آراء و مقالات

تسعون جلسة في مجلس الأمن من أجل ملف سوري واحد ..وانتهت مشاكل الإنسان .. وأبو مرعي لم يسمع .. بقلم نارام سرجون

2020-12-13

تسعون جلسة في مجلس الأمن من أجل ملف سوري واحد ..وانتهت مشاكل الإنسان .. وأبو مرعي لم يسمع .. بقلم نارام سرجون

يبدو ان مشاكل العالم انتهت جميعا وان الجهد البشري والفلسفة الانسانية أثمرت في أنها أنهت مشكلات البشرية والمجاعات والفقر والأمراض والحروب المزمنة والكوارث .. لم يعد العالم لديه الا هم واحد يشغل بال البشرية من أقصى الارض الى أقصاها .. ألا وهو الملف الكيماوي السوري .. تسعون جلسة بالتمام والكمال .. آلاف ساعات التحضيرات والمداولات وملايين الأوراق والمنشورات وآلاف الموظفين يكتبون وينسخون ويترجمون ويعيدون ويكررون .. كي ينام هذا العالم مطمئنا بأن الملف الكيماوي السوري قد تمت معالجته .. ولكن دون جدوى .. فنقطة البداية هي نقطة النهاية .. ويشبه مجلس الأمن الكلب الذي يطارد ذيله ويريد ان يعضه .. وذيل مجلس الامن هو الملف الكيماوي السوري الذي لن يصل الى قرار وربما تصبح محاكمة الحريري مجرد مشهد واحد في فصول الملف الكيماوي السوري الطويل بلانهاية .. وربما ينتهي القرن الواحد والعشرون والعالم يهرش رأسه ليعرف ماذا حصل في الملف الكيماوي السوري .. ومن استعمله ومن مات به ومن هم الشهود .. وهل تم تدمير السلاح الكيماوي؟؟؟؟؟؟

المندوب السوري يأتي كل مرة ويستمع الى نفس الأسطوانات الغربية ونفس التفاهات ونفس العناد ونفس الواحات عن قصص ملفقة ونفس الانكار بأن الملف انتهى .. وصار المندوب السوري يستطيع ان يعرف ماذا سيقال في كل مرة على لسان كل وفد يثرثر .. وهو أيضا صار كمن لايتحدث الى شخصيات من الواقع بل يتحدث الى أبو مرعي الذي لايسمع في أغنية وديع الصافي (يا بومرعي) .. حتى ان جلسات مجلس الأمن صارت مثار سخرية وهو يستمع لسيغريد كاغ تقول (لأبو مرعي): ياابو مرعي السلاح الكيماوي السوري تم اتلافه على متن باخرة اميركية وصدرت شهادة رسمية دولية نهائية بذلك .. فيرد أبو مرعي مجلس الأمن وهو يضع يده على أذنه ليوجهها نحو المندوب السوري: ماذا تقول؟؟
الوقاحة الدولية صارت مزعجة واضاعة وقت البشرية صارت مثيرة للاشمئزاز والاستهتار بمشاكل البشرية صار مثيرا للقرف .. هل فعلا لم يعد أمام الانسان من هم يناقشه سوى ان بقيت قطرة كيماوية في سورية فيما بحار الأسلحة الكيماوية تتلاطم امواجها في العالم واسرائيل وجبال القنابل النووية مخزنة في الغرب .. ولكن ليترا واحدا من السلاح الكيماوي في سورية قد يدمر الأرض ويفني البشرية مما يستدعي تسعين جلسة التي قد تصل الى تسعين الف جلسة خلال سنوات .. وأبو مرعي وام مرعي ومرعي لايسمعون ولايفقهون .. ويقولون لسيغرين كاغ ببلاهة وهم يضعون أيديهم على آذانهم ليوجهوها نحوها: شو قلتي؟؟

من يستمع الى الحقائق التي اوردها المندوب السوري سيستغرب كيف يدار هذا العالم بمزاجية وبطريقة شريعة الغاب .. فنحن عندما نطلب التحقيق بحادثة كيماوية استعملت القاعدة فيه السلاح الكيماوي ضد الجيش السوري والمدنيين يقرر مجلس الأمن ان التحقيق غير ضروري .. وعندما تطلب القاعدة التحقيق يقرر مجلس الأمن (مجلس ابو مرعي) الادانة قبل التحقيق وتنفيذ العقوبة .. والتساؤل الذي لايعرف مجلس الامن الاجابة عنه بعد تسعين جلسة وتعقد لسانه الدهشة من منطقية السؤال هو ماقاله المندوب السوري في آخر البيان وفيه قمة السخرية وأقصاها من وقاحة مجلس الأمن: لماذا السلاح الكيماوي السوري انتقائي ولايصيب الا الأطفال؟؟ هل هناك لقاح تم حقنه للارهابيين وبالتالي لم يصب اي ارهابي به.. بل فقط يصاب الأطفال والمدنيون والنساء..
طبعا نحن لانستجدي مجلس الأمن في ان يكرس وقته لعذابات البشرية لأنه ليس مخصصا لذلك بل هو مجلس لتعذيب البشرية واحتقارها واحتقار القانون الدولي والعدالة الانسانية .. وهو غطاء الدول الكبرى في تنفيذ جرائمها فهو يحمي اللصوص والقتلة والمجرمين..

ولكن في مجلس الأمن يجب ان يعرف مندوبو الدول الغربية اننا نأتي لالنستمع فقط بل لنعيد عليهم القول باننا مستعدون لتحديهم الى قيام الساعة ولو عقدوا 90 مليون جلسة وتسعين مليار جلسة .. سنأتي فقط لنقول بأن العالم ليس لكم فقط .. العالم سيعود للأحرار .. وهذا المجلس الأصم والأعمى والمضطرب نفسيا سنأتي اليه لنقول كلمتنا ونمضي فيما نحن ماضون فيه وسيأتي ..يوم لاشك ان أبو مرعي سيسمع ماسنقول .. لأن العالم بعد الحرب السورية ليس مثل العالم قبلها .. ففيها استعاد العالم توازنه وكسرت كلمة الغرب لأول مرة وكست قراراته وأوامره .. وسمع أبو مرعي من قال له: هذه سورية .. ولايحق لأحد في العالم ان يملي عليها مالاتريد .. وأعلى مافي أساطيل اميريكا .. اركبوه..