عاجل

مواعيد مباريات اليوم الخميس 25-4-2024 والقنوات الناقلة    محافظ اللاذقية يلغي القرار المتعلق بتخفيض مخصصات النقل العام    الإعلام الإسرائيلي يهاجم عالم آثار مصري مشهور لهذه الأسباب ؟    

طهران بين غباء السياسة وعبقرية المؤامرة .. بقلم: محمد فياض

2018-12-11

لا تَناضُل في حق القوى الإقليمية _أصحاب المنطقة_ في البحث عن مصالحها. والسعي الدؤوب إلى تلك المصالح . والسباق_ الذي نسميه بالخطأ صراعاً وتدفع قوى عالمية عدوة إلى أن ندشنه احتراباً..من أجل مصلحتها ومصلحة كيان غاصب وجسم شاذ يرفضه جسد المنطقة الطاهر من رجس الإنضواء تحت سقف العمالة والخيانة والنذالة..ومانعنيه هنا هو حق القوى الإقليمية في البحث عن مصالحها الإيجابية .ولانعني بالإيجابية هنا أن تذهب واحدة منها إلى مصالحها بالدوس على أعناق مصالح قطب اقليمي آخر..وربما هنا يذهب البعض منا في تفكيره إلى استخلاص ناتج مفاده أن هذه رومانسية تحمل استحالة تحققها.. لكننا نقصد رومانسية احترام ماتم  الإتفاق والتوافق عليه من القواعد وصياغته في المواثيق والمعاهدات ذات الصلة. ليبقى حق القوى الإقليمية في السعي لريادة المنطقة يحكمه محددات تفرض الدفع بهذه العاصمة عن غيرها إلى صدارة الريادة.. أخذا في الاعتبار أن القيادة بمفهومها المجرد ليست إرثاً بل هي نتيجة جهد وعطاء وفرز تاريخي وفواتير مدفوعة وأخرى يتم دفعها وثالثة مؤجلة. ومقدرة على المواءمة بين كل مصالح المنطقة .
وفي منطقتنا تحول بقدرة التثعلب السباق إلى صراع .وتدفع بقوة القوى الخارجية إلى الإحتراب والحرب الشاملة لعقود تنتصر فيها فقط اسرائيل وكيانها الغاصب ودونما إطلاق رصاصة واحدة أو إراقة دما في جانبها.. وفقط أيضا لأن الأغبياء يتحاربون بالوكالة عنها.
حقيقة الأمر أن العرب والمسلمين عدوهم اسرائيل ومن وراءها المستعمر القديم والجديد.. وما من صراع أو اطلاق طلقة واحدة في بلادنا المسلمة _ سنية أو شيعية _ إلا وتحصد مكاسبها تل أبيب.. إذن فالعدو واضح ومحدد وبدقة ..ومن يقف خلفه غاية في الدقة محدد أيضا.. والمصالح الإقليمية بين اللاعبين ليست بالحبر السري وغاية الشعوب جلية في التعايش والتبادل التقني والتلاحم لصد عدوان وبناء جدران عالية تحول دون تصدير نفايات العدو الفكرية إلينا ..ولايصلح أن نبني تلك الجدران بالطوب والخرسانة المسلحة ..بل بمكونات الفكر ومنتجاته اقتصاديا وثقافيا واجتماعيا تحت مظلة السياسة واحترام القواعد ..لاشك أن قيادة منطقتنا تتسابق _ يجب أن يكون سباقا وليس احترابا_ عليها مصر والسعودية وتركيا وايران....واسرائيل.


