حكاية أغنية.. "حب إيه" الصدفة التي جمعت أم كلثوم وبليغ حمدي


حكاية أغنية اليوم عن واحدة من أهم كلاسيكيات الغناء الرومانسي، ومن علامات نجاح وشهرة أم كلثوم، وهي "حب إيه".

بدأت الحكاية عام 1960 حين قام الفنان محمد فوزي، بدعوة بليغ حمدي، إلى سهرة في بيت الدكتور زكي سويدان، أحد الأطباء المشهورين وقتها.

كان بليغ وقتئذ فى مراحله الفنية الأولى وجمعته بـ"فوزى" صداقة وطيدة، أمسك بيده واتجه به ناحية أم كلثوم قائلًا فى حماس: "هاسمعك الليلة دى ملحن هايل هيكون له شأن فى السنوات القادمة".

جلس على الأرض كما اعتاد عندما يلحن وأمسك بالعود، فنظر الحاضرون إلى بعضهم فى استغراب "يعنى إيه الملحن اللى قاعد زى مقرئى القرآن ده" ونظر محمد فوزي، إلى أم كلثوم، وهو يشير بيده بما معناه: "سيبوه على راحته".

وقال بليغ حمدي، عن هذا اللقاء: "ما أعرفش ليه لما مسكت العود وبدأت ضبط أوتاره ربنا ألهمنى أنى أغنى "حب إيه" رغم أنى لما رحت السهرة لم تكن فى بالي، وعندما انتهيت من غناء المذهب لقيت أم كلثوم، قاعدة جنبي على الأرض وسط ذهول الحاضرين".

طلبت منه أن يمر عليها في اليوم التالي، وعندما ذهب إليها طلبت أن تسمع الأغنية كاملة، واتصل بمؤلفها عبد الوهاب محمد، بناء على طلبها والذي بدوره لم يصدق نفسه حتى رآها تشدو بها على المسرح، ووقتها فقط صدق أن الحلم تحول إلى حقيقة.

وضعت هذه الليلة بليغ حمدي، على أول سلالم المجد رغم أن عمره وقتئذ 29 عامًا فقط، وكان رصيده الفنى فى التلحين لحنين لعبدالحليم هما "تخونوه" و"خسارة" عام 1957، ولفايزة أحمد "تسلم لي عينيك الحلوين" عام 1959، ولشادية "أحبك قوى" و"مكسوفة منك" عام 1959.

وعن البروفات قال "بليغ": "فى أول بروفة تجمعنا لأغنية "حب إيه" ذهبت إلى فيلتها بالزمالك، دخلت على الموسيقيين وكنت شابًا صغيرًا فى العشرينيات وسلمت عليهم وظنوا فى بداية الأمر أننى أتيت من أجل تقديم لحن لإبراهيم خالد ابن شقيقها وأريد التحدث بهذا الشأن مع أم كلثوم.

وتابع: " وبعد قليل أتت وقالت لي: "فلنبدأ يا ابنى، فين العود؟ ولمحت الدهشة على وجوه كل العازفين، ولكنهم كانوا جميعًا بعد ذلك من أكثر المشجعين لي طوال البروفات".

ولا يخفى على أحد أن ألحان بليغ حمدي، كانت نقطة مهمة في حياة أم كلثوم، لأنها جعلت الشباب مستمعًا جديدًا لها، بعد أن كان جمهورها من طبقة "أصحاب الطرابيش"، كما أن بليغ أضاف بعض الآلات الموسيقية لتختها الشرقي منها "الساكس فون والأكورديون والإيقاعات" واستخدم الكورال داخل دراما النص، والأوركسترا الكبيرة، وكان ذلك بمثابة التحدي لها ولبليغ.

في لقاء مع الشاعر الغنائي عبدالوهاب محمد، كشف كواليس صناعة الأغنية "أم كلثوم، لقت نغمة جديدة عند بليغ، أغنية "حُب إيه" مكنتش لأم كلثوم، كُنا عاملنها لوجه الله والفن، ولقيت في بليغ ما يُترجم الكلمات، وأنا كُنت جرئ في طرح الكلمات وقتها"، وأضاف:"بعد نجاح أغنية حُب إيه، أم كلثوم أخدت مننا أغنية "ظلمنا الحُب".

حققت الأغنية نجاحًا كبيرًا، م وتعد بعد ذلك من أهم كلاسيكيات الغناء الرومانسي الذي أثار الشجن والحب والهيام.

Copyrights © assad-alard.com

المصدر:   http://www.assad-alard.com/kashkool.php?id=106