أعربت سورية عن أسفها الشديد، جراء الضربات التي وجهها سلاح الجو الأردني إلى قرى ومناطق عدة على أراضيها، كان آخرها استهداف قرى في ريف السويداء الجنوبي، وتبريرها بأنها موجهة لعناصر منخرطة في تهريب المخدرات عبر الحدود إلى الأردن، مؤكدة أنه لا مبرر لمثل هذه العمليات العسكرية التي نحاول احتواءها، حرصاً على عدم التأثير على استمرار استعادة العلاقة الأخوية بين البلدين. وقالت وزارة الخارجية والمغتربين في بيان اليوم تلقت (سانا) نسخة منه: تعرب الجمهورية العربية السورية عن الأسف الشديد جراء الضربات الجوية التي وجهها سلاح الجو الأردني إلى قرى ومناطق عدة داخل الأراضي السورية، كان آخرها استهداف قرى في الريف الجنوبي لمحافظة السويداء في الـ 18 من الشهر الجاري، ذهب ضحيتها عدد من المدنيين بينهم أطفال ونساء، وعدد من الجرحى، وتم تبرير تلك الضربات بأنها موجهة لعناصر منخرطة في تهريب المخدرات عبر الحدود إلى الأردن. وأضافت الوزارة: إن سورية تشدد على أنه لا مبرر لمثل هذه العمليات العسكرية داخل أراضيها، وتؤكد في الوقت ذاته أنها تحاول احتواءها حرصاً منها على عدم التوتر أو التأثير على استمرار استعادة العلاقة الأخوية بين البلدين، إلا أن التصعيد السياسي والإعلامي والعسكري الذي شهدناه في الأشهر القليلة الماضية لا ينسجم إطلاقاً مع ما تم الاتفاق عليه بين اللجان المشتركة من الجانبين حول التعاون المخلص لمكافحة جميع الانتهاكات، بما في ذلك العصابات الإجرامية للتهريب والإتجار بالمخدرات. وأشارت الخارجية إلى أن سورية تشير في هذا الصدد إلى الرسائل التي وجهها وزيرا الخارجية والدفاع، والأجهزة الأمنية لنظرائهم في المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة، واقترحوا فيها القيام بخطوات عملية من أجل ضبط الحدود، كما أبدوا استعداد سورية للتعاون مع المؤسسات المدنية والأمنية الأردنية، إلا أن تلك الرسائل تم تجاهلها، ولم نتلق رداً عليها، ولم تلق أي استجابة من الجانب الأردني. وأكدت الوزارة استمرار سورية في مكافحة الإرهاب، والتصدي لكل المظاهر والممارسات والجرائم المتعلقة بالتهريب، والإتجار غير المشروع بالمخدرات، والعمل على إنهائها أينما وجدت، لكنها تذكر أنها عانت منذ عام 2011 من تدفق عشرات آلاف الإرهابيين، وتمرير كميات هائلة من الأسلحة، انطلاقاً من دول جوار ومنها الأردن، ما أدى إلى سقوط آلاف الأبرياء، وتسبب بمعاناة كبيرة للشعب السوري في مختلف مجالات الحياة، وتدمير البنى التحتية، وهو أمر تتحمل مسؤوليته الجهات التي ساهمت في الحرب على سورية والتي كانت هي نفسها السبب في انتشار المجموعات الإرهابية في المناطق الحدودية، وفي نشاط عصابات القتل والإجرام، والتهريب والإتجار غير المشروع، وخاصة على الحدود مع الأردن. وأوضحت الخارجية أن سورية أصرت على عدم اللجوء لردود أفعال تؤثر على مصالح شعبي البلدين الشقيقين في سورية والأردن، وكان فهمها إزاء ذلك أن هذا الأمر يتطلب تعاوناً بين الجانبين، وهذا ما تم الاتفاق عليه خلال الاجتماعات ذات الصلة بين البلدين، وخاصة خلال اجتماعات اللجان المشتركة العسكرية والأمنية حول التنسيق المشترك من أجل مكافحة كل ما يضر بمصالح الجانبين، ومواجهة المسؤوليات والتحديات المشتركة وخاصة ظاهرة الإتجار بالمخدرات، والقيام بعمل عسكري مشترك إذا تطلب الأمر، إلا أن سورية فوجئت بضربات متكررة استهدفت أراضيها من قبل سلاح الجو الأردني، وتسببت بوقوع ضحايا من الأبرياء دون أي مبرر. وجددت الخارجية التأكيد على أن سورية حريصة على العلاقات الأخوية بين البلدين وخاصة في هذه الظروف المعقدة التي تشهدها المنطقة، وهي تدعو المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة إلى إظهار حرص مماثل، والاستجابة لمبادرات ورسائل الجانب السوري بشأن التعاون والتنسيق المشترك بين الجانبين لمواجهة التحديات المشتركة على جانبي الحدود، وتشدد على أنها لن تألو جهداً في التنسيق والتعاون مع الأردن في مواجهة كل ما يضر بمصالح البلدين الشقيقين، في ضوء الاحترام الكامل لسيادتهما ووحدة وسلامة أراضيهما، وخاصة أن التصعيد لا يمكن أن يخدم أياً من الجانبين، ولن يستفيد منه إلا أعداء الأمة العربية. |
||||||||
|