كيف ستستفيد سورية اقتصادياً بعد عودتها للجامعة العربية؟


نشر موقع إرم الإلكتروني مقالاً بعنوان "كيف ستستفيد سورية اقتصادياً بعد عودتها للجامعة العربية " يتحدث المقال قائلاً: استعادت سورية مقعدها في جامعة الدول العربية بعد غياب 12 عاماً في وقت تعاني فيه المنطقة والعالم من صعوبات اقتصادية لاسيما معدلات التضخم القياسية.

ومؤخراً حذر البنك الدولي ن أنّ الزلزال المدمّر الذي ضرب شمال سورية بقوّة 7.8 درجات وأعقبته هزّات ارتدادية عنيفة ستكون له تداعيات كبيرة على الاقتصاد السوري، متوقّعاً أن ينكمش إجمالي الناتج المحلّي بنسبة 5.5% هذا العام.

وتوقّع البنك الدولي أن "يزداد معدّل التضخّم بنسبة عالية، والسبب الرئيسي في ذلك النقص في السلع المتوفّرة، وزيادة تكاليف النقل، وارتفاع الطلب الكلّي على مواد إعادة البناء".

وتشير التوقعات على الواقع أن الاقتصاد السوري لا يزال يعاني من آثار الزلزال المدمر إلى جانب العقوبات التي أطاحت بالعملة المحلية أمام الدولار، مما أدى إلى انهيار القدرة الشرائية للسكان، وتركت الكثيرين تحت خط الفقر.

وتحتاج سورية لإزالة الآثار المباشرة للحرب، إلى فاتورة كبيرة لإعادة الإعمار، تجاوزت 900 مليار دولار وفق تقديرات جامعة الدول العربية، في حين ترى منظمات دولية أن الرقم يفوق ذلك.

وانخفضت قيمة الليرة السورية بشكل كبير خلال الحرب، إذ ارتفع السعر الرسمي من 46.98 ليرة سورية للدولار الواحد، عام 2011، إلى حوالي 10 آلاف ليرة اليوم.

وفي أعقاب إعلان الجامعة العربية سجل سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار الأميركي تراجعاً غير مسبوق، خلال افتتاح تعاملات يوم الأحد.

وبلغ سعر تصريف الدولار الواحد أمام الليرة، نحو 8600 ليرة للشراء و 8700 للمبيع.

وسجل "المصرف المركزي" السوري الدولار الأمريكي الواحد بقيمة 7500 ليرة سورية، واليورو الواحد بقيمة 8283 ليرة سورية، في نشرة الحوالات والصرافة.

وبدأ "مصرف سورية المركزي" منذ مطلع العام الجاري التخلي عن التسعيرة الثابتة، أو دعم الليرة، عبر جلسات تدخل مباشرة يبيع خلالها الدولار عبر شركات الصيرفة.

فوائد للمنطقة

ومن ناحيته يرى الخبير في مركز كارينغي للشرق والباحث في شؤون الخليج والشرق الأوسط عبدالله باعبود، أن عودة سورية إلى الجامعة العربية سيكون لها العديد من الفوائد الاقتصادية على المنطقة، حيث سيسهل خطط إعادة البناء، وسيوفر الدعم اللازم الذي يتطلبه الاقتصاد السوري بعد سنوات من الحرب والدمار، لاسيما إعادة بناء الاقتصاد والبنية التحتية مما سيعود بالفائدة على سورية ودول المنطقة والقطاع الخاص والشركات التي ستستفيد من ذلك.

مشاريع وتنويع اقتصادي

وأضاف باعبود في تصريحات خاصة لـ "إرم اقتصادية" أن الدول العربية وبالأخص الخليجية ستحاول تقديم كافة الدعم وستكون الفائدة الكبرى لسورية، مشيراً إلى أن عودة العلاقات مع سورية ستساعد في تنويع الاقتصاد والتعاون الاقتصادي في ظل التحديات الاقتصادية التي تشهدها المنطقة في الوقت الحالي مؤكداً على "وجود حاجة ماسة للتعاون الاقتصادي والتكامل والاندماج" .

وأشار إلى أنه من الممكن ان يكون هناك العديد من المشاريع المشتركة بين سورية والدول الأخرى، حيث أن هناك أحاديث عن طرق وشبكات مواصلات تربط البحر الأبيض المتوسط بمنطقة الخليج والمنطقة العربية بشكل عام، منوهاً بأن سورية سيكون لها دور كبير في ذلك بالإضافة إلى الحديث عن مشاريع أنابيب النفط والغاز.

الاقتصاد اللبناني

وأكد باعبود أن انتعاش الاقتصاد السوري سينعكس بطبيعة الحال على الاقتصاد اللبناني الذي يعاني بشدة، حيث أن هناك فوائد كبيرة على الجميع، مشيراً إلى أنه من غير المنطقي أن تكون دول بحجم سورية من حيث موقعها الجغرافي المهم وعدد سكانها ومواردها الاقتصادية بعيدة عن الوضع والتكامل العربي.

واكد أن عودة سورية إلى الحضن العربي والتعاون ما بينها وبين الدول العربية سيكون لها فوائد للشعب السوري والمنطقة العربية وتركيا لاسيما أن التوجه الحالي في المنطقة الذي يشير إلى التعاون والتكامل وإزالة الخلافات وبالتالي سورية سيكون لها دور في تنشيط الاقتصاد والتجارة والاستثمار بين دول المنطقة.

وكانت قد أعلنت جامعة الدول العربية في بيان رسمي مطلع الأسبوع الجاري أنها اتخذت قراراً باستعادة سورية عضويتها بالجامعة واستئناف مشاركتها في اجتماعات مجلس الجامعة.

كما قالت إنها قررت "استئناف مشاركة وفود الحكومة السورية في اجتماعات الجامعة، وجميع المنظمات والأجهزة التابعة لها، اعتبارا من 7 مايو 2023".

ودعت إلى ضرورة اتخاذ خطوات عملية وفاعلة للتدرج حول حل الأزمة وفق مبدأ الخطوة مقابل الخطوة، بما ينسجم مع قرار مجلس الأمن رقم 2254 بمواصلة الجهود التي تتيح توصيل المساعدات الإنسانية لكل المحتاجين في سورية.

وطالبت أيضاً بتشكيل لجنة اتصال وزارية مكونة من الأردن والسعودية والعراق ولبنان ومصر والأمين العام، لمتابعة تنفيذ اتفاق عمان والاستمرار بالحوار المباشر مع دمشق للتوصل لحل شامل للأزمة يعالج جميع تبعاتها.

يذكر أن الجامعة العربية كانت علقت عضوية دمشق في نوفمبر 2011، وكانت آخر مشاركة عربية للرئيس السوري بشار الأسد ضمن الجامعة خلال القمة التي عقدت في سرت الليبية عام 2010.

Copyrights © assad-alard.com

المصدر:   http://www.assad-alard.com/detailes.php?id=29904