عاجل

مياه الشرب تهدد الأميركيين بـ"أمراض خطيرة"    هل زودت تركيا إسرائيل بالمعلومات لصد الهجوم الإيراني ؟    الميادين: نيران من لبنان باتجاه هدف عسكري في محيط عرب عرامشة    

عودة اللاجئين .. بقلم يامن أحمد

2020-11-16

يكاد لايعبر حدث سوري حتى نجد أنفسنا في مواجهة حدث آخر تسطو عليه طقوس المجهول ليفارقه الوضوح تاركا مشاعا مهولا يمشطه أسرى التكهنات بالتساؤلات ولابد هنا من إظهار الحقائق بعودة اللاجئين مع أننا إن قمنا بمسح فكري بسيط لمجريات الواقع الإقتصادي السوري سوف ندرك بأنه لا مجال سهل لإستيعاب فائض جديد من السوريين القادمين من الخارج فما هي القضية إذا؟؟ تمهلوا ودققوا بالتالي:

منذ سنين و التسخيف المدروس والممنهج لمايجري ضد سوريا تقوده الحرب الإعلامية حيث يعمل على نفي حجم الحرب الخارجية على سوريا ومن ثم جعلها حربا بين الدولة والشعب وهذه الحرب على الرغم من سخافتها في الشكل إلا أنها أخبث حرب إعلامية واجهتها سوريا حيث يستميت العاملين في هذه المعركة القذرة على إظهار الحرب أنها صراع قميء داخلي مادي حقير على السلطة تقوده الدولة ومن يناصرها و هذا أخطر مافي الأمر فهي تسقط حجم الحرب العالمية على سوريا لتسقط شرف المواجهة الذي تكسبه دمشق و هي تضاهي بهذا التزوير ما قام به التحريض الدموي وهذه المعارك الخبيثة التي يقودها المشغل ويحققها له المسحوقون عقليا واخلاقيا عبر برامج اعلامية ساخرة لم تنل شرف محاولة زرع حبة قمح في أرض سوريا .كل هذا الإعلام مهمته ليست فقط محاربة الدولة السورية بل الإبقاء على حيز كبير في أذهان اللاجئين السوريين لثقافة الشتم والسخرية والتقزيم لما تواجهه سوريا وبالتالي نفور السوريين في الخارج من دولتهم كضامن لعودتهم وليست طرفا ومن ثم تحريضهم على عدم العودة وبقاء سوريا بمن فيها فقط.

اليوم هؤلاء أنفسهم وعلى رأسهم المدعو فيصل القاسم يقومون بتنفيذ حملة اعلامية قميئة ضد اللاجئين والدولة معا وضد من غادر سوريا مع رؤوس أمواله والتي اقام بها المشاريع في الخارج وهنا سوف افسر لكم لماذا هذه الحرب الكبرى لإقناع اللاجئين بعدم العودة فهل يجيء فاسق الإعلام النفطي بنبأ مجان حبا بالسوريين أوخشية عليهم ،؟؟

أولا : قوة سوريا في قوة الزراعة فمهما كان المستقبل النفطي قويا لا تكتمل قوة سيادة الأمة إلا بوفرة زراعتها وسوريا اليوم تفتقد لعشرات الألاف من الأياد العاملة والتي هجرت أراضيها الزراعية ومنهم من لايملك الأراضي بمساحات كبيرة بل لديه خبرة الزراعة وإعادة الأراضي للزراعة وهؤلاء هم من المهجرين اللاجئين في الخارج اليوم وعودة اللاجئين تعني عودة القوة الزراعية التي تمنح سوريا قوة عظمى في النهوض وإستعادة سوريا لدورها الزراعي الذي سلبته تركيا منها وعودة تصديرها للفائض الزراعي إلى دول الخليج فالسعودية كانت تستورد و تستثمر في تركيا آلاف من الدونمات الزراعية لكي تستجر الخضار والفاكهة واليوم نحن البديل الاقرب والأفضل استراتيجيا في انعدام تقوية اقتصاد التركي المعتدي بعد تموضع الخلاف السعودي التركي لصالح دمشق كما يعرف المنتج الزراعي السوري بتفوقه وله سمعته في اسواق الخليج وغيره .وبعيدا عن موضوع التصدير فنحن في أمس الحاجة لقوة الداخل بتوفر فائض المحاصيل الزراعية وهنا يكون قرار عودة اللاجئين قرار حياة وليس اعباء ثقيلة على سوريا واقتصادها الذي يواجه اقبح حروب الحصار القذرة .إن عودة اللاجئين تعني عودة سوريا ولاتعود سوريا إلا بعودة جميع السوريين..

ثانيا : البناء والإعمار..

