منذ عام واحد من الآن، بدأت قوات الاحتلال عدوانها الغاشم على الأراضي الفلسطينية المحتلة في قطاع غزة. ولكن هذه المرة؛ لم تقتصر الحرب على الأسلحة في ساحات المعارك فقط؛ بل امتدت لتصبح حربًا إعلاميةً شاملةً على منصات التواصل الاجتماعي. وإيمانًا منا بالقضية الفلسطينية؛ كانت عرب هاردوير في طليعة المنصات العربية التي شاركت في فضح جرائم الاحتلال؛ خاصةً فيما يتعلق بالشركات التقنية التي تُهيمن على كافة منصات التواصل الاجتماعي الموجودة على الساحة. واليوم، تعرضت صفحتنا على منصة فيسبوك للحظر لمدة شهر كامل؛ إذ منعتنا ميتا من نشر أي بث مباشر، أو حتى استخدام الإعلانات، بدعوى أن صفحتنا تنشر محتوى «خطير» يُروج للمنظمات التي تعتبرها ميتا «خطيرةً» على المجتمع. فما القصة؟ حظر صفحة عرب هاردوير لدعمها للقضية الفلسطينية نشرنا بالأمس منشورًا على كافة منصاتنا للتواصل الاجتماعي؛ منشورًا يفضح تواطؤ ميتا مع الكيان في تكميم الأفواه الداعمة للقضية الفلسطينية. وذلك بعد أن أعلنت ميتا حظرها للرمز التعبيري الشهير(Emoji) الذي تستخدمه المقاومة الفلسطينية في مقاطع عملياتها ضد قوات جيش الاحتلال، وهو رمز المثلث الأحمر المقلوب! واليوم، تُفاجئنا ميتا بحظرها لصفحة عرب هاردوير على فيسبوك عن نشر أي بثوث مُباشرة أو إعلانات بسبب ذلك المنشور تحديدًا؛ فقد رأت ميتا أن توثيقنا لهذا القرار الصهيوني بمثابة دعم للمنظمات الخطيرة، وهي المقاومة الفلسطينية بالطبع. بصراحة؛ لم نفهم أبدًا هذا القرار! فالمنصة تدَّعي أنها لن تدعم أو تُروج لأي أنشطة إرهابية - مزعومة - ضد المدنيين، ولكن تستخدم المقاومة هذا الرمز للإشارة تحديدًا إلى أهدافها من الآليات والمدرعات العسكرية التي تقصف غزة وتفتك بآلاف الأرواح من المدنيين والأطفال. ولم يُستخدم هذا الرمز قط للإشارة إلى أي أهداف مدنية. في الواقع، يُظهر هذا القرار سياسة ميتا بكل وضوح، الشركة تُعلنا صراحةً أنها تقف بكل قوتها وراء الكيان؛ لا بل إنها تقف بكل قوتها خلف جيش الاحتلال ذاته! المناسبة، استخدم جيش الاحتلال رمز المثلث المقلوب أيضًا في بعض من مقاطعه التي تُظهر جرائمه ضد أهل غزة وأفراد المقاومة، التي ظهرت بها مثلثات زرقاء مقلوبة أعلى أهداف جيش الاحتلال. هذه ليست المرة الأولى التي تظهر فيها حقيقة ميتا الصهيونية؛ الحقيقة القذرة التي تجعلها فريدةً عن مختلف المنصات الأخرى في دعمها الصريح لعمليات الإبادة الجماعية التي يتعرض لها أهل غزة. ونذكر هنا أن إجرام ميتا قد دفعها إلى حظر كلمة شهيد! نعم، الشركة التقنية الكبرى متعددة الجنسيات رأت أن كلمة «شهيد» تتنافى مع سياساتها ومبادئها لأننا نستخدمها لتكريم ضحايانا من الأبرياء والأطفال في غزة. ولكن لم تستمر هذه المهزلة طويلًا حتى اضطرت ميتا إلى إلغاء هذا الحظر غير المفهوم، ولكن بشروط معينة حددتها الشركة، وهي ألا تكون الكلمة مُصاحبةً لصور السلاح، أو التصريح بنية استخدام سلاح، أو الدعوة لذلك. وبالطبع لم نتحدث عن الخوارزميات الصارمة التي تُقيد أي منشور يتحدث عن القضية؛ لاحظ هنا أن ميتا لا تسمح بالتحدث عن حرب غزة بأي حال من الأحوال! مُجرد ذكر أطراف القضية بالمنشور يُعرضه إلى تقييد شديد على المنصة؛ ما يمنع وصوله إلى المتابعين. وقد عانينا في عرب هاردوير مع هذه الخوارزمية اللعينة مرارًا وتكرارًا؛ ولهذا قد ترى أن كافة منشوراتنا على القضية مُـ*ـشـ*ـفرة بهذا النسق حتى نتمكن من إيصال المعلومة وفضح الكيان أمام أكبر عدد ممكن من المتابعين والزوار. مشروع لافندر لم يقتصر فجور ميتا في دعمها للكيان على تكميم أفواه المدافعين عن القضية فحسب؛ بل امتد الأمر إلى دعم مباشر لجيش الاحتلال في عملياته الإجرامية ضد أبرياء غزة. ونتحدث هنا عن دعم عسكري! نعم؛ شركة ميتا المرموقة تدعم جيش الاحتلال عسكريًا من خلال إمداده ببيانات خاصة للشعب الفلسطيني المُقيم بغزة. هذه البيانات تحصل عليها ميتا من مستخدمي تطبيق الواتساب داخل القطاع؛ ثم تُرسلها إلى وحدات الاستخبارات العسكرية بجيش الاحتلال لتنطلق الغارات التي تفتك بالمدنيين والنساء والأطفال! ما شرحته بالأعلى يُدعى في جيش الاحتلال بمشروع لافندر؛ وهو مشروع عسكري استخباراتي تُشارك فيه ميتا ببيانات مستخدمي الواتساب في غزة لتحديد أهداف الغارات الجوية التي دمرت القطاع، وقتلت عشرات الآلاف من أهل غزة على مدار عام كامل من الآن. وذكر أحد المصادر التي عملت بشكل مباشر على هذا المشروع أن الغارات الجوية كانت تنطلق بعد 20 ثانيةً فقط من تحديد الأهداف! فهي جريمة إنسانية مُكتملة الأركان شاركت فيها ميتا ومؤسسها الصهيوني مارك زوكربيرغ. والآن، هل تردعنا ميتا بهذا الحظر؟ هل تتوقع فعلًا أننا سنتوقف عن دعم القضية؟ تتعهد عرب هاردوير أمامكم أنها لن تتوقف أبدًا عن دعم القضية الفلسطينية، ولن نتأخر ولو للحظة في فضح الكيان المُجرم ونشر الحقائق حول الشركات التقنية التي ورطت نفسها ولطخت اسمها بدماء الشعب الفلسطيني. هذه السلوكيات المُتخبطة تُثبت لكم نجاحنا في الحرب الإعلامية؛ نوصيكم بالاستمرار في نشر ومشاركة وفضح الكيان على كافة منصات التواصل الاجتماعي. وفي النهاية نتمنى السلامة لشعب غزة المُرابط دائمًا وأبدًا. وكالات |
||||||||
|