إلى أن يتحقق الحل السياسي.. بقلم زياد غصن


إلى أن يتحقق الحل السياسي..بقلم زياد غصن

كثير من التعليقات التي ترد على مقالاتي، يقول لي أصحابها: إن وقف التدهور الحاصل في الوضع الإقتصادي والإجتماعي مدخله التوصل إلى حل سياسي للأزمة، التي تعصف بالبلاد منذ العام 2011.

وأنا متفق تماماً مع هذا الرأي، وأشرت إليه في العديد من المقالات التي نشرتها سابقاً.

لكن قناعتي أن هناك مساحة ما، يمكن العمل فيها إلى حين بلورة حل سياسي سوري- سوري. ومن شأن استغلال هذه المساحة، التخفيف من وطأة الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة، التي يعيشها السوريون بمختلف شرائحهم وفئاتهم.

وللأسف هذه المساحة لا تزال غير مستغَلة، أو يتم إشغالها بسياسات وإجراءات تزيد من حجم المشكلة الاقتصادية في البلاد..

فمثلاً

زيادة الإنتاج المحلي من السلع والمنتجات الزراعية والصناعية وفق الإمكانيات والقدرات المتوفرة، لا يتوقف على نتائج مفاوضات جنيف لصياغة الدستور، وإنما يتوقف على اتخاذ قرارات حكومية جريئة، تفتح الباب لإحداث ثورة إنتاجية حقيقية بعيداً عن الشعارات!

زيادة موارد الدولة من مصادر أخرى غير إجراءات الجباية المثبطة للإنتاج، لا ترتبط بعقد جولة جديدة من اجتماعات أستانا مثلاً، وإنما بوجود استراتيجية حكومية جدية تتجه نحو استثمار حقيقي للإمكانيات المتاحة، ومضاعفتها بالاستثمار الحكومي “الذكي”!

بسط سلطة القانون ومعالجة إفرازات سنوات الحرب الكثيرة، لا تتطلبان انتظار قيام الغرب بإلغاء عقوباته على سورية مثلاً، وإنما بإعادة هيكلة ودعم المؤسسات المعنية بتطبيق القانون، ونشر ثقافته!

وقف ظاهرة الاستسهال في معالجة ملفات وقضايا مصيرية كالدعم الحكومي، التضخم، وغيرها، لا ينتظر إطلاق الدولة لمعركة تحرير ما تبقى من محافظة إدلب مثلاً، وإنما يحدث ذلك عندما يعطى الأمر لأصحاب الكفاءات والخبرات الحقيقية!

أقول: وأبسط من ذلك بكثير….

هل إن حل مشكلة النقل المتفاقمة أو على الأقل التخفيف منها؛

وهل تمكين المواطن من الحصول على احتياجاته الأساسية بسهولة ويسر؛

وهل الوصول إلى الأسر المعدمة غذائياً لمساعدتها حكومياً؛

وهل التشدد باختيار المسؤولين في قطاعات العمل المختلفة؛

وهل تحقيق العدالة في توزيع ساعات التغذية الكهربائية مثلاً؛

هل كل هذا…. يحتاج إلى حل سياسي أولاً؟

ليس هناك شك في حتمية وضرورة الحل السياسي لمعالجة كل المشكلات التي تعاني منها البلاد، والانتقال تالياً إلى تنفيذ سياسات تنموية تعيد بناء ما دمرته الحرب بكل متغيراتها ومجرياتها.. لكن هذا لا يعني أنه علينا أن ننتظر حلاً، ليس من السهل الوصول إليه، وربما يحتاج إلى فترة زمنية ليست بالقليلة حتى يتبلور ويتحقق…!

هل انتظرت إيران حلاً سياساً لأزمتها مع الغرب؟ وهل كوبا المحاصرة منذ ستة عقود ونيف، قد توقفت عن الحياة بانتظار حل لمشكلتها مع الولايات المتحدة الأمريكية؟

فينكس


 

Copyrights © assad-alard.com

المصدر:   http://www.assad-alard.com/detailes.php?id=862