نظرة واحدة على هذا الطرح نجد أنه يجب أن يتحول من سباق إلى مايتجاوزه إذا لزم الأمر بين فريقين .الأول يضم أربعة عواصم وضد الأخيرة العدو الغاصب والموجوب محاربته حتى يرحل نهائيا عن الأرض التي اغتصبها بدعم أوروبي أمريكي .
لكن الحاصل حزمة من الأخطاء التي تنم عن فشل زريع في فهم المفردات ..العدو ..الحليف ..الصديق.. أعتقد أن المشتركات بين القاهرة وطهران والرياض وانقرة من الأمور التي يسهل عدها إن خلصت النوايا واغتسلت وتوضأت كل من أنقرة والرياض وصلّت صلاة التوبة وقدمتا الإعتذار عن الإسهام في تدمير الدولة العربية السورية لأكثر من سبع سنين حتى الآن ولمصلحة محددة واضحة وبدقة أيضا هي تل أبيب ومشروعها التوسعي .
هل تستطيع أن تقدم كل من تركيا والسعودية لنا ولكل شعوب العالم وقبلها شعوب العالمين العربي والإسلامي مبررا واحدا يقبله العقل عن كل مافعلوه بسورية الأرض والشعب سوى أنهم تضامنوا مع الغرب والصهيونية في معاداة هذا البلد لسبب واضح جلي هو موقفها وقائدها من إسرائيل والإصرار على تحرير الأرض العربية سلما أو حربا وعدم الخضوع لإملاءات استسلام يسمونه سلاما..؟!
ثم هل من مبرر واحد للحشد ضد ايران في محاولات تبرد ويتم تسخينها لإشعال حرب كبرى في المنطقة تستمر لعشرات السنين ربما تلتهم القرن الحالي كله لاقدر الله لها أن تبدأ..؟!
أفهم أنا وكل العقلاء وربما مادون ذلك أحيانا أن الحرب هي آخر الوسائل التي تذهب إليها الدول لحل النزاعات بينها.. خاصة أن الذهاب إلى الحرب الآن ليس نزهة صيد بين فريقين خارج جغرافيا المدنيين والمصالح والبنى التحتية والإقتصاد ودور العبادة وما أنتجته الشعوب من تنمية وأبنية عبر عشرات السنين وربما تمتد لتطال ماخلفته الحضارة من آلاف السنين .
ونرى أن حلف الرياض الذي يأتمر بأمر فوائض نقد بترولها قد أخطأ في حربه ويستمر .في اليمن ..بحجة أنه يحارب ايران هناك.. والمنطق وحق الشعوب يقول أنه لايجب بالمطلق أن ندمر شعبا ونقتله بالجملة نكاية في طرف ثالث هو غير موجود في الحقيقة على أرض المعركة وتعلم الرياض وامريكا وكل بلاد العالم ذلك باعتراف جيل غوتييه سفير فرنسا السابق في اليمن .وباعتراف وزير في حكومة صالح أن اليمن قبل الأزمة به 80مليون قطعة سلاح وبحسبة رياضية بسيطة فإن لكل مواطن أربعة اسلحة..ولايوجد ايراني على أرض اليمن اللهم ان كان هناك افراد لايزيد تعدادهم اصابع اليدين .وهذا باعتراف غوتييه الدبلوماسي الفرنسي أيضا.
إذن لماذا الحرب التي يتم دفع المنطقة إليها وتبشر بها الرياض ؟
ولمصلحة من وماهي اسبابها.؟!
ثم ماهي مصالح كل الخليج وشعوبه في الحرب مع ايران .ان كانت هناك قضايا فبإخلاص النوايا من الممكن أن يتم التوصل فيها الى حلول عادلة.
إن ذهاب طهران للحرب الى جوار الجيش العربي السوري ضد حلف الشيطان الأمريكي والمدعوم وممول من الخليج نراه في محله ولاننكر على طهران أن لها مصالح.. ودخول حزب الله اللبناني في الحرب وهو المدعوم والمسلح من ايران الى الحرب في جوار الجيش العربي السوري ضد الهجمة الكونية الارهابية للحيلولة دون إسقاط سورية وبالتالي المشروع العروبي المقاوم .نراه أمرا جديرا بالاحترام وخاصة أن حزب الله _ والمدعوم ايرانيا أيضا_ لم يصوب سلاحه سوى إلى اسرائيل.. ويبقى سؤال غاية في الطرح ..
ماذا كان سيحدث في خارطة التحالفات على الجغرافيا السورية في هذه الحرب الكونية إن تقدمت وبادرت العواصم العربية والتمويلات الخليجية لدعم المقاتلين ضد الارهاب وحلفه في سورية ..هل كانت إيران وحزب الله على هذه الوضعية من الموقف ..
