غزة حوّلت حرب سورية جبهة منسيّة.. بقلم: طارق العليان تتوسع دائرة الصراعات في جميع أنحاء غرب آسيا وسط الاهتمام العالمي بغزة والأراضي الفلسطينية، ولا شك في أن إحدى الضحايا الرئيسيين للحرب المستمرة بين إسرائيل وحماس، وإن كان غير معترف بها إلى حد كبير، هي قدرة العالم على التخفيف من حدة الصراعات الأخرى الملحة ومعالجتها.
وفي هذا الإطار، تناول ألكسندر لانغلوا، محلل السياسة الخارجية المختص بشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، في مقاله بموقع "ناشونال إنترست" سورية بوصفها إحدى دراسات الحالة التي تجسد هذه الديناميكية، وتثبت أن مجرد "تجميد" الصراعات أو السماح لها بالتفاقم يمكن أن يكون له آثار كارثية، خاصة عندما تستخدم الجهات الفاعلة الخبيثة عدم الاستقرار لتعزيز مصالحها. الإجراءات التركية في سورية وهنا تبرز تصرفات تركيا في شمال شرق سورية. والتزمت أنقرة بحملة جوية جديدة وشاملة ضد قوات سورية الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة والإدارة الذاتية الديمقراطية لشمال وشرق سورية، وهما يمثلان على التوالي الجناحين المسلحين للحاكمين في تلك المنطقة في الأشهر الأخيرة. ويهدد الرئيس رجب طيب أردوغان الآن بعملية برية أخرى في شمال وشرق سورية، بغض النظر عن "التهديدات" التي منعت العمليات السابقة.
وهو يشير إلى وجود القوات الروسية والأمريكية في شمال غرب سورية وإقليم شمال شرق سورية، على التوالي، والذي أدى وجودها إلى منع أي تقدم من هذا القبيل نظراً للمخاطر المحيطة.
والأمثلة الأخرى كثيرة، وجه الأردن مزيداً من الضربات لشبكات تهريب الكبتاغون في جنوب سورية وسط تزايد عمليات التهريب عبر الحدود، التي تدعمها القوات المقربة من إيران. وتواصل القوات السورية شن ضربات غير مسبوقة على قوات المعارضة المتمركزة في الدول الحائزة للأسلحة النووية. وتدعي بعض الجهات الفاعلة، وتحديداً إيران، التضامن مع فلسطين لتعزيز مصالحها، وتضرب القوات الأمريكية دون أن تتكبد أي تكلفة تذكر.
وأشار الكاتب إلى أنه في حالة إيران، يعد التضامن الفلسطيني وسيلة لتقويض منافسي طهران في غرب آسيا، على أمل إجبار الولايات المتحدة على الانسحاب من المنطقة. الافتقار إلى سياسة حقيقية وفي رأي الكاتب أن واشنطن تفتقر إلى سياسة حقيقية تجاه سورية، وتدعي أن قواتها ضرورية لمنع عودة تنظيم داعش، في حين أن السبب الحقيقي لنشر قواتها له صلات قوية بـ "الحروب الأبدية" التي اندلعت بعد أحداث 11 سبتمبر (أيلول)، أي الحد من النفوذ الإيراني الموجود بالفعل. صراع لا ينتهي
وعلى هذا النحو، يرى الكاتب أن الواقع في سورية اليوم هو صراع لا ينتهي أبداً، حيث تعمل الجهات الفاعلة الدولية على تعزيز مصالحها الإقليمية من خلال الوسائل العسكرية التصعيدية على حساب حل الصراع. |
||||||||
|