كلمة وزيرة الثقافة في الجمهورية العربية السورية الدكتورة لبانة مشوِّح


الدورة الثامنة لمؤتمر أطراف اتفاقية حماية وتعزيز تنوع اشكال التعبير القافي لعام 2005

السيد رئيس مؤتمر الأطراف في اتفاقية حماية وتعزيز تنوع اشكال التعبير الثقافي لعام ٢٠٠٥ السيد امين سر اتفاقية ٢٠٠٥. السيد المدير العام المساعد لقطاع الثقافة السيدة المديرة العامة رؤساء الوفود...أصحاب السعادة إن التنوّع الثقافي هو السمة المميزة للهوية الوطنية السورية الجامعة، ودستور الجمهورية العربية السورية يكفل في الشكل والمضمون حماية هذا التنوع للمجتمع السوري بجميع مكوناته وتعدد روافده، ولا سيما في المواد 9-33-34-42-43، ويؤكد أن الحرية حق موروث ومقدّس، وأنه لا تمييز بسبب الجنس أو الأصل أو الدين أو اللغة أو المنشأ أو المعتقد، وللناس جميعاً فرصُهم المتكافئة. كما ضمن الدستور حقوق التأليف والنشر والإبداع الثقافي والفني والاختراع. وصدر عام 2013 القانون الخاص بحماية حقوق المؤلف والحقوق المجاورة. وتحقيقاً لأهداف وزارة الثقافة المحددة بالقانون رقم /7/ لعام 2018 وتداركاً لعواقب جائحة كوفيد 19على الصناعة الثقافية والحركة الإبداعية عموماً، وبعد اتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية لتفادي انتشار الوباء، وبالرغم من الحصار الجائر الأحادي الجانب المفروض على سورية، استمرت الوزارة في دعم الإبداع والحفاظ على دوران عجلة الصناعة الثقافية، إدراكاً منها لأهمية دور الثقافة في التنمية المستدامة ومحاربة اليأس والتطرف وفي ترسيخ قيم العدالة والمساواة واحترام التنوع في بلد كان ولا يزال نموذجاً حيّاً للغنى والتنوع الثقافي عبر العصور. وقد قدّمت سورية تقريرها الدوري حول بناء القدرات في مجال رصد السياسات المستندة الى النهج التشاركي. أمّا قانون التراث الثقافي اللامادي المزمع إصداره، فهو يشكِّل الإطار التشريعي الضامن لصون التراث واستدامته. وانسجاماً مع مشروع الحكومة الإلكترونية والتحول الرقمي في سورية، اعتمدت وزارة الثقافة البيئة الرقمية في نشر المضامين الثقافية والإبداعية، فباتت كلّ مطبوعاتها تنشر بنسخة رقمية، وأَطلَقت مشاريع عدّة، منها المتحف الرقمي للفن الحديث، والتوثيق الرقمي للأعمال التشكيلية ولمقتنيات متاحفنا الأثرية التي لا تقدّر بثمن، والتعليم الرقمي للفنون والحرف التقليدية، ووضع خرائط رقمية لأشكال التعدّد الثقافي السوري اللامادي،ولكل المواقع الأثرية في سورية. كانت سورية عبر تاريخها الذي يمتد بجذوره إلى الألف السابع قبل الميلاد ملتقى للحضارات. والحرب الإرهابية الظالمة التي فُرِضت عليها خلال العقد الأخير استهدفت تمزيق وحدتها الجغرافية، وضرب تنوّعها الثقافي. ووصل الإجرام بحق المجتمعات المحلية ذات الخصوصية الثقافية والتي تشكل مكوناً أساسياً في نسيجنا الوطني، حدّ التطهير العرقي والمذهبي. لذلك فإن حرصنا على حماية تنوّعنا الثقافي يوازي حرصنا على وحدة وطننا أرضاً وشعباً. ختاماً فإننا نؤكد التزام سورية رغبتها تسديد المساهمة الطوعية لصندوق التعددية الثقافيةIFCD للعام ٢٠٢١. نتمنى لمؤتمركم النجاح، ولسورية النصر والسلام والازدهار.

Copyrights © assad-alard.com

المصدر:   http://www.assad-alard.com/detailes.php?id=24662