب حماس الأربع في المدينة، فكيف سيغير ذلك الوضع العام للحملة؟ ففي نهاية المطاف، تنوي هيئة الأركان العامة الاستمرار في نفس الاستراتيجية التي اتبعتها طوال الحرب، وهي الانسحاب من رفح مباشرة بعد سيطرة قوات الجيش الإسرائيلي عليها. ويقول رامون ": لقد فشلت هذه الاستراتيجية فشلاً ذريعاً في تحقيق أهداف الحرب في مدينتي غزة وخانيونس، فهل ستحققها في رفح فجأة؟ وحتى محور فيلادلفيا الذي اضطررنا لاحتلاله في الأيام الأولى من الحرب والسيطرة عليه منذ ذلك الحين، لا توجد نية لاحتلاله بشكل دائم، رغم أنه خط الإمداد الوحيد لحماس. إذن ما هي الدروس التي تعلمها الكابنيت الحربي وهيئة الأركان العامة من إخفاقاتهم حتى الآن؟ يلخص الكاتب قائلا:" بعد أن ارتكب مجلس الوزراء الحربي ورئيس الأركان كل الأخطاء في هذه الحرب، فقد عقدوا العزم على الاستمرار في ارتكاب المزيد من الأخطاء. يواصلون الترويج للجمهور بأننا على بعد خطوة واحدة من "النصر الكامل" بينما نحن على بعد خطوة واحدة من الهزيمة الاستراتيجية. وازاء هذا الفشل على الجميع تقديم استقالته بدءا من نتنياهو والباقون. يختم رامون بالدعوة إلى احتلال قطاع غزة بالكامل وإقامة حكم عسكري في حال رفضت حماس صفقة تبادل الأسرى الاخيرة. ويتابع" تقوم اسرائيل بالدعوة إلى إقامة مؤتمر دولي بمشاركة الولايات المتحدة والدول العربية المعتدلة، بما فيها السلطة الفلسطينية، من أجل تحديد الهيئة الحاكمة التي ستحل محل الحكومة العسكرية الإسرائيلية المؤقتة (السيطرة الأمنية على القطاع). تبقى في أيدينا). سيشكل هذا البرنامج إجماعا شعبيا واسعا في إسرائيل". ووفقا لرامون " بل سيكون بوسع إسرائيل أن تطالب بدعم الولايات المتحدة والدول العربية المعتدلة في خطة تقدم نهاية كاملة للحرب. وهكذا، فإما أن نحقق عودة جميع المختطفين، أحياء وأموات، مقابل ما اتفقنا عليه، أو أن نحتل القطاع بأكمله بشرعية دولية واسعة وسنتمكن من تحقيق الهدف الرئيسي المتمثل في الحرب وهو إسقاط حكم حماس وتدمير قدرتها العسكرية وكالات |
||||||||
|