أكد وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد أن العلاقات السورية الإيرانية تسير دائماً باتجاه إيجابي مشيراً إلى أن صمود شعبي البلدين في مواجهة التحديات والمؤامرات الغربية بطولي، ويعكس التفافهما حول قيادتيهما وحول السياسات الشجاعة للبلدين في مختلف المجالات. وقال المقداد خلال مؤتمر صحفي اليوم مع نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في مبنى وزارة الخارجية: أجرينا مباحثات مطولة حول الكثير من القضايا والعلاقات الثنائية التي تسير دائماً باتجاه إيجابي، إضافة إلى متابعة تنفيذ الاتفاقات التي تم توقيعها خلال الزيارة الأخيرة للرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى دمشق، ووجدنا أن الاجتماع الأخير للجنة المشتركة السورية الإيرانية في طهران كان مثمراً في إطار متابعة الجهود والاتفاقات التي تم توقيعها بحضور السيد الرئيس بشار الأسد والرئيس الإيراني، كما ناقشنا التحديات التي يتعرض لها بلدانا واستمرار السياسات العدوانية القديمة الجديدة من قبل الدول الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة وخاصة الاستثمار في الإرهاب من أجل تحقيق أهداف وغايات سياسية معروفة لكل شعوب المنطقة والعالم. وأكد المقداد أن صمود الشعبين السوري والإيراني في مواجهة التحديات والمؤامرات الغربية بطولي ويعكس التفاف شعبي البلدين حول قيادتيهما وحول السياسات الشجاعة التي يتبعها البلدان في مختلف المجالات بما في ذلك الوقوف المشترك ضد المحاولات الإسرائيلية لدعم القوى الإرهابية في المنطقة إضافة إلى الدعم الغربي الذي يقدم لتنظيمي “داعش” و”جبهة النصرة” وغيرهما من التنظيمات الإرهابية سواء في سورية أو إيران أو ضد شعوب المنطقة، ووقوفنا المشترك ضد المؤامرات الغربية كفيل بتحقيق الانتصار عليها. وأشار المقداد إلى أن المباحثات تناولت أيضاً الأوضاع في الجولان السوري المحتل وعلى الساحة الفلسطينية وتم التأكيد على أهمية صمود أبناء الجولان والشعب الفلسطيني وعلى حتمية انتصارهما على الممارسات الوحشية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي ضدهما بشكل يومي. وبخصوص الحشود العسكرية الأمريكية على الحدود مع العراق وفي المنطقة قال المقداد: عوّدتنا دوائر السياسة الأمريكية على العمل خارج إطار الشرعية الدولية وعلى الاعتداء على الشعوب، وما تقوم به في مناطق عديدة من العالم يثبت أن الولايات المتحدة دولة لا تحترم قواعد القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، مبيناً أن الهدف من حشودها على الحدود مع العراق هو الضغط على الدولة السورية للتراجع عن مواقفها وهذا ما لن يتحقق. ولفت المقداد إلى أن العراق أكد أنه لن يسمح بشن عدوان من أراضيه على سورية التي تثمن هذا الموقف وتثق أن الأشقاء في العراق لن يسمحوا للولايات المتحدة ولا لتحالفها المزعوم بالتأثير على العلاقات مع سورية مؤكداً أن واشنطن غير قادرة على تنفيذ تهديداتها، وإن أرادت أن تنفذ ما يتم تداوله في وسائل الإعلام فستواجه بصمود سورية التي وقفت في وجه الإرهاب والإجراءات الاقتصادية التي فرضتها واشنطن والتي تمثل الوجه الآخر للإرهاب. وجدد وزير الخارجية والمغتربين التأكيد على وجوب الانسحاب الكامل للقوات التركية من جميع الأراضي التي تحتلها في سورية ووقف دعم الإرهاب، وعندها يمكن الحديث عن عودة العلاقات بين البلدين إلى طبيعتها. وبيّن المقداد أن القمة العربية في جدة كانت مفصلية في تاريخ العلاقات العربية العربية والعلاقات العربية الإقليمية حيث عبرت وفود جميع الدول العربية عن ترحيبها بعودة سورية إلى ممارسة دورها الريادي في العمل العربي المشترك لكن الولايات المتحدة والدول الغربية أصيبت بهيستيريا حقيقية من نتائج القمة وبدأت ممارسة الضغوط على الدول العربية من أجل منع تنفيذ ما تم التوافق عليه، وواثقون بفشلها في تحقيق ذلك لافتاً إلى أن أعداء الأمة العربية لا يريدون