دمشق في بداية الإنطلاق لبناء سوريا الجديدة بشراكة جميع السوريين والحلفاء فلايعقل أن يكون الإعتماد الكلي على غير السوريين في إعادة الإعمار فهل يعتقد أحدكم بأن الأياد العاملة في البناء في سوريا كافية ؟؟ بكل تأكيد لا فنحن بحاجة لطاقة بشرية مضاعفة تعمل في البناء وهؤلاء ذوي تلك الطاقة هم قسم اساسي من اللاجئين ولايمكن اعادة السوري إلى سوريته بلا تجذر وامتزاج في العمل الجماعي ولا يمكن اخضاع الإنقسام الإجتماعي الذي شكلته فوالق الخلافات الدامية إلا عبر تشابك الأيادي فوجب أن تكون اعادة بناء روح الجماعة مصاحبة لعملية إعادة بناء الحجر كي تعود الأنفس للحياة الإجتماعية ولتحدث كل نفس نفسها بأنه لاوجود لنا إلا معا وبخاصة في مرحلة البناء هذه هي المرحلة التي يجب أن تخضع فيها الانفس جمعاء لحس الوجود السوري الجماعي ولكي يتضح أن حربنا لم تكن لأجل الدمار بل لأجل بقاء سوريا
فمن يستهين بهذه الحقيقة فهو غير مدرك لقبح المشهد الإجتماعي الذي خلفته حروب الإعلام الدموي والساخر من السوريين

والمثير للإشمئزاز بأن قادة الحرب الإعلامية الساخرة على سوريا يسخرون مما اوصلوا إليه السوريين بأنفسهم عبر إعلامهم الخالي من المهنية والعقلانية فلا نشهد فكر اجماع على صلح أو فكرة لتقبل الآخر بل نشاهد قتال فقط لأجل القتال وهذا مايريده اعداء دمشق بينما دمشق تقيم المصالحات منذ بداية الحرب لعلم عقلها القيادي الأول بأن الإقتتال الدائم هو انتصار للحرب وليس على الحرب وهو نصرة لمن فرض الحرب على سوريا وليست انتصارا للسوريين.

كما لايمكن لقطاع أصحاب رؤوس الأعمال العودة للعمل في معاملهم داخليا بلا وجود شعبي مستهلك لمنتجاته و كاف للتسويق فهو يعلم بأننا بلد محاصر ولن يعود إلا بعودة باقي السوريين .. هناك ملايين السوريين في الخارج ولا يمكن لتاجر أن يعمل في وطن و جزء من ابنائه خارجه فلا قوة جذب لعمله فهو خاسر بعدم عودتهم..

لاخوف للاجئين ولاخوف لمن بقي في وطنه من أن طواحين الغلاء تنتظرنا وفقدان الإحتياجات الاساسية سوف تكون في انتظارنا لا بل ماسيحدث ما هو العكس لأن توفير طقوس العمل والإنتاج كفيلة بقلب المشهد
إن الأرض بحاجة للإنسان وعودته إليها حياة ولهذا فإننا نلحظ أن الحرب الإعلامية علينا قد عادت من ذات الساقطين اخلاقيا وفكريا الذين حاربوا السوريين باظافر اطفال درعا التي لم نجدها حتى اللحظة وحاربوهم بجثة دمية من البلاستيك وقالوا أنها زينب الحصني وإذ بالفتاة حية ترزق هكذا قادوا الحرب ضدنا بشلالات من الكذب وهم مستمرون بما بدؤوا به..

عودة اللاجئين هي معركة من معارك الحرب ويجب أن ننتصر فيها بعودتهم ولهذا ايضا نحارب فمن يريد عودة اللاجئين ليس بخائف من شيء وهو يدرك ماذا يفعل .إن من يخشى انتخابات بمراقبة اممية هو لا يستعجل عودة اللاجئين بل يؤجل عودتهم إلى مابعد الانتخابات إلا أن مشهد الإنتخابات في بيروت وعواصم عدة أخاف الغرب وكل من شارك بالعدوان على سوريا.

ثالثا : كل ماتحدثنا عنه يدخل في شق الأمن القومي السوري ولكن اكثر النقاط حساسية في هذه الحقيقة هي عودة السوريين لتعبئة الفراغ الذي خلفوه وتركوه للإنفصالي كي يصول ويجول محتميا بالأمريكي وبزيارات برنار ليفي واعوانه لأن عودة حضور السوريين بكثافة في الشمال الشرقي هي معركة تحرير وليست مجرد عودة لاجئين.