اذن فالصراع والحرب في البدء والمنتهى هو صراع وحرب صهيوأمريكية ضد المنطقة العربية تحديدا وبدقة ..وأن ماترغب فيه واشنطن وتصبو إليه هو مبتغى تل أبيب بتدمير كامل المنطقة للسيطرة عليها كمتكأ هام وأساس في الصراع القطبي ..وحيث عالمنا العربي مابعد كامب ديفيد قد تغير وارتفع سقف الطموح الصهيوني .ورأينا بالمتابعة للصراع بين طهران وواشنطن كيف تمكنت الدبلوماسية الايرانية من نزع فتيل المواجهة بينها وبين حلف أمريكا وأنجزت اتفاقا على مشروعها النووي بعد 14 عام من الحوار تخللها التهديدات المتبادلة باستخدام القوة العسكرية .الولايات المتحدة وحلف الشر في أوروبا العجوز يهدد بالقصف وترد طهران بجاهزيتها للرد الموجع وتهديد المصالح في كامل المنطقة.. حتى أتى ترامب واتخذ قرارا فرديا إرهابيا بالانسحاب من الاتفاق النووي مع ايران ودون استشارة فريق الكبار الذين مثلوا الطرف الآخر ووقعوا مع ايران.. إن السياسة الغبية التي خططت لها واشنطن للمنطقة بضرورة اشعال حرباً كبرى بين ايران وحلف عربي تترأسه المملكة السعودية يلقي بظلال انتاج سياسة أكثر غباءاً إن جرفنا تيار الصلف والرعونة في ممارسة الحفاظ أو حتى السعى أو الصراع وليس السباق إلى المصالح ..فأي مصالح يمكن الحصول عليها بالدخول في حرب ربما تلتهم من البشر في محرقتها عشرات أضعاف ماقدمناه في حروبنا المقدسة مع العدو الإسرائيلي .؟! وأي غباء يمكن أن يسوس قرارا بالحرب غير المبررة _ في تقديري_ بين العرب وطهران ستكون بين عرب وايران وبين عرب على الجبهة الأخرى ..لأنهم اعداؤنا يخططون لجعلها حرباً سنية شيعية. وأعتقد أن طهران يمكن دفعها بقاعدة المصالح المشتركة أيضا وباحترام المواثيق والمعاهدات الدولية إلى مربع التعاون بل والتحالف ضد عدو مشترك يتحين الفرصة لابتلاع المزيد من الأرض العربية .وينتقل إلى تحالفات مع الخليج تهدد في المقام الأول المشروع العربي وتضعف من قدرة مصر على التعافي الكامل للعودة إلى دورها القائد الذي تستحق وتناضل من أجل استعادته .بل ويطرح التعاون والتشارك والتداخل الصهيوخليجي إشكاليات كبرى على قضية الأمن القومي المصري والعربي يرتب تكاليف أمنية واقتصادية أخرى على الذهنية المصرية والعربية.. بما يجعل الآن التفكير في ذهاب عربي إلى فتح آفاق جديدة للتعاون والتبادل مع ايران بمثابة مواجهة حقيقية ولازمة لكل الأطراف تقطع الطريق أو تعرقله أمام حمم الفكر الوهابي الداعي الى خوض مواجهات عسكرية مع طهران بالوكالة ابتناء على حجج يمكن مناقشتها وكسب معاركها بالدبلوماسية والمصالح المشتركة. ان المؤامرة التي انشد أن تتم بين طهران والعواصم العربية المعتدلة للتعاون والتحالف ضد المشروع الصهيوأمريكي يجنب المنطقة ويلات تخطط لها المخابرات المركزية والبنتاجون بالتعاون مع نظائرها في اوروبا لتعويض الخسارة الفادحة التي مُنِيَ بها المشروع الشرق أوسطي الكبير في الجغرافيا السورية.. ويفوّت كل الفرص على تركيا أردوغان لجني ثمار المحارق في عواصم العرب وتقديم أوراق اعتماده قائدا اقليميا رئيسا يتناغم ادارة منطقتنا مع تل أبيب . إن للسياسة غباء يجب أن نوظفها .وللمؤامرة عبقرية يجب أن نذهب إليها


التعليقات

إدارة الموقع ليست مسؤولة عن محتوى التعليقات الواردة و لا تعبر عن وجهة نظرها

لا يوجد تعليقات حالياً

شاركنا رأيك

Create Account



Log In Your Account