إقامة علاقات طبيعية بين دولها تخدم شعوبها، فالغرب يرى في تقارب دول المنطقة تهديداً لوجوده ولمصالحه فيها. وأعرب المقداد عن ترحيب سورية بانضمام إيران والسعودية والإمارات ومصر إلى مجموعة بريكس التي شكلت قمتها الأخيرة في جنوب إفريقيا منعطفاً مهماً جداً في التحولات التي يشهدها عالم اليوم في الوضع الاقتصادي والاستثماري وتعزيز التعددية القطبية التي بدأت تظهر من خلال توجهات شعوب العالم لتثبت أنها الحل الوحيد للمشاكل التي تواجهها. ورداً على سؤال لمراسلة سانا حول تسريع تنفيذ الاتفاقيات الموقعة بين سورية وإيران قال المقداد: كان اللقاء الأخير بين السيد الرئيس بشار الأسد والرئيس إبراهيم رئيسي مفصلياً في تاريخ العلاقات بين البلدين وتم الاتفاق على تحقيق الكثير من الإنجازات الاقتصادية في مختلف المجالات كما أن اجتماع اللجنة المشتركة الأخير كان مهماً جداً حيث وضعت كل الأفكار التي طرحت في اجتماع رئيسي البلدين موضع التنفيذ، وكان جدول الأعمال غنياً إلى أبعد الحدود وناقش العلاقات في إطار استعداد الجانبين لتنفيذ سياسات تخدم المصالح الاقتصادية للبلدين ولشعوب المنطقة، وفي هذا الإطار سيترأس رئيس مجلس الوزراء المهندس حسين عرنوس الجانب السوري في اجتماعات اللجنة المشتركة بين البلدين المقرر عقدها في طهران قريباً وستنعكس إيجاباً ومزيداً من التنمية على الشعبين الصديقين. من جهته قال وزير الخارجية الإيراني: أجرينا مباحثات مطولة جيدة وبناءة مع رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية والمغتربين حول العلاقات والاتفاقيات الثنائية والقضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك واتفقنا على عقد اجتماعات اللجنة المشتركة الإيرانية السورية برئاسة نائب الرئيس الإيراني ورئيس مجلس الوزراء السوري في طهران خلال المستقبل القريب وهناك اهتمام بالغ لتعزيز العملية التجارية والاقتصادية بين البلدين وخاصة بين رجال الأعمال والتجار. وأوضح عبد اللهيان أن المحادثات تطرقت إلى موضوع محاربة الجماعات الإرهابية والممارسات الأمريكية لإعادة تنظيم تلك الجماعات وكذلك وجود القوات الأمريكية على الأراضي السورية بذريعة مواجهة الإرهاب وخاصة “داعش” مشيراً إلى أن أمن سورية والمنطقة يشكلان الهاجس الرئيسي المشترك للبلدين وأن إيران ستستمر بتقديم الدعم لسورية قيادة وجيشاً وشعباً حتى استقرار الأوضاع فيها بشكل كامل وازدهارها. ولفت عبد اللهيان إلى أن الاجتماعات الرباعية بين سورية وروسيا وإيران وتركيا طرحت أفكاراً إيجابية في سياق إرساء الاستقرار والأمن على الحدود المشتركة بين تركيا وسورية وضرورة احترام سيادة سورية ووحدة أراضيها موضحاً أن وجود علاقات ودية قائمة على حسن الجوار بين دمشق وأنقرة يصب في مصلحة البلدين ويخلق مناخاً إيجابياً في المنطقة. وشدد وزير الخارجية الإيراني على وجوب أن تكف الولايات المتحدة عن إيذاء شعوب المنطقة وأن تعيد قواتها من حيث أتت وتترك المنطقة وشأنها مؤكداً أنه ليس بمقدور أي طرف أن يقطع الطرق التي تربط دول المنطقة. وجدد عبد اللهيان إدانة إيران بشدة الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية وأحدثها على مطار حلب الدولي مشدداً على أنه لم ولن تبقى أي ممارسة إجرامية واعتداء من قبل الكيان الإسرائيلي دون رد. وأعرب عبد اللهيان عن ترحيب بلاده بعودة العلاقات الطبيعية بين سورية والدول العربية لافتاً الى أن سورية دولة مهمة في المنطقة وليس بمقدور أي طرف أن يتجاهلها، وأن استعادتها لدورها الطبيعي في المنطقة ستصب في مصلحة جميع دولها. ورداً على سؤال لمراسلة سانا شدد عبد اللهيان على أن سورية وإيران ملتزمتان بدعم بعضهما البعض اقتصادياً لمواجهة العقوبات المفروضة عليهما والعمل على تفعيل ما تم الاتفاق عليه بين رئيسي البلدين معرباً عن الثقة بأن نتائج هذه الاتفاقات ستظهر على الأرض بما فيه مصلحة الشعبين في المستقبل القريب. |
||||||||
|