لقد اظهرت لكم المراد الذي يتوارى خلف محاربة عودة اللاجئ إلى سوريا ولو كان من يحاربون عودة هؤلاء واثقون من (قضيتهم) لكانوا أول من دافع عن عودتهم ليكونوا على الأرض السورية وليكون صوتهم في موطنهم إلى العالم إنما هم كما اليهود المحتلين لفلسطين يعارضون وبشتى الوسائل عودة اللاجئين الفلسطينيين من الشتات والذين يصرون على العودة على الرغم من خطورة مواجهة الموت وتدمير المنازل والسجن و قطع أشجار الزيتون في فلسطين لأن قضيتهم قضية الوطن أما من ليس لهم قضية فلن يفكروا بقداسة الإنتماء بل سوف يدافعون بضراوة عن كل ما يمنع قيام الوطن كما يفعل المدعو فيصل القاسم وامثاله .يريدون من سوريا أن تتفسخ إلى فراغات يعسكر فيها المجهول ولو كانت عودتهم للدماء والرصاص في مواجهة الجيش العربي السوري لشاهدتهم قدتحولوا إلى دعاة جهاد كما فعلوها سابقا وتسببوا بحرب دامية..
هؤلاء هم من اخرجوا السوريين لأول مرة عبر اعلامهم فكيف لهم أن يعملوا على إعادتهم مرة أخرى ؟؟ وكما قلتها سابقا فإن لم يكن مايمارسه هؤلاء خيانة فهو إذا حرب بين تفوق عقولنا وتفوق غبائهم..

إلى اللاجئين السوريين في كل مكان أقول : أنا سوري ومن اللاذقية من مدينة السيد الرئيس بشار حافظ الأسد اقول لكم بأن العتب الكبير على اعلامنا الضامر في القشور والذي لم يعرف حتى الآن كيفية إظهار الحقائق الإجتماعية السورية الحقيقية ولم يحاول إظهار الدولة في قوتها رغم كل الحرب كما لم يحاول إظهار الفساد بشكل أكثر مهنية وفعالية هذا نقد وليس اتهاما واقول نعم اعلامنا وطني وقدم الشهداء ولكن الوطنية كما قلت سابقا لاتكفي لوحدها فنحن نريد الإبداع في التصدي لهذه الحرب المروعة التي يتعرض لها جميع السوريين بدون استثناء فمن يقول للسوري الذي في الخارج لاتعد هو ذاته يحاربه كما يحارب السوري في موطنه وما اريد قوله من هذه الخاتمة أين الإعلام والعقول من توثيق حياة آلاف العوائل للمسلحين والمهجرين ضمن الداخل فهم في اللاذقية وريفها بل بالتحديد في القرداحة والبسيط وقرى كافة المناصرين للدولة على امتداد الجغرافية الآمنة في كل سوريا وهم من مدن درعا وادلب والرقة ودير الزور هذا التوثيق كاف ليرد اجتماعيا واخلاقيا على المسعور فيصل القاسم وامثاله ورسالتي للعالم أن أهل سوريا لا يشربون دماء بعضهم بعضا وإن شربه البعض فإن سوريا أعظم من أن يتوطن الحقد والكفر على ارضها ..سوريا باقية مابقيت عقولنا تشرق شرفا وفكرا..

اعتذر عن قول اللاجئين السوريين في الحقيقة هم ليسوا لاجئين.. السوريون كانوا ضحية اللاجئين ولسنا نحن اللاجئين فجميع من حاربهم لاجئون وعلى رأسهم الأمريكي لاجئ على أرض ليست بأرضه والعدو الصهيوني لاجئ مغتصب والتركي الذي خدعهم وقذف بهم في البحر لإخافة اوربا وتاجر بهم على جبهات ليبيا واذربيجان هو لاجئ مغتصب وكل عاقل متزن نفسيا يعلم أن معظم أراضي تركيا ليست اصلا لتركيا.

وهنا أقول للمسلمين السوريين إن الرسول الأكرم بارك لنا بالشام واليمن وإنظروا ماذا يحدث اليوم في هذا العالم بعد أن حارب العالم يمننا وشامنا ؟؟

من قدس وعظم انقره واسطنبول وصرخ لقيام الدويلات والإنفصال هم من خالفوا رسول الله فهذه شامنا ولن تكون كردستاننا ولا عثمانستان اخرى فمن صدق ويصدق الرسول الأكرم لن تخونه في دعائه للشام ومن يبارك عواصم مارقة على حساب الشام لن يكون في شيء من الإسلام الحقيقي فما انتصرتم الا لأنكم عظمتم جميع عواصم الاعداء على الشام كونوا أهلا للشام وباركوها كما باركها الرسول فلو كنتم صدقتموه لماحاربتم الشام بل حاربتم تل ابيب


التعليقات

إدارة الموقع ليست مسؤولة عن محتوى التعليقات الواردة و لا تعبر عن وجهة نظرها

لا يوجد تعليقات حالياً

شاركنا رأيك

Create Account



Log In Your Account