عاجل

المحمد: بلغت مبيعات إسمنت عدرا 275 مليار ليرة لعام 2024    ارتفاع أسعار النفط الأربعاء بعد انخفاض غير متوقع في مخزونات الخام الأمريكية    تراجع أسعار الذهب الأربعاء مع انحسار مخاوف تصاعد الصراع في الشرق الأوسط    

قمة استثنائية مختلفة تماماً عن كل القمم التي سبقتها....بقلم عبد المسيح الشامي

2021-06-17

قمة استثنائية مختلفة تماماً عن كل القمم التي سبقتها....بقلم عبد المسيح الشامي

* أهمية واستثنائية هذه القمة ليست بالنتائج التي حققتها أو ستحققها....أهميتها هي بموازين القوى الجديدة التي بات يمثلها كلا الطرفين.....

* الرئيس الروسي قدم إلى القمة وهو يحمل بين يديه مفاتيح نجاة أمريكا من الانهيار الكبير....فبوتين هو من يملك مفتاح حل مشكلة أمريكا والغرب مع الصين حيث أن الصين لن تنفرد بحل مع الغرب لا ترضى عنه روسيا، وهو من يملك مفتاح حل مشكلة الطاقة التي تحتاجها أوروبا، وهو الذي يملك مفتاح حل الأزمة السورية، وهو الذي يملك مفتاح حل الأزمة الأوكرانية، وهو الذي يحمل مفتاح حل أزمة بلاروسيا، وهو الذي يحمل مفتاح حل خروج أمريكا من أفغانستان بشكل آمن، وهو الذي يحمل مفتاح حل الملف النووي الإيراني، وهو الذي يملك مفتاح حل خروج إيران من سورية، وهو الذي يحمل مفتاح حل الأزمة الأرمنية الأزربيجانية، وهو ومعه حليفه المستجد أردوغان باتا يملكان مفتاح حل الأزمة الليبية وحل أزمة نفط المتوسط....بالمختصر بوتين استطاع لف حبال كل القضايا العالقة حول رقبة أمريكا حتى أصبح مصير أمريكا وأوروبا بين يديه...

* وإذا أردنا أن نعطي لهذه القمة عنوان، فعنوانها هو (كما قلت بالأمس في معرض تعليقي المباشر على القمة على قناة روسيا اليوم) عنوانها هو قمة الاستجداء....استجداء بايدن للحلول من بوتين.... وما التصعيد اللفظي الشخصي الذي قام به بايدن منذ أسابيع ضد الرئيس الروسي، وافتعال أزمة دبلوماسية بين البلدين، وحتى قضية فرض عقوبات (غير مؤثرة كثيراً في الواقع) على روسيا، إلا دليل إفلاس وعجز أمريكي تجاه روسيا، لأنها لم تعد تمتلك أوراق ضغط سياسية وعسكرية واقتصادية حقيقية تجاهها، هي تحاول من خلال هذه الأشياء امتلاك أوراق تفاوض وهمية مع الروس، ولكن روسيا أصبحت في موقع لم تعد مضطرة فيه للتنازل لأمريكا عن أي شيء في أي ملف، وذلك بكل بساطة لأن أمريكا لم تعد قادرة على فرض إرادتها على روسيا، ولم تعد قادرة على إعطاء أي مقابل تجاه أي تنازل من قبل روسيا....بمعنى آخر أمريكا لم تعد قادرة على لعب لعبتها الشهيرة لعبة العصا والجزرة مع الروس، فروسيا هي التي في موقع القوة في أغلب الملفات وليست أمريكا، وبالتالي لماذا عسى روسيا أو حتى الصين تقدم تنازلات لأمريكا....لا بل أنني لا أرى حتى تركيا باتت مضطرة لتقديم تنازلات لأمريكا ؟

* فائض القوة الذي باتت تملكه روسيا يمكنها من منع حدوث أي حل في أي قضية عالمية من دونها....ولكنه لا يمكنها من فرض حل منفرد من طرفها....وأمريكا كذلك هي لا تستطيع فرض حل منفرد في أي مكان، مع فارق أن روسيا مرتاحة على وضعها أكثر من الأمريكان، فأمريكا ترزح تحت نير أعباء اقتصادية وسياسة باتت أكبر من حجمها الآن، فهي تعاني من مرض انهيار الإمبراطوريات، ولذلك هي تستجدي الروس اليوم للإسراع في الموافقة على الدخول بالحلول....


التعليقات

إدارة الموقع ليست مسؤولة عن محتوى التعليقات الواردة و لا تعبر عن وجهة نظرها

لا يوجد تعليقات حالياً

شاركنا رأيك

Create Account



Log In Your Account