تُعَدُّ مخطوطة سيرافيني من المخطوطات ذات الشَّفرات المُعقَّدة، وبما تحويه من معلومات عن مخلوقات غريبة وخيالية فإنها أصبحت من أكثر المخطوطات غموضًا في العالم. كتابة المخطوطة: كُتبت مخطوطة سيرافيني عام 1976م، وكتبها فنان ومصمم إيطالي يدعى لويجي سيرافني، وكان عُمره آنذاك 27 عامًا، وقد عكف على كتابة المخطوطة ثلاث سنوات، وقصد سيرافيني أن تكون مخطوطته غريبة، فقد جمع بها مُختلف المخلوقات الغريبة والخيالية، لتكون من الموسوعات العالمية الشهيرة مثل آليس في بلاد العجائب وغيرها من الموسوعات والمخطوطات المشابهة والقائمة على الغرابة والألغاز. وقد بالغ سيرافيني في جعل مخطوطته أكثر غرابة فكتبها بأبجدية مجهولة وغامضة قام هو باختراعها، وقد اعتبرت لغته المشفرة من أصعب لغات التشفير في العالم، ولذلك فقد استغرقت منه المخطوطة ثلاث سنوات حتى يتمكن من الانتهاء منها، وقد لاقت المخطوطة إعجابًا شديدًا، وقد نفذت الطبعة الأولى منها في وقتٍ قصير للغاية. إحياء مخطوطة سيرافيني رغم النجاح الذي حققته المخطوطة وقتها ظهورها، فإن مرور الوقت كان له كبير الأثر في نسيانها، وما بعث سيرتها اليوم هو قيام دار ريتزولي بطباعة نسخة جديدة منها بعد مرور أكثر من 30 عامًا على صدور المخطوطة للمرَّة الأولى، وتُعتبر تلك الدار من دور النشر المهتمة بالكتابات القديمة، وما يميز الطبعة الحديثة أن سيرافيني أضاف إليها فصلًا جديدًا كتبه وهو في عمر الستين، ولجذب المزيد من القراء فإن الطبعة الجديدة توزع بمجلدات فاخرة وعليها توقيع خاص من سيرافيني. تحليل سرافيني للمخطوطة إن كتابة المخطوطة استغرق كثيرًا من الوقت لتخرج بالصورة التي أبهرت القراء، فكانت كتابة المخطوطة شبيهة بكتب الأطفال، فمن حيث السحر والتشويق وجذب القارئ لإكمالها، وقد كان سيرافيني قاصدًا لذلك، ففي إحدى حواراته الصحفية أقر بأنه اتبع أسلوبًا في السرد لجذب القارئ فيتعلق بالمخطوطة ويرغب في إكمالها. وقد استخدم أسلوبًا تحليليًّا للعالم الخيالي الذي يكتب عنه، والتزم بجعل الكتابة ضمن إطار متماسك يُساعد القارئ على بناء صورة ذهنية متكاملة، فيشعر وكأنه بداخل العالم الذي يقرأ عنه، كما يشعر القارئ وكأن الكتابة تدور حوله وتوجه إليه، فيشعر وكأنه ضمن كتابات المخطوطة، وخاصَّة أن أحداث المخطوطة تبدو وكأنها تأملات عابرة للزمن، ما يجعلها مميزة للقراء حتى اليوم. وقد بيعت المخطوطة بأسعار باهظة، وجاءت الطبعة الجديدة أكثر ارتفاعًا من السابقة، ويرى سيرافني أن ارتفاع التكلفة أمر ضروري لكي يدرك القارئ أهمية الكتاب الواقع بين يديه.
|
||||||||
|