مجلة "بوليتيكو" الأمريكية: "رحلة الموت إلى أوروبا".. مأساة 27 ألف مفقود في مياه البحر المتوسط


"رحلة الموت إلى أوروبا".. هكذا عنونت مجلة "بوليتيكو" الأمريكية تقريراً رصدت خلاله المخاطر القاتلة التي يتعرض لها آلاف المهاجرين من شمال أفريقيا إلى القارة الأوروبية العجوز، بحثاً عن حياة أفضل، ولكن معظمهم في النهاية يواجه مخاطر قد تؤدي إلى الموت، أو تنهي أحلامه في قاع البحر.

وقالت المفوضة الأوروبية للشؤون الداخلية إيلفا يوهانسون إن: "الطريق البحري المحفوف بالمخاطر من شرق ليبيا إلى أوروبا الذي سلكه آلاف المهاجرين، بمن في ذلك مئات المتورطين في حادث غرق سفينة أول أمس الأربعاء، شهد زيادة في السفن التي تقل المهاجرين بنحو 600% في عام 2023 وحده". 

وأضافت في مقابلة مع "بوليتيكو"، "لم يتم إرسالهم إلى الاتحاد الأوروبي، لقد تم إرسالهم إلى الموت"، ووصفت منظمة الهجرة الدولية التابعة للأمم المتحدة، هذه الأرقام بأنها "واحدة من أكبر المآسي في البحر الأبيض المتوسط".

حادثة جديدة

وفي حادثة وقعت مؤخراً، غرق قارب صيد مكتظ أثناء محاولته الوصول إلى إيطاليا، بعد أيام فقط من توصل وزراء داخلية الاتحاد الأوروبي إلى اتفاق لحل القضايا الرئيسية في إصلاح نظام الهجرة، الذي طال الخلاف حوله.

ولقي 79 شخصاً على الأقل حتفهم في الحطام، لكن بياناً مشتركاً صدر عن المنظمة الدولية للهجرة ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، قدر أن المئات قتلوا إضافة إلى المفقودين جراء المأساة. وتجنبت جوهانسون سؤالاً حول ما إذا كانت "فرونتكس"، وكالة الحدود وخفر السواحل الأوروبية، سترسل عملية بحث وإنقاذ في المنطقة لمنع المزيد من الخسائر.

وقالت "فرونتكس"، إن طائرتها رصدت القارب الثلاثاء الماضي وحذرت اليونان وإيطاليا، وقالت في تغريدة على تويتر إن "رئيسها، هانز ليجتنز، سافر إلى اليونان لفهم ما حدث بشكل أفضل".

بحث وإنقاذ

وأوضحت جوهانسون للصحيفة "أن البحث والإنقاذ أمران مهمان للغاية بالتأكيد"، مشددة على أن المفوضية تعمل على تجفيف هذا الطريق، وتابعت "في الوقت الحالي، لا يوجد سبب للاعتقاد بأن روما أو أثينا تتحملان أي مسؤولية"، مشيرة إلى أن السؤال قد أثير في وقت مبكر جداً بحيث لا يمكن الإجابة عنه، وقالت: "لكن ليس لدي مؤشرات على أن الدول الأعضاء لم تفعل ما يكفي".

وتوصل وزراء داخلية الاتحاد الأوروبي إلى اتفاق الأسبوع الماضي، بشأن قضيتين رئيسيتين للهجرة لم يتفق عليهما الاتحاد منذ تصاعد الأزمة في 2015، ووصفت جوهانسون الصفقة بأنها "نتاج ماراثون مدته سنتان ونصف"، عندما طرحت خطة الإصلاح على الطاولة في سبتمبر (أيلول) 2020.

ونفت تفسيرات بعض وسائل الإعلام والسياسيين، بأن الاتفاق سيسهل على التكتل تكليف دول مجاورة بسياسة الهجرة، وقالت إن "هذا ليس جزءاً من اتفاق المجلس".

حصيلة مرتفعة

وجسب بوليتكيو، ارتفع عدد القتلى المهاجرين في الوقت الذي عملت فيه دول الاتحاد الأوروبي على حل نقاش الهجرة على مر السنين، ووفقاً للمنظمة الدولية للهجرة، منذ عام 2014 فقد أكثر من 27 ألف مهاجر في البحر الأبيض المتوسط، وفي الآونة الأخيرة في فبراير (شباط) الماضي، تم العثور على 94 جثة لمهاجرين قبالة الساحل الإيطالي بعد انقلاب قارب غادر تركيا.

وقالت جوهانسون إن "العديد من طالبي اللجوء الذين يستخدمون هذا الطريق هم من باكستان ومصر، وكلا البلدين يعمل مع الاتحاد الأوروبي لإيجاد مسارات قانونية لهجرة اليد العاملة".

وأوضحت أن المهربين وجدوا طريقة جديدة للعمل من خلال نقل المهاجرين إلى بنغازي، أكبر مدينة في شرق ليبيا، قبل وضعهم في قوارب صيد مكتظة، وتابعت "أعتقد أنه يجب علينا استكشاف إمكانية الوصول أيضاً إلى شركات الطيران، ومعرفة ما يمكن القيام به معهم".

ولفتت إلى أن المهم هو منع المهاجرين الآخرين من اتخاذ هذا الطريق، وفتح سبل قانونية أخرى أمام المهاجرين للوصول إلى الاتحاد الأوروبي، قائلة: "نشعر بالألم في كل مرة نرى مثل هذا يحدث، لكن أولويتي الأولى دائماً هي إنقاذ الأرواح"

وكالات

Copyrights © assad-alard.com

المصدر:   http://www.assad-alard.com/detailes.php?id=30238