ما تفاصيل ليلة الانقلاب الوهمي في سورية؟.. المجموعات المسلحة دخلت حلب وتقدّمت دون قتال وأعلنت سُقوط حماة وفشلت في دخولها والجيش السوري بدأ استيعاب الهجوم منذ صباح اليوم.. الولايات المتحدة تتنصّل من وقوفها خلف الهجمات وإيران تتحرّك باتجاه دمشق وأنقرة.. بقلم: نور علي ليلة أمس كانت عصيبة على سكان العاصمة دمشق، سرت الإشاعات مثل النار في الهشيم، وحسب رصد “رأي اليوم” طول ليلة أمس للأحداث واضح أنها ليست مجرد شائعات عشوائية، إنما عمل منظم لبث الرعب والفوضى في العاصمة، أول تلك الأخبار ما تسرب عن غياب الرئيس الأسد عن البلاد، وان هذا دليل ان الأمور فلتت من عقالها، وان شئيا ما يحدث، ثم تواردت الانباء عن اطلاق نار في شوارع العاصمة، بينما لم يكن هناك أي تحرك داخل دمشق، ثم اعلن عن سقوط مدينة حماه بعد حلب بيد الجماعات المسلحة، ولم يكن هناك على الأرض أي تحرك باتجاه المدينة، الاشاعات قالت أيضا ان فرق عسكرية سورية انشقت وانضمت للمجموعات المسلحة، وقالت إن حمص بدأت تشهد تحركات عسكرية. وساعد بانتشار هذه الأخبار بين السكان في المدن السورية غياب الاعلام الرسمي السوري عن تقديم أي رواية واكتفى بنقل بيانات صادرة عن القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة تقول إن الجيش يتصدى للمجموعات الإرهابية المتقدمة. كل ذلك جرى على وقع تقدم سريع وغير متوقع من الجماعات المسلحة أسفر عن سقوط مدينة حلب العاصمة الاقتصادية للبلاد دون قتال وخلال 24 ساعة فقط وتقدم المجموعات نحو الأرياف حماة وإدلب. لا يوجد حتى الآن أي تفسير لما جرى، ولماذا لم تقاتل الفرق العسكرية الموكلة حماية المدينة، وسط صدمة من تسارع الأحداث بشكل مفاجئ. في ساعات متأخرة من ليلة أمس تم الإعلان عن زيارة وزير الخارجية الإيرانية عباس عراقجي دمشق الأحد، وانتقاله إلى تركيا، ثم تلقى الرئيس الأسد اتصالا من رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد أكد خلاله الأسد أن سورية قادرة على وقف زحف المجموعات الإرهابية وحماية وحدة وسلامة الأراضي السورية، وهو ما اشاع أجواء من الاطمئنان ودحض الشائعات عن حدوث انقلاب او احداث غير طبيعية تجري في سورية. كما بحث الأسد في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، التطورات الأخيرة في سورية والتعاون في مجال مكافحة الإرهاب، وأكد رئيس الوزراء العراقي خلال الاتصال أن أمن سورية والعراق هو أمن واحد، مشدداً على استعداد العراق لتقديم كل الدعم اللازم لسورية لمواجهة الإرهاب وكل تنظيماته، مؤكداً تمسُّك بلاده باستقرار سورية وسيادتها ووحدة أراضيها. ومنذ فجر هذا اليوم بدأ الجيش السوري حسب المصادر في الميدان بعملية بناء خطوط دفاعية لوقف زحف المجموعات المسلحة وقضمها المزيد من القرى والمدن. وقال بيان للجيش إنه قام بتعزيز الوحدات العاملة في ريف حماة الشمالي وإقامة خطوطها الدفاعية، وتصدت خلال الليلة الماضية للتنظيمات الإرهابية، ومنعتها من تحقيق أي خرق في المنطقة. وذكر مصدر عسكري أن “وحدات من قواتنا المسلحة العاملة على اتجاه ريف حماة الشمالي قامت خلال ليلة أمس بتعزيز خطوطها الدفاعية بمختلف الوسائط النارية والعناصر والعتاد، وتصدت للتنظيمات الإرهابية، ومنعتها من تحقيق أي خرق”. وأضاف البيان: إن “قواتنا المسلحة تمكنت من تأمين عدد من المناطق بعد طرد الإرهابيين منها، أهمها قلعة المضيق ومعردس، حيث قضت على العشرات منهم، ولاذ بقيتهم بالفرار”. من جهته أكد محافظ حماة كمال برمو أن جميع الجهات الحكومية في المحافظة تعمل كالمعتاد داعياً المواطنين إلى عدم تصديق ما يشاع من أخبار مضللة وكاذبة حول حماة. بدوره قال قائد شرطة محافظة حماة اللواء حسين جمعة: إن كل ما تنشره وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي المغرضة غير دقيق وغير صحيح، لافتاً إلى أن كل رؤساء الأقسام والفروع والمناطق مع ضباطهم وعناصرهم بأماكن عملهم ومعنوياتهم عالية جداً. وصرح وزير الخارجية الإيرانية عباس عراقجي قبل مغادرته طهران الى سورية، بانه قادم الى دمشق حاملا رسالة من إيران الى الحكومة السورية، وإيران تدعم الجيش والحكومة بشكل قاطع في سورية. وأضاف عراقجي نحن لا نفرق بين الكيان الصهيوني والإرهابيين ونعتقد ان العدو بعد خسائره يحاول اليوم الوصول الى مآربه عبر زعزعة امن المنطقة على المجموعات الإرهابية. في المقابل قالت الولايات المتحدة تعليقا علـى الأحداث في سورية إن لا علاقة لها بالهجوم الذي تقوده هيئة تحرير الشام الإرهابية في سورية، وقال البيت الأبيض أن رفض حكومة الرئيس السوري المشاركة في العملية السياسية واعتماده على روسيا وايران أديا إلى انهيار خطوطه الدفاعية. ومن المرتقب أن تشهد سورية تطورات متسارعة في الشقين السياسي والميداني. |
||||